ثيئودورا و ديديموس

كان في بعض فترات الاضطهاد ان ينشغل الحكام بمطارده المسيحين فيختل الامن في البلاد ويجد اللصوص والمجرمون فرصتهم في نشر الخوف والقلق في المجتمع الا انه من اعجب ماتميزت به هذه الفترات رغم الاضطهاد واختلال (عدم سلامه) الامنكان الايمان يزداد حراره والمؤمنون صلابه . وفي سنه 303 ميلاديه جاء امر من الامبراطور جاليريوس الي والي الاسكندريه بتجديد الاضطهاد علي المسيحين وراي الوالي ان يستمتع ببدء الاضطهاد ضد السيدات. فبدا بالقبض علي شابه من عائله شريفه غنيه تدعي ثيؤدورا واوقفها في ساحه (مكان)القضاء لاستجوابها. تجاهل (تظاهر بعدم المعرفه) مكانتها الاجتماعيه (اي مكانه اسرتها في المجتمع) وسالها (هل انتي حره ام عبده؟)اجابته (انا مسيحيه فلهذا انا حره بنعمه ملخصلي .ومع ذلك فاسال المستشار لوسيوس عني )فوجه السؤال الي المستشار الذي رد عليه بقوله (انها من عائله شريفه غنيه معروفه بالاستقامه ).فعاد الوالي يسال (مادمت علي هذه الحال فلماذا لم تتزوجي؟)اجابته ثيئودورا بصراحه تامه (ان سيدي ومخلصي المسيح هو السبب لانني وهبته حياتي وكرست (خصصت) له بتوليتي (عدم الزواج). فتلفظ عليها بالفاظقبيحه لشجاعتها وقال لها في عنف بانها ان لم تبخر للالهه سيقودها جنوده بقوه الي بيت للسيدات الاشرار الساقطات في الخطيه .فاجابته بكل ثبات (لن ابخر للالهه .وربي يسوع المسيح قادر ان يحميني من اعتدائكم.لما ادرك (تبين له) الوالي اصرارها 0تصميمها) اراد ان يظهر بمظهر القاضي العادل فقال لها (سامهلك (اعطيك مهله) ثلاثه ايام لتفكري وتوازني (توزني الامور) واعرفي جيدا اانتي عند انتهاء المده سانفذ الحكم بغير تباطؤ(تاخير). وحكمي صراحه هو انك اما تجحدين (تلعنين) مسيحك الذي صلبه بيلاطس البنطي واما ان اجعل جنودي يقودنك امام الجميع الي بيت الساقطات في الخطيه والشر. وقد كررت لك القول لتتاكدي من انه لا رجعه فيه.افهمت؟ وما ان انتهي من كلماته هذه حتي القاها الجند في السجن فقضت ثيئودورا هذه المهله المقرره اي الثلاثه ايام في صلوات حاره من اعماق قلبها . اما الجماهير التي سمعت هذا التهديد فكانت تنتظر في لهفه وقلق ماذا ستفعل ثيئودورا . وفي صباح اليوم الرابع حينما اتوا بها . كانت قاعه المحاكمه مملؤه الي اخرها بالمتجمهرين فابتدا الوالي اولا باغرئها بوعوده الجميله لها ان هي بخرت للالهه . ولما انتهت كل محاولاته بالفشل اصدر عليها الحكم التالي (بما ان الشابه ثيئودورا قد رفضت تقديم خضوعها للالهه وبهذا الرفض عصت اوامر امبراطورنا فقد امرت بقيادتها الي بيت الزانياتمعالتنفيذ فورا). فهتفت القديسه (ياربي يسوع المسيح انت عارف اعماقي قانقذني من كل دنس). ولما وجدت نفسها في الغرفه التي عينوها لها اغلقت الباب ورفعت عينيها نحو السماء متضرعه (ايها الاب السماوي انقذني ليعرف الجميع انني خادمتك الامينه). وكان في قاعه المحكمه ضابط مسيحي اسمه ديديموس لما راي الجند يسوقون ثيءودورا اندس وسط الجماهير وعمل شوشره عاليه . وعندما وصل الي بيت الساقطات البيت الموبوء طالب باعطائه حق الدخول الي ثيئودورا قبل اي حد فافسحوا له الطريق احتراما لزيه العسكري . ولما دخل عندها اغلق الباب وقال لها بسرعه ارجو يا اختي ان لاتحكمي علي مظهري فانا مسيحي وقد جئت لانقذك .ولن نحتاج الا الي صلاه قويه وشجاعه ومسك اعصاب لتجدي نفسك حره لاني اقترح ان نتبادل ثيابنا وحينما تضعي الخوذه علي راسك انزليها الي ما تحت عينيك وسيري بخطوات ثابته الي حيث الامان . ولاخوف علي الا من غضب الوالي .وهذا امر لا يقلقني زفتمت الخطه . وخرجت ثيئودورا وهي في عمق القرح والشكر لله الاب السماوي الذي ارسل لها النجده بهذه السرعه العجيبه . اما الضابط الرحيم فجلس في ركن من الغرفه وانزل الطرحه التي علي راسه تحت عينيه وغرق في الصلوات انتظارا لاول واحد ياتي زوبعد فتره قصيره جاء من طرق علي الباب ودفعه ودخل فرمي الضابط ديديموس بالطرحه علي الارض فتسمر الرجل في مكانه مذهولا بينما نظر اليه القديس في صمت تام ولما افاق الرجل من الذهول وخرج يجري خارج الغرفه وهو يقول بصوت عال (ايمكن ان يكون المسيح بقوته واقتداره حول المراه الي رجل في هذه الدقائق المعدودات؟!) لقد اعلن للجميع الاكتشاف الذي اذهله . وتبعه الضابط الكريم وهو يؤكد بان ما حدث ليس تحويلا وانما هو وحي السماء اليه لكي يشارك ثيئودورا اكليلها في الفردوس . لقد امر الوالي بالقبض علي ديديموس ولما اوقفه للمحاكمه ساله (من الذي دفع لك المال لتعمل ماعملته ؟ )اجابه 0(لم تكن هناك حاجه لان يدفع لي احد اي مال لان الذي الهمني بان اقدم علي هذا العمل هو ربي والهي يسوع المسيح.) فثار الوالي غاضبا وسال (اين ثيئودورا؟) فرد عليه قائلا (الله وحده هو الذي يعلم اين هي .) فهي خادمته الامينه وهو الذي عرف كيف يحافظ علي طهارتها من تعديكم .