ملحق رقم – 2-
ما وصف بالأعظم جمالا أو بالأبدع حسنا أو بالأكثر حلاوة فى آيات العهد القديم؟!
1- "مَا أَحْسَـــــــــــــنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ!"
وهذه الآية من أقدم النبوات، وأيضا الوحيدة فى اسفار التوراة المستخدم فيها تعبير ما أحسن, وهي بالحري نبوة مشتركة عن العروس، فهي ليست عن جمالها او محبة العريس لها فقط، بل هى نبوءة فذه عن عريسها وتجسده ومجيئه الاول ليفديها أيضا، والأعجب فيها انها جاءت على لسان نبي أممى هو بَلْعَامَ الذي: اسْتَأْجَرُه بالاق الملك الكنعاني لِكَيْ يَلْعَنَ إسرائيل وهو في طريق دخوله لأرض الموعد، (نح13: 2)، فكلمه الله شخصيا حتى: "لا يَلْعَنِ شَّعْبَ الله، لأَنَّهُ منذ الازل مُبَارَكٌ" (عد22: 12، 23: 11)، فكشف الله عيني بلعام، وأنطق له الحيوان ليمنعه من ذلك (عدد22), كذلك حل عليه روح الرب أيضا في هذه النبوة فأنطقه حقا: "فتَكَلَّمُ بالْكَلاَمُ الَّذِي وَضَعُهُ اللهُ فِي فَمِه" (عد22: 38، 23: 5)، "وَحَوَّلَ إِلهُنَا اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ" (نح13: 2)، فلم يكن بوسع بَلْعَامَ إلا أن يبارك شعب اسرائيل ثلاث مرات (عد24: 10)، وأتت هذه النبوة قبل أن تعمي عيني بَلْعَامَ: بشهوة المال أصل كل الشرور(1تي6: 10)، إذ أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ (2بط2: 15، يه1: 13)، فألقى معثرة وأضل الشعب بنصيحته الخسيسة إذ من جراءها: "تَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ وَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ" (رؤ2: 14)، وَزْنُوا مع بنات موآب (عد25: 3)، والله يستخدم الكل حتى الانبياء الكذبة ولو لحين، ومن هم على شاكلة بَلْعَامَ الذي أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ؛ وعلم الشعب: الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ (2تي4: 10؛ تي2: 12)، لمجد اسمه ولبركة كنيسته - فليس هناك مايمنع ان يعلن من خلال سيرتهم أن عروسه هي بالحقيقة: "رَائِحَةُ الْمَسِيحِ العريس الذَّكِيَّةِ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ" (2كو2: 15 قابل نش1: 12، 13؛ 3: 6؛ 4: 10 – 14؛ ...)، فيقول بالروح فيها:
" وَرَفَعَ بَلعَامُ عَيْنَيْهِ وَرَأَى إِسْرَائِيل حَالاًّ حَسَبَ أَسْبَاطِهِ فَكَانَ عَليْهِ رُوحُ اللهِ
فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَال: وَحْيُ بَلعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ المَفْتُوحِ العَيْنَيْنِ.
وَحْيُ الذِي يَسْمَعُ أَقْوَال اللهِ. الذِي يَرَى رُؤْيَا القَدِيرِ مَطْرُوحاً وَهُوَ مَكْشُوفُ العَيْنَيْنِ.
مَا أَحْسَـــــــــــــــنَ خِيَامَــــــكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَــــــــكَ يَا إِسْرَائِيلُ!
How goodly are thy tents, O Jacob, and thy tabernacles, O Israel!
رَجُلٌ مِن زَرعِه يَخرُج وشعوباً كثيرةً يَسود (يحكم)، .(سبعينية، وكاثوليكية)،
مَلِكُه على أَجَاجَ يَرتَفِع ومَملَكَتُه تَتَسامى.
his seed shall be in many waters, and his king shall be higher than Agag, and his kingdom shall be exalted.
اَللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لهُ مِثْلُ سُرْعَةِ الرِّئْمِ. يَأْكُلُ أُمَماً مُضَايِقِيهِ. وَيَقْضِمُ عِظَامَهُمْ وَيُحَطِّمُ سِهَامَهُ.
جَثَمَ كَأَسَدٍ. رَبَضَ كَلبْوَةٍ. مَنْ يُقِيمُهُ!
مُبَارِكُكَ مُبَارَكٌ وَلاعِنُكَ مَلعُونٌ.
ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَال: .... أَرَاهُ وَلكِنْ ليْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ ليْسَ قَرِيباً.
يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيل فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ وَيُهْلِكُ كُل بَنِي الوَغَى.
I shall see him, but not now: I shall behold him, but not nigh: there shall come a Star out of Jacob, and a Scepter shall rise out of Israel, and shall smite the corners of Moab, and destroy all the children of Sheth.
وَيَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثاً وَيَكُونُ سَعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثاً. وَيَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ.
وَيَتَسَلطُ الذِي مِنْ يَعْقُوبَ وَيَهْلِكُ الشَّارِدُ مِنْ مَدِينَةٍ"
(عد24: 2 – 19)،
وفي هذه النبوة نرى بعيني الايمان العروس بقسميها، الأول: يعقوب وهو الشعب المنظور والمملوءً جمالًا الذي رآه بلعام (المبتلع أو الملتهم)، (بن بعور: احتراق أو مهلك- عدد22، أو بن بصور: متبصر- 2بط2: 15)، أمامه بعينيه الجسديتين، أي كنيسة العهد القديم التي إختارها الرب وأخرجها من مصر أرض العبودية لتكون له "مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً" (خر19: 6)، فلم يستطع أن يلعنه، بل لم يكن أمامه إلا الإعجاب به فقال: "مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ"، والقسم الثاني: إسرائيل (أسرة الله)، قضيب الشعب المبهر والذي رآه بعيني النبوة من بعيد بكونه كنيسة العهد الجديد والتي تقوم بواسطة الروح القدس في يوم الخمسين كجسد للعريس، عندما يظهر كوكب يعقوب: أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ، كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ (رؤ22: 16، 2بط1: 19)، وقضيب إسرائيل الملك الازلي الديان العادل (مز45: 6، إش11: 1، إر10: 16، عب1: 6)، في ملء الزمان، لتصير كنيسته بعريسها (عد24: 17)، أسرة لله ومساكن للروح القدس وهياكل مقدسه مهيبة وبهيه، مُنتشرة في كل ربوع الأرض، ومن كل قبيلة وشعب ولسان، يشهدوا بجمال نعمة عريس نفوسهم، وجلال مجده، وعمق محبته، فقال مستحسنا: "مَا أَحْسَنَ .... مَسَاكِنَك يا إِسْرَائِيلُ."، بل يصفهم بالقوة والبأس والغلبه والانتصار ويصورهم: "كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ (نش2:1)، كَجَنَّاتٍ عَلى نَهْرٍ (نش4: 12، 15)، كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ (نش4: 16، 8: 14،...)، كَأَرْزَاتٍ (نش1: 17)، عَلى مِيَاهٍ (نش4: 15، 8: 7)،...." (عد24: 6)، وهى نفس الاوصاف وتكاد تكون بنفس الكلمات التى جاءت عن عروس النشيد فى سفر النشيد!.
+++++++++++++++++++++++
2- "مَا أَحْـــــــــــــــــلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ ٱلْجُنُودِ."
مسكن او مساكن (= بيت أو بيوت)، رب الجنود (يهوه صباءوت في الأصل العبري= رب القوات أو الله كلي القدرة في الترجمة السبعينية)، عبارة تطلق علي أي مكان او موضع يتواجد او يحل به الله فيصير "مُقَدَّسًا لِلرَّبِّ" ويدعى "بَيْتُ اللهِ" أو " مَسْكَنُ اللهِ" أو "مَسْكَنِ قُدْسِه".....، واطلق أولا على بيت إيل (بيت الله)، وبالتحديد الموضع الذي رأي فيه يعقوب سلما بين السماء والأرض, والملائكة يصعدون وينزلون عليه، ومن فوق هذا السلم خاطبه الله ومنحه وعدا بان يرده سالما، فقال يعقوب:
"مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ... وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ" (تك28: 17، 18)؛ وهكذا صارت المجامع والكنائس تدعى بيوت الله، وتستحق القداسة بالتدشين ويزينها الروح القدس بالجمال والقوة، فلا تملك قلوب ابناءها الا ان تصيح خشوعا وتقديسا ما أجملها وما أرهبها مساكنك يارب، كذلك كانت خيمة الاجتماع هي: مقر إجتماع الله مع شعبه (خر28: 43، 29: 4،... لا1: 1، 3، 5، 2: 2، 4: 4، 14، 15، 18،.... عد7: 89، 11: 16، 12: 4،.... ، تث 14: 31،..... )، أو المسكن (خر26: 30، 38: 21، 40: 2، 5، 6، 35، لا26: 11، عد9: 15، 17: 13،....)، أي حيث يسكن الله مع شعبه، والتى صنعها موسى ابعادا وموادا ومحتويات حسب النموذج الذى أراه الله له، قائلا:
"فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ. بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا أَنَا أُرِيكَ مِنْ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَمِثَالِ جَمِيعِ آنِيَتِهِ هَكَذَا تَصْنَعُونَ....؛
وَتُقِيمُ الْمَسْكَنَ كَرَسْمِهِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ" (خر25: 8، 9، 26: 30)؛
وسميت ايضا بإسم: خيمة الرب (1مل2: 28، 29)، وبيت الخيمة (2إخ9: 23)، او الخيمة فقط (خر39: 38،...)، او خيمة الشهادة (عد9: 15، 17: 7،...)، ومَسْكَنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ (خر40: 2)، وبيت الرب (خر23: 19)، مسكن بيت الرب (1أخ6: 48)، ومسكن الشهادة (خر28: 21، عد10: 11)، والقدس (خر28: 35، 43، لا10: 4،....)؛ كذلك كان هيكل سليمان الأول (1أخ9: 11، 24: 5، 29: 1، 19، 2أخ5: 14، مز42: 4، حك9: 8، اش2: 3)، وقيل عنه هيكل الرب (2مل24: 13، 2أخ27: 2، طو1: 6، يهو4: 2، حك3:14، إر7: 4، ....)، وبيت الرب ايضا (1مل6: 37، 7: 51، 8: 10، 11، 9: 1، 2مل11:3 – 15، 2مل20: 8،....، 2أخ7: 2، 11،....2أخ8،... مز23: 6، 27: 4، 92: 13، 116: 19، 118: 26، 134: 1، 135: 2، إش37:1، 14، 38: 20، إر26: 2، 27: 18؛ 28؛ 31؛....)، وهيكل قدسه (مز11: 4، مي1: 2، حب2: 20)، ونفسها ايضا على هيكل زربابل وقيل عنه هيكل الرب (عز3: 6، 10، 4: 1، )، والهيكل (عز5: 8، 14، 15، 6: 5، نح6: 10، 11)، وبيت الرب وبيت إلهنا (عز1: 2 – 7، 2: 68، 3: 11، 6: 22، 7: 27، نح 10: 34، 35)، كذلك على هيكل هيرودس الاخير (مت4: 12، لو4: 9، أع22: 7، ...)، وكانت هذه الهياكل فى اورشليم المدينة المقدسة وكل منها اطلق عليه ايضا هيكل اورشليم (عز5: 14، 15، 6: 5، مز68: 29، 2مك6: 2،...)، وهَيْكَلِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ (دا5: 2، 3 قابل مر11: 11، 15، 27،...)، فمما لا شك فيه ان الشعب كان يعرف أن مسكن الله "في السماوات " (2صم22: 14، أي16: 19، 28 : 24، مز2: 4، 103: 19، 115: 3، 123: 1، ....)، إلاّ أن الهيكل هو بمثابة المقابل الأرضي لمسكنه السماوي (خر25: 40)، الذي به يصير الله بنوع ما حاضرا على الأرض لاجل مجده وسط شعبه ولأجل بركتهم، لذلك كانت هذه المساكن (الخيمة والهيكل):
1- بيان واضح لمحبة الله الظاهرة ورمزا جليا لمسرته ولذته وفرحه بشعبه، لذلك يقول ِبَنو قورَح مرنمو هيكل الرب:
"أَسَاسُهُ فِي الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ.
الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ.
قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ."
The LORD loves the gates of Zion more than all the dwellings of Jacob.
Glorious things are spoken of thee, O city of God.
(مز87: 1 – 3)؛
ولذلك كانت الخيمة والهياكل بالحري صورة وظلا للسماويات ورموزا لكنيسة العهد الجديد وعظمة سر المسيح المعلن فيها ولها حكمته وبره وقداسته وفداءه، وفي هذه يقول الروح على لسان بولس الرسول:
"فإِذا كانَت صُوَرُ الأُمورِ السَّماوِيَّةِ (=أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ)، لا بُدَّ مِن تَطْهيرِها على هذا النَّحْو، فلابُدَّ مِن تَطْهيرِ الأُمورِ السَّماوِيَّةِ نَفْسِها بِذَبائِحَ أَفضَلَ، 24 لأَنَّ المسيحَ لم يَدخُلْ قُدْسًا صَنَعَته الأَيدي رَسمًا لِلقُدْسِ الحقيقِيّ (بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ)، بل دَخَلَ السَّماءَ عَيْنَها لِيَمثُلَ الآنَ أَمامَ وَجهِ اللهِ مِن أَجْلِنا."
(عب9: 23، 24)؛
2- ورمزا جليا لعروس المسيح – كنيسته التي اقتناها بدمه واقامها فيه لتضم: "أَبناءَ وَطَنِ القِدِّيسين وأَهْلِ بَيتِ الله" (أف2: 19)، فالعريس هو الملك وعروسه: "كَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (عب12: 23)، واعضائها هم رعايا ملكوت الله واهل بيت الله الروحي والابدي، ، اى البناء الغير المصنوع بيد إنسان، او البيت الواحد "بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ (1تي3: 15)، وحجارته ليست صخورا ارضيه بل من حجارة روحية، وهياكل مقدسة: "هَيْاكَلُ اللهِ = هَيْاكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ: وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيهمْ" (1كو3: 16، 1كو6: 19)، اي أناس متبررون بالمسيح، بعضهم قد أكملوا ومجدوا في السماء، وبعضهم سيأتي دوره وسوف يؤمن وينال الايمان المسلم مرة للقديسين والثمين وسيمجد مثلهم، جميعهم يشكلون الكنيسة هيكل الله ، المبني على المسيح بصفته الأساس والرأس وحجر الزاوية، ولذلك فهي مسكن واحد جميل، وما أجمله، وهيكل واحد جليل ما احلاه يجد فيه كل اليشر دون ما تميز، طريقهم الحق والحياة إلى الله في روح واحد، وكما يقول الروح ايضا على لسان القديس بولس:
"فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ،
مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ"
And are built upon the foundation of the apostles and prophets, Jesus Christ himself being the chief corner stone;
In whom all the building fitly framed together grows unto a holy temple in the Lord:
وبِه أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح.
In whom ye also are built together for a habitation of God through the Spirit.
(أف2: 20 – 22)؛
والروح القدس حلّ على الكنيسة، وهو الآن ساكن فيها وفي أفرادها، يقودها ويعطيها روح القوة، ولذلك ترنم الكنيسة دوما في صلاة الساعة الثلثة مع بنو قورح مرنمي الهيكل وتقول بإعتزاز بانهار روح الله الحية الفياضة التي تغمرها بالفرح والسلام وتقول:
"نَهْرٌ سَوَاقِيهِ تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ مَقْدِسَ مَسَاكِنِ الْعَلِيِّ.
اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ."
There is a river, the streams whereof shall make glad:
The city of God, the holy place of the tabernacles of the most High.
God is in the midst of her; she shall not be moved: God shall help her, and that right early.
(مز46: 4، 5)؛
3- فالعالم كله بسماءه وارضه ومخلوقاته وكواكبه وعلى اتساعه وعظمته (مز19: 1)، هو "ملك الله"، و "بيت الله"، وهذا ما يعرفه كل عاقل، وينبه اليه الروح كما في قول باروخ النبي:
"ما أروعَ بَيتَ الله وما أوسعَ مُلكَهُ، عظيمٌ هوَ بلا حُدودٍ وعالٍ بلا قياسٍ"
(با3: 24، 25)؛
ولكن الله الغير المحوى وغير المحدود كيف يتنازل من عليائه، ليسكن مع الناس، وفي مسكن محدود ويملأه من مجده وجلاله، سواء كان هذا المسكن خيمة تطوى وتُحمل على الأكتاف، أو هيكل من رخام وتُحف مذهَّبة (لا9: 6، 23، عد14: 10، 21، 16: 19، 42، 1مل8: 11، 2أخ5: 14، 7: 1 – 3، حج1:
، وكما قال الوحي الالهي أيضا: "الإِلَهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ هَذَا إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي
وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْساً وَكُلَّ شَيْءٍ....؛
فهكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ. أَيْنَ الْبَيْتُ الَّذِي تَبْنُونَ لِي؟ وَأَيْنَ مَكَانُ رَاحَتِي؟
(أع17: 24، 25، 7: 44 - 49، إش66: 1)،
أليس هذا مدعاة للإندهاش والعجب، مالم تكن هذه المساكن الا إعلان لنعمة الله ومحبته للإنسان وتدفع اليشر للإتضاع امام مجد وجلال لاهوته، نعم، ألا يدفعك ذلك أن ترنم مع داود النبي:
"أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا:
مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ."
(مز8: 1، 9)؛
ولذلك فإن أهم معنى للمسكن او الهبكل هو كونها رمزاً لسر التقوى العظيم (1تي3: 16)، اي تجسد المسيح العريس الله الكلمة " إلهُنا الذي لا مَثيلَ لَه .... الذي تراءى على الأرضِ وتمشى بَينَ البشَرِ" (با3: 36 – 38)، عمانوئيل (مت1: 23، إش7: 4)، هذا الذى صار بشرا مثلنا وسكن بين الناس: "فالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً..... وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 14، 16)،
فتجسد المسيح من وفي عروسه: جسده الحي وخيمته الثابته ومسكنه الدائم كنيسته البهية الابديه: صهيون الفرح والاغياد أورشليم السلام والاطمئنان هو النعمة المتجسدة واهبة الحكمة والبر والقداسة والمجد والخلود لذلك يقول الروح على لسان الانجيلي الخامس:
"اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا.
عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ....
Your eyes shall see Jerusalem a quiet habitation, a tabernacle that shall not be taken down;
not one of the stakes thereof shall ever be removed, neither shall any of the cords thereof be broken.
الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ."
(إش33: 20 – 24)؛
ويفسر لنا القديس بولس ذلك فيقول: "الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ." (رو5: 2)، اليس هذا مدعاة لقول العروس في سفر النشيد:
"لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ.
لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْـــــــــــــــــــكَ الْعَــــــــــــــــــــــذَارَى.
اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْـــــــــــــــــــــــــــــــــــرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِـــــــــــــــهِ (خدرَه = خيمته = مسكنه = قَصْرِهِ = مَخَدِعِه = موضع راحته).
Draw me, We will run after You : the king has brought me into his chambers
نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ."
We will be glad and rejoice in You, we will remember thy love more than wine: the upright love You.
(نش1: 2 – 4)،
+++++++++++++++++++++++
3- " مَا أَحْسَــــــــــــــــنَ وَمَا أَجْمــــــــــــــَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا!."
وفي هذا المزمور القصير البليغ (مز133)، وهو من مزامير المصاعد التي كانت تترنم بها الجماعات وهم في طريقهم صاعدين إلى هيكل أورشليم في الأعياد الثلاثة الكبرى حسب أمر الرب: "ثلاث في السنة يحضر جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطر وعيد الأسابيع وعيد المظال (تث16: 16، خر23: 17، 34: 23، 24)، وهو في مفهومه البسيط دعوة للتآخي والوحدة بين أبناء اسرائيل (أسرة الله الواحدة)، الذين فرقتهم الإنقسامات االسياسية والسبي وتشتيت الامم الاخرى لأسباطهم، والخلافات الدينية لشيعهم، والفروقات الإجتماعية لمجتمعاتهم، لكنه كان ايضا نبوة عن عروس المسيح الواحده الملتصقة بعريسها - عريس كل نفس فيها - بكونهمْ "جَسَدُ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ، وَهم أَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا"، وهُمَ هَيْاكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الوَاحِدٌ، الَّذِي فِيهُمُ ويلصقهم مغا خلال الحب الأخوي الصادق والحياة الجماعية الإنجيلية الرسولية، فهذه وصية العريس في قوله الالهي لتلاميذه:
"مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِماً لَكُمْ. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ" (مت23: 8 – 12)،
لذلك في طقس كنيستنا القبطية تترنم كجزء من العروس الواحدة فى تسبحة باكر والتى تتلى بعد مزامير باكر، بهذا المزمور لكن بعد تغيير الرمز بالمرموز اليه في نبوته العظيمة، اى الروح القدس مكان الطيب او الدهن (خر30: 25)، والندى (قابل تث32: 2، 33: 12،....)، والمسيح (المسيا = الممسوح بالزيت لاجلنا، قابل يو1: 41، لو4: 18، أع10: 48، عب1: 9، ....)، وابناءه الممسوحين مثله (1يو2: 20، 27،.....)، والعريس رئيس كهنتنا العَظِيمٌ (عب2: 17، 3: 1، 4: 14، 15، 5: 10، 6: 20، 7: 26، 8: 1، 3، 9: 7، 11)، مكان هارون وابناءه، ونزول الطيب من رأس هارون ولحيته إلى بقية الجسم حتى الرجلين (الثِيَابً المُقَدَّسَةً = الْقَمِيصَ، خر28: 4، 29: 5،...) فهو يشير إلى الالتصاق الكامل او الاتحاد مابين اللحية (= الرأس اي المسيح العريس)، بالثوب المقدس = الجسد اللابس للعريس (رو13: 14) أى (أعضاء جسده = عروسه أو كنيسته)، فتشدو العروس وتقول باكر كل يوم وعلى الدوام:
[ها (إنتبهوا): ما هو الحسن وما هو الحلو إلا اتفاق أخوة ساكنين معًا.
متفقين بمحبة حقيقية إنجيلية كمثل الرسل.
مثل الطيب على رأس المسيح النازل على اللحية إلى أسفل الرجلين
يمسح كل يوم الشيوخ والصبيان والفتيان و الخدام
هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معا مثل قيثارة مسبحين الله كل حين .
بمزامير و تسابيح وترانيم روحية النهار والليل بقلب لا يفتقر.]
ونفس تفسير المزمور لخصه لنا الروح ايضا على لسان الحكيم بن سيراخ في قوله على لسان الكنيسة:
"ثَلاَثٌ هُنَّ زِينَةٌ لِي، وَبِهِنَّ قُمْتُ جَمِيلَةً أَمَامَ الرَّبِّ وَالنَّاسِ:
اتِّفَاقُ الإِخْوَةِ، وَحُبُّ الْقَرِيبِ، وَالْمُصَافَاةُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَرَجُلِهَا"
(سي25: 1)؛
نعم زينة العروس هو الطيب: "رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ" (2كو2: 15)، الظاهرة فيها والتي تسبقها وتنشرها كبشارة فرح وسلام: "في كُلَّ حِينٍ،.... وفِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو2: 14)، وتبهر بها الناس كل الناس، ويروا فيها رونق تآلف أعضائها وبهاء وحدتهم الاخويه، وبساطة محبتها للكل حتى للذين من خارجها، طاعة لعريسها المحب الجميل، ومصافاة وتألف وتناغم معه فكرا وعملا، إذن هي مستحقة إعجاب عريسها بجمال حبها له:
"مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْيَابِ!"
[ltr]How fair is thy love, my sister, my spouse! [/ltr]
[ltr]How much better is your love than wine! And the smell of your ointments than all spices![/ltr]
(نش4: 10)،
+++++++++++++++++++++++
4- مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ، الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ، الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: قَدْ مَلَكَ إِلهُكِ.
†
يتبع
صلوا لأجلي
†