القديس بطرس الرسول

القديس بطرس الرسول

"1- وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاًعِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ.

2- فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا الشِّبَاكَ.

3- فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاًعَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ.

4- وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ».

5- فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ».

6- وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ.

7- فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ.

8- فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ».

9- إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ.

10- وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!».

11- وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ."

(لو 1:5-11)

"لا تخف فإنك من الآن تكون صياداً للناس"

عدة مرات استخدم الرب يسوع مع القديس بطرس رمزيات معينة ليخبره بما هو أعمق . هنا من دعوته الأولى، قال له الرب يسوع سأجعلك صياداً للناس، بناءً على أن مهنته كانت الصيد.

هناك درجتان من الإيمان عند بطـرس في هـذا البحـث الإنجيلي . أولا إيمان الصياد اليهودي التقي . الذي ينـاقش الأمـور فيقبلها وقد يرفض منها . وبالنهاية يجازف بمخاطرة الإيمان قليلا إذا أراد أن يعطيها ولو تجاوزت، إلى حينٍ ، المنطق .

فهنا في البداية يقبل القديس بطرس كلمات الرب يسوع كمعلم يهـودي ، ويقـدم لـه سـفينته ليستخدمها كمنبر للوعظ ويتابع كلماته . ولما طلب منه الرب يسـوع أن يصطاد في العمق بعيداً عن الشاطئ وفي النهار وليس في سـاعات الليل . في حين انه لم يصطد شيئاً لا في المكان المناسب ولا بالزمـان المناسب ، فكيف بنا الآن بظروف معاكسة للصيد؟

والرب يسوع يطلب منه أن يلقي الشـباك في ظـروف عكـس المنطق . ولكن إيمان القديس بطرس، بعد أن استمع لكلمات الرب يسوع ، أوصله لقناعة أن الرب يسوع هذا هو معلم صالح. وعلى كلمته هذهِ إذن يمكنه أن يبني رجاءً ما فيلقي الشبكة، وكان الصيدَ الأولَ العجيـب، أن الشبكة امتلأت حتى تمزقت .

في المرحلة الثانية وبعد هذا " الصيد العجيب " يصير القديس بطرس أقوى بكثير . فنراه لا يصغي للرب يسوع ولا يفكر به كمعلم بل يسجد له ويناديه كـ " رب ". هناك الرب يسوع كان له معلماً ، هنا صار له رباً، هناك يناقشه بالمنطق ويجازف بالإيمان، وهنا ينذهل أمامه بالشـكر ويشعر بعدم الاستحقاق صارخاً : أخرج عني يا رب فـإني رجـل خاطئ !!

الإيمان الأول يندرج ضمن المعطيات العقلية ويـدرج المسيح من ضمن الشخصيات التعليمية . أما الإيمان الثاني فهو يتجاوز العقل إلى حيز الوجود والكيان . الإيمان الثاني لا يعرف دينا ومهنة، ويوماً لنا و يوماً لربنا، ولا ينظر للدين كعلم أو معلومة . والإيمان هنا ليس مجرد مجازفة على رجاء خاب أم صاب . إيمان صياد الناس من درجة ثانية جديدة تقوم على معرفة الرب يسوع كرب وسيد للحياة . وتصير مهنـة المسيحي واحدة وهي، كما يقول القديس غريغوريوس النيصصي، أن يصير رسولاً وسفيراً للمسيح في العالم مهما كانت مهنته .

إيمان صياد الناس يجعل الإنسان يترك كل شيء ويتبع الرب يسوع، ليس لان الإيمان يطلب التجرّد عن الأعمال، حاشـى، ولكـن لأنَّ الإنسان يجد الدرهم الضائع والكتر المخفـي فيبيـع كـل شـيء ليشتريه . لقد زاول بطرس صيد السمك بعد هذه الدعوة من الرب يسوع إليه ليجعله صياداً للناس، ولكن من موقع جديد ومن منظور جديد كسفير للمسيح يحيا في أعماله ولكنه يتجه إلى عملـه الحقيقـي؛ فيسوع بالنسبة له سيدٌ لحياته وليس مجرد مرشد أو معلم في حياتـه إنما هو منْ به نحيا ونتحرك ...

أي إيمان لنا ، الإيمان العقلاني بالأديان ، أم الإيمان الوجودي بالرب يسوع ربا وغاية وطريقا وحياة؟

إن الدرجة الأولى جيدة عندما تكون، وهي كذلك، عتبـة للدرجة الثانية . لا ننظرن إلى المسيحية كتعليم جديد أو قديم . بـل لنشربن من المسيحية عصير الكرمة الجديد، حيث يسوع هو خبـز الحياة ونحن سفراء له نحمله لكل العالم تاركين كل شيء في وسط كل شيء ونتبعه .

ميرسي يونه علي الموضوع الجميل ده بس لو سمحت ابقي كبر الخط المره الجايه

القديس بطرس الرسول 911651

» عيد استشهاد القديس بطرس والقديس بولس
» القديس اندراوس الرسول
» القديس برثلوماوس الرسول ( نثنائيل )
» منتدى القديس مارمرقس الرسول
» ترنيمة راجعلك لمريم بطرس