قصة بعنوان ياربى انا عطشان
سمعت من صديق لى انه قام منفردا برحله الى دير الانبا بولا بالبحر الاحمر وقولت له لماذا لا اجرب انا ايضا وهكذا ركبت الاتوبيس ونزلت على المدق الموصل للدير وكانت المسافة حوالى 12 كيلو مترا مشيت وحيدا وكنت فى شهر بؤونه – يونيو – حبث كان الحر شديدا سرت فى المدق وعطشت جدا نظرا لجسمى الثمين بدرجة غير عادية رفعت يدى الى السماء وقولت ياربى انا عطشان انا عطشان بعد مرور خمس دقائق بالظبط توقفت بجوارى سيارة بها اناس اجانب وقالوا لى ووتر ووتر اى ماء باللغة الانجليزية واعطونى زجاجة ماء وانصرفوا وشكرت الهى . سرت فى المدق وحيدا ثم تهيا لى اننى تهت وفرغت وفرغت المياه وعطشت مره اخرى تصبب عرقى ولم اقوى على السير وشعرت ان نهايتى قربت ارتميت على الارض والساعات تمضى والغروب يقترب . غروب الشمس وغروب حياتى تحت صخرة اسلمت نفسى لفكر الموت وبدات رعبة عظيمة تحل على افكارى . ما ارهب الموت عندما يقترب من انسان غير مستعد للابدية وخصوصا اننى احزنت الهى بملاذ الدنيا الباطلة واسلمت جسدى للهوان . بدات حالتى تتدهور وفجاه اقبلت سيارة بها احد الاباء الرهبان وسمع تاوهى وانينى . واخبرته بقصتى وحملنى وانا فى اعياء شديد للدير واخبرنى انه لم يكن ينوى للمدق ولم يخبره احد بامرى الا انه وجد محركا داخليا يحركه للنزول من الدير للمدق. فى السيارة قلت له اريد ان اعترف قبل ان اموت فطماننى واوصلنى الى مكان مريح فى الدير وكم كان اعترافى عجيبا بدموع وقد شعرت ان الرب انقذنى من الموت المحقق واعطانى فرصة اخرى للتوبة والشركة معه وقد كان من كتاب بستان التائبين القمص شاروبيم يعقوب خليل