دكتور في الفلسفة

(فاعطي واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة .كل واحد علي قدر طاقتة )
(مت 15:25)
هو لايذكر شيئا بالمرة عن ابية ويذكر القليل عن امة -القليل جدا كل ما يذكرة تماما تللك العيشة التي كان يجد فيها الجارة الفقيرة التي اوتة والتي لم يكن لها الا القلب المتسع ....فقد كان كل شيء آخر ضيقا ولا يذكر صاحبنا انة نام ليلة واحدة شبعانا كما لايذكر انة نام في الشتاء ليلة واحدة دافئا ... ولا يذكر كيف دخل المدرسة ، ولكنة منذ افاق لنفسة وجدنفسة يدرس ولذ لة الدرس فتعمق فيةوظل يدرس ويدرس ولانة كان ذكيا استطاع ان يحصل علي جائزة التلمذة ودخل الكلية ونال درجة بكالوريوس في الاداب .....وسنحت لة الفرصة فسافر في القارة واكتسب من سياحتة الكثير من الاختبار ..ووالي الدرس الي ان احرز درجة الدكتوراة وكتبت الجرائد اسمة وجاءتة التهاني من كل ناحية

ونحن نراة وهو يتهيا للسفر .لم يكن من يودعة اذلم يكن لة اب ولا ام ولا قريب فهو يحمل حقائبة بهدوء ويسير ليستقل قطار الشرق ليتسلم عملة الجديد في السلك السياسي وهو يحتل مقعدا في مقصورة في منتصف عربة الدرجة الاولي- جلس يرسل نظرات تائهة الي الفضاء الممدودامامة ويرسم في ذهنة صورة جميلة لمستقبلة وظل كذلك وقتا طويلا لم يدر بة
وما كان يمكن ان ينتهي من تاملاتة لولا ان قطعها علية صوت دوي هائل اهتز لة القطار بجملتة هزة عنيفة وقبل ان يغمي علية ابصر اشلاء القطار تتطاير واشلاء القتلي تتناثر ثم احس بصدمة عنيفة في راسة آلمتة ولكنة لم يدر بعدها بشيء... وقد ذكرت الجرائد فيما بعد ان بعض الفوضويين كانوا قد وضعوا مفرقعاتهم في طريق القطار !!

بعد ان مرت تلك الحادثة المرعبة كشفوا جسمة المصاب اذا صح ان ندعو تلك البقية منة جسما . وبعد ان انتهي الجراحون من عملهم كان الباقي حطام انسان .ضاعت قدماة ،وقطع ذراعة الايسر مع جانب من عظم الترقوة .ومن ذراعة الايمن ضاعت كل الاصابع الا واحد والخنصر ... ولكنة بقي يملك راسا مملوءا بكنوز علوم الكلية وعلوم الاختبار من كثرة السياحة
ولكنة ماذا يعمل راس غني مع جسم محطم! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ضاع كل شيء نعم ضاع ضاع ولم يكن لة ما يعملة الا ان يعيش متالما عديم الرجاء في ملجا الشيوخ والعجائز .كان هذا ما فكر فية وهو يطل من النافذة الي العالم الخارجي الذي اصبح لاشيء فية كان الكتاب المقدس بجانبة وقد انتهي من قراءة مثل الوزنات ،وجلس صامتا يفكر في وزناتة المدفونة . لقد كان هو نفسة مدفونا وكذلك كانت كل وزناتة !

وراي بجانبة عجوزا علي كرسي بعجل تقرا خطابا جاءها من شخص لاتعرفة ،ولكنة كان خطابا معزيا اذا ملأقلبها بسرور . وقد اهتم بالامر وسال كيف حصلت علي المكتوب ، فاجابتة ان هناك هيئة اخذت علي عاتقها كتابة خطابات للمرضي والمحبوسين وهذا الكاتب الغريب يكتب لها بانتظام مكاتبات تعزية !!وبغتة امتلا راسة بفكر جديد !انة لم يستفد كثيرا من قراءة مكاتبات الغير لة فلماذا لايكتب هو للغير .لكن لمن يكتب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هل يوجد من هو اتعس منة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربما كان المسجونون اكثر منة حاجة الي العطف ،ولوانهم اسعد منة لان عندهم املا بالخروج من سجنهم اما هو فلا امل لة...... ومع ذلك فقد آلي علي نفسة ان يجرب!!

كتب لسكرتير الهيئة طالبا اسماء بعض المسجونين ليكتب لهم .فارسل لة اسماء البعض ،وقال لة انة لن يتلقي رادا علي مكاتباتة . لان قوانين السجن تحظر الكتابة من جانب المساجين. فاخذ علي نفسة ان يكتب كتابة من طرف واحد !!كانت كتابتة مرتين في الاسبوع ترهقة ، ولكنة سكب في تلك المكاتبات كل نفسة وكل اختبارتة وكل ايمانة ، وكل عقلة النير، وكل تفاؤلة المسيحي - من الصعب ان نكتب اذا كانت الكتابة باصبعين فقط في ذراع موجوعة ،خصوصا ان كنا لانتلقي ردا علي ما نكتبة .لذلك لانندهش اذا نعلم ان صاحبنا كثيرا ما تجرب ان يكف عن الكتابة . ولكنها وزنتة الوحيدة الباقية ، وقد صمم علي ان يستخدمها طالما كانت لة

وبعد مدة جاءة مكتوب -مكتوب قصيرجدا-من الموظف الموكل بمكاتبات المسجونين وكان كل ما جاء فية
(ارجو ان تكتب مكاتباتك علي امتن ورق تستطيع ان تجدة .لان ما تكتب يمر من غرفة في السجن الي غرفة اخري وتظل تنتقل من يد الي يد الي ان تتناثر اخيرا قطعا !!)
ونام صاحبنا تلك الليلة وقد علت شفتية ابتسامة!!

» عظات ومحاضرات دكتور مجدى اسحق