أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك ( مز 32: 8 )
يا ابني لا تحتاج إلى كثير من العلم لكي ترضيني بل يكفي أن يكون لك كثير من المحبة لي. تكلم معي كما تتكلم مع أم فاتحة ذراعيها لكي تضمك.
هل لك أشخاص تريد أن تصلي لأجلهم؟ أخبرني بأسماء أقاربك وأصدقائك واسألني بعد كل اسم عما تريدني أن أفعل له. وسّع دائرة الطلب واسأل لأجل كثيرين جداً لأني أحب النفوس السخية التي تنسى ذاتها في اهتمامها بالآخرين.
هل لك طلبات خاصة لأجل نفسك؟ اعمل - إذا أردت - قائمة طويلة بكل احتياجاتك وأشواق نفسك وتعال اعرضها علىَّ. أخبرني بكل بساطة وصراحة أنك شاعر بكبريائك وبحب ذاتك وبسرعة شعورك بأقل شيء يمس كرامتك. أخبرني عن انحطاط ميولك واطلب مني أن أساعدك في جهادك للتغلب على هذه الأمور. ولا تحجم عن طلب بركات لأجل جسدك وعقلك، لأجل صحتك وذاكرتك ونجاحك. إني أستطيع أن أمنح كل هذه ودائماً أمنح كل ما يساعد على قداسة النفس.
والآن ماذا تريد أن تطلب يا ابني لهذا اليوم؟ آه، ليتك تدري كم من الخير أشتاق أن أمنحك إياه! هل رسمت لنفسك بعض الخطط والمشاريع؟ هيا أخبرني بها. وهل رغبة قلبك أن تجلب السرور لأفراد عائلتك؟ فما الذي تشتاق أن تفعله لهم؟
ثم ماذا من نحوي أنا؟ ألا تحب أن تخدمني بأكثر غيرة؟ ألا تشتاق أن تسعى لخير نفوس ذويك وأصدقاءك الذين ربما تغافلوا عني؟ كلمني عن أولئك الذين تهتم بخيرهم وعن الوسائل التي تريد أن تستخدمها لصالحهم. أنت تعلم أني أستطيع أن أحوّل كل القلوب إلى الاتجاه الذي يرضيني.
هل يفزعك شبح مصيبة قادمة؟ هل يستولي على قلبك رُعب من شيء شديد الوطأة على نفسك؟ إذاً فالقِ بنفسك في أحضاني. أنا معك وأنا أنظر كل شيء ولن أتركك وحيداً فاطمئن.
هل عزمت على أن لا تزج بنفسك في ما بعد في تجربة معينة، وأن تتخلى عن أمر يقودك بسهولة إلى الشر؟ إذاً فامض يا ابني وابدأ في العمل بسكون وتواضع، بوداعة وخضوع، وعُد إلىً غداً واسكب أمامي قلباً يزداد في الأمانة والحب من يوم إلى يوم.
وفي الغد سيكون لدىَّ بركات جديدة جاهزة لك.