الزوج المتطلب

زائر

من السائد في مجتمعاتنا أن الأب أو الرجل بشكل خاص هو السيد في بيته والجميع رهن إشارة من يده إذا احتاج لأمر ما، ونجد الأولاد وخصوصا الإناث يسرعن لتلبية رغباته وخدمته، وطبعا للزوجة النصيب الأكبر في خدمته من تحضير ملابسه وحذاءه إلى إعداد القهوة والشاي وكاس الماء إذا عطش، وطبعا هذا ليس بغريب على أية سيدة عايشت والدتها تقوم بنفس المهمات.

وصورة الرجل في مجتمعاتنا الشرقية هي ذلك السيد الذي يجلس على الأريكة بعد العودة من العمل ويكتفي بالإشارة بيده ليعرف الجميع ماذا يريد ويسرعون إلى خدمته.

إلى أين وصل زحف الحضارة الغربية في مجتمعاتنا؟ وهل الحياة المعاصرة تتطلب سيناريو مختلف عن الماضي؟ وهل لقيمة الرجل علاقة بما يقدم له من خدمات داخل المنزل؟

أخي الرجل، أنت تعلم كل العلم أن هذه الصورة أصبحت غير عملية وغير مستساغة أبدا، حيث أن الحياة المعاصرة زادت على المرأة أعباء إضافية وأصبحت تخرج إلى العمل وتعود منهكة محملة بأعباء الطهو وخدمة الأولاد ومراقبة دروسهم وهي في أشد الحاجة إلى من يعينها داخل المنزل وأقل شيء يمكن أن يقدم لها هو أن تخدم نفسك في الأمور الخاصة ومحاولة عدم زيادة الضغط على زوجتك حتى لا ينعكس هذا سلبيا على سعادة الأسرة.

ويشتكي بعض الرجال من أن الزوجة لم تعد تلبي أيضا الحاجة الجنسية كما في السابق معتقدا أن السنين الأولى من الزواج هي المقياس لهذا الأمر دون مراعاة التغيير الفيزيولوجي الذي تتعرض له المرأة نتيجة الحمل وتربية الأولاد والتطورات التي تطرأ على جسدها ونفسيتها في نفس الوقت. والعكس تماما مع الرجل الذي لا تتأثر رغبته عادة بأمور كثيرة ويتجه بعض الرجال إلى تبني المواقف التالية في هذه الحالة:
- يحاول التأقلم مع رغبات زوجته بعدم الإلحاح عليها وكبت مشاعره ورغباته إلى حد ما وذلك انعكاس لعواطفه تجاهها ومحبته لها.
- أو قد يسعى إلى تلبية حاجاته خارج المنزل وهذا هو الحل الشائع في أيامنا هذه مع أنه مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا وقد يؤدي إلى تدمير بيت الزوجية.

ومن غير المعلوم لدى الكثير من الرجال أن المرأة لا تستطيع الدخول في علاقة جسدية بدون أن تهيأ لها الأجواء الحميمة اللازمة لهذه العلاقة بينما الرجل يستطيع ذلك كلما كانت الظروف سانحة له. وهذا الاختلاف قد تفهمه الزوجة على أن زوجها ملح وتشعر بالضيق نتيجة عدم قدرتها على تلبية حاجته دائما وتدخل العلاقة في سلسلة من خيبة الأمل. إذا فالإلحاح في هذا الأمر هو أمر غير محبذ ويحتاج أن يتفاهم الزوجان على الأسلوب الأصح الذي يضمن سعادة الطرفين ورضاهم واكتفائهم دون جرح لمشاعر أحدهم.

فعلا لقد اختلفت الصورة في وقتنا الحالي حول قيم الرجولة والرقي في الفكر والتصرف سواء داخل الأسرة أو خارجها، والزيادة في الطلبات والتوقعات العالية قد تؤثر سلبيا على سعادة الفرد ورضاه, لذا فالدعوة هي إلى الاعتدال في كل شيء والعقلانية ومحاولة التأقلم مع متطلبات العصر بحسب الوعي المتاح.

» اكتشاف الزوج الخائن
» عندما لا يفضل الزوج دور الأنيس
» ربى أطفالك واستمتعي بحياتك حتى في غياب الزوج .. ؟؟
» هل غيرة الزوج او الزوجة ضرورة في الزواج؟؟؟
» ما هي الأسباب التي تدفع الزوج إلى ضرب زوجته؟