"يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ." (أم23: 25)

+ عيد الأم فيه:
"يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ." (أم23: 25)+
الأمومة تعني بركة الإنجاب او عطية الحياة، وهي ايضا نعمة الرعاية والإنماء والإثمار، فإن كان لكل منا أم واحده أنجبته واعطته الحياة ولكن أيضا لكل منا أمهات غيرها شاركن في تربيته ورعايته وهيأته كل منهن بقدر ما لطربق الحياة الحقيقية والخلاص، ولذلك ففي مفهومنا المسيحي ان:
1- الله الرحيم الحنان (مز25: 6)؛ هو الأم الأزلي المعزي الى الأبد لكل أحد (أش66: 13), فهو الرب جابله الحقيقي من البطن، والسيد الذي يرعاه ولا ينساه الى التمام (إش49: 5، 14, 15)، وهو إقنوم الحكمة المعلم (أم8 – 9)، وهو كلمة الله المغذيه التى تدبر حياة كل أحد (حك18: 14، 15؛ سي15: 2 – 4؛ 34: 3؛.....). وهو وحده الذي يستطيع أن يتغلب على العقم الجسدي والروحي (1 صم 1: 2 إلى 2 – 5) , وهو الراعي الصالح (يو10)، ونحن:
"مُحَمَّلِينَ عَلَيَّه مِنَ الْبَطْنِ، وْمَحْمُولِينَ مِنَ الرَّحِمِ .وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ هُوَ يحْمِلُ. قَدْ فَعَلْ، وهُوَ يرْفَعُ، وهُوَ يحْمِلُ وَينَجِّي."
(إش46: 3، 4).
2- الكنيسة (أورشليم- صهيون – مدينة الله - عروس المسيح....)، إذ أنها: "اورشليم العليا التي هي أمنا جميعا وهي حرة.....
واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق اولاد الموعد."
(غل4: 26، 28)،
والتي: "يُقالُ فيها: «كُلُّ إِنسانٍ وُلدَ فيها» والعَلِيُّ هو الَّذي ثبتَها. الرَّبُّ يُدَوِّنُ في سِجِلِّ الشُّعوب أَنَّ فُلانًا وُلدَ فيها. فيَقولُ المُرَنِّمونَ والرَّاقِصون: «فيكِ جَميعُ يَنابيعي» " (مز87: 5 - 7)؛
والتي: "سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ." (1تي2: 15)،
فهي جسد المسيح الحي العاملة:
"لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح. الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح. كي لا نكون فيما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال. بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة."
(أف4: 13 – 16)،
والمعلمة والراعية والمجتهدة: "لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ." (يه3؛ قابل يو16: 20 – 22، 1تس2: 7، 8،...).
وهي: "المدينة المقدسة اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها.....مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت...." (رؤ21).

3- ولذلك كان يطلق لفظ " الأم " على الأنبياء والرسل وكانوا ينسبون لانفسهم كما الله الامومه والمخاض والولاده والرعاية لكل من كرزوا لهم ببشارة الإنجيل كقول بولس الرسول:
" يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ."
(غل4: 19)،
وكقول دبورة النبيه عن نفسها:
"خُذِلَ الْحُكَّامُ فِي إِسْرَائِيلَ. خُذِلُوا حَتَّى قُمْتُ أَنَا دَبُورَةُ. قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ."
(قض 5: 7).

4- ولذلك يطلق لفظ " الأم " مجازيا على "المدن والأمم او الشعوب "فهكذا قال الرب" عن شعب وكنيسة العهد القديم:
"اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها او من هو من غرمائي الذي بعته اياكم هوذا من اجل اثامكم قد بعتم ومن اجل ذنوبكم طلقت امكم.....؛ فتتعثر في النهار ويتعثر ايضا النبي معك في الليل وانا اخرب امك. قد هلك شعبي من عدم المعرفة لانك انت رفضت المعرفة ارفضك انا حتى لا تكهن لي ولانك نسيت شريعة الهك انسى انا ايضا بنيك.....؛ تخزى امكم جدا تخجل التي ولدتكم ها اخرة الشعوب برية وارض ناشفة وقفر. بسبب سخط الرب لا تسكن بل تصير خربة بالتمام"
(إش50: 1؛ هو4: 5، 6؛ إر50: 12؛ ...).
بل ان ايوب يقول عن الأرض انها أمه:
"عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود الى هناك "
(ايوب 1: 21).

5- ولذلك ايضا ومن الجانب الإنساني، كان لقب الام يطلق على القريبات جسديا كزوجة الأب (تك 37: 10)، واحيانا على الجدة مهما علت (تك 3: 20، 1 مل 15: 10، قابل 2تي1: 5)، وأيضا لا ننسى ان آخر عمل لمخلصنا على الصليب،هو أنه عهد بأمه ليوحنا الحبيب قريبته كوديعته الغالية
"قَائلَا: هُوَذَا أُمُّكَ"
(يو19: 27).

ولذلك إن كنا نحزن لفراق امهاتنا الجسدانيين اللاتي انجبونا، وغيرهن اللاتي تعهدونا بالرعاية طوال حياتنا " كمن ينوح على امه " (مز 35: 14)، فإننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم (1تس4: 13)؛ لاننا نثق في الهنا الصالح منبع كل رحمة وامومة وحنان ان يدبر حياتنا كما يليق وبعطينا امهات أمينات يدلا من المنتقلات وعلى مر أيام غربتنا في هذا العالم وهذه الارض التى سنرجع الى ترابها كأمهاتنا الذين سبقونا اليها بينما ارواحهم تصلي من اجلنا في الفردوس, وعلينا ان نذكر أسمائهم فى مناسبات محبتهم فى قداسات امنا الكنيسه المجاهدة ليعطيهم الرب عوضا عن اتعاب حبتهم التى انوها من اجلنا.

+++++++++++++++++++++++++

» أَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ