يتبعني لا يمشي في الظلام'(يو18:12)
من يستطيع أن يقول علي نفسه إنه نور العالم وحده يسوع يستطيع أن يقول:
أنا:أنا النور,أنا الحقيقة,أنا الطريق,أنا الخبز,أنا الماء الحي,أنا القيامة والحياة...
والآن نحن أيضا,نبدأ ونعترف يا رب إنك أنت النورالذي يعطينا أم نري الأشياء علي حقيقتها
وفي أحجامها وأبعادها.
تأتي هذه الكلمات عندما كان يسوع في أورشليم وفي الهيكل'
وفي آخر يوم من العيد وهو أعظم أيامه'
وفي قلب المحور اللاهوتي,وليس فقط الجغرافي,هو يكشف عن ذاته:'
أنا نور العالم.وآذان المستمعين(الفريسيون ومعلمو الشريعة)
لا تقوي علي قبول هذا الإعلان.فيبدأوا بالجدال والمناقشة.
إنها عادة روح الشر في تعامله مع بني البشر:يبعدهم عن المقصود الحقيقي,عن الأهم,عن
المحور,ويوقعهم في فخ التفاصيل والآبار التي لا تحتفظ بالماء الحي كما تنبأ أرميا.
تركوني أنا الينبوع الحي
وحفروا لأنفسهم آبار مشققة لا ماء فيها.
أمام هذا الموضوع:'أنا نور العالم:ربما نحمل سؤالا في نفس المستوي بداخلنا:
من أنت إذا لتجرؤ علي هذا القول.ولا ننتظر أبدا جدلا قانونيا عن الشهادة.
يسوع يستعمل لغة الانكشاف ورفع القناع الذي وضعة موسي علي وجهه,
وهم ينسون حتي قصة موسي ويتعلقون بأهداب الشريعة.ونحن؟أمام تجليات الرب اليوم,وصوته المعلن:
أنا نور العالم,ما تري يكون موقفنا؟
ونحن جميعا نعكس صورة مجد الرب,وشرف خدمة المسيح يسوع ومسئولية هذه الخدمة.
فيما تنقش حروف الشريعة الأولي في ألواح من حجر وهي لا تعطي الحياة,تكتب حروف شريعة
العهد الجديد في ألواح من لحم ودم,أي في القلوب.وبينما تحجب الأولي بقناع,
ينزع هذا القناع وجه المسيح يسوع,فنصبح بفضله وجها لوجه مع الرب الذي اشتاق لرؤيته الآباء
والأنبياء.هذا الشرف الذي استحقه لنا الابن الحبيب وأعطانا أن نعيش في وجوده ومقامه,
هو شرف
خدمة الروح الذي يوضحها بولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس الفصل الثالث.
هذه الخلاصة تحمل ثلاثة أبعاد.وجوهنا مكشوفة:
نحن إذا علي حقيقتنا ولا شئ يستر أي شئ نحن في كامل تعرينا وتجردنا وكشف أوراقنا,
في ذاتنا الحقيقية التي لا يعرفها إلا الخالق.علي هذا المستوي من الكشف ما هي حقيقة وجوهنا؟
ونعكس صورته:
نحن إذا كالمرآة,ومدي انعكاسات الأشياء فيها مرتبط بمدي شفافيتها ويرتبط كذلك في كونها إزاء الأشياء
التي تعكسها.هل المرآة نفسها شفافة وفي مكانها الطبيعي:
أمام الرب وفي وجوده لتستطيع أن تعكس
مجده وحبه؟
ونتحول إلي تلك الصورة:
نحن نعلم أن مفتاح القداسة هو هذا التحول اليومي والمكافح إلي تلك الصورة,
ونعلم أن أقطع المسافة بين الواقع والطموح يأخذ أحيانا العمر برمته.
فلذلك وحدك يا رب أنت قادر أن تصالح بين واقعنا وطموحنا الذي غرسته فينا يوم معموديتنا.
تعال واسند ضعفنا.وبذلك نتبعك ونحن متأكدون أننا في النور الحقيقي
بقلم :الأب رومانى امين[b][center]