لانك انت يا رب وحدك غايتي وكفايتي

زائر

]لانك انت يا رب وحدك غايتي وكفايتي

أنت وحدك يا رب

يا رب ، يا رب ، نداء يردده الملايين على مر الأجيال والدهور ويعبّرون به عن احتياجاتهم الملحّة التي عجزت الامكانيات البشرية عن توفيرها لهم ، ويجد الناس راحة نفسية في ترديد هذا النداء حتى وان رددوه احيانا ً بشفاههم فقط .

ولكن كم منكم يستطيع ان يناديه عندما تُغلق كل الابواب وتنضب جميع الموارد وعندما يتلفت حوله فلا يجد انسانا ً معه ، كم منهم يستطيع إذ ذاك ان يقول له : أنت وحدك يا رب فيك كفايتي وراحتي وهو يشعر فعلا ً بالاكتفاء والراحة والطمأنينة بل بالبهجة والسعادة . كان بطرس مسجونا ً وكانت الليلة الاخيرة من حياته على الارض كما كان منتظرا ً لأن الملك هيرودس قرر اعدامه في الغد .

أُغلقت دونه كل الابواب ، الابواب الطبيعية والابواب المعنوية وقد وُضعت حراسة خاصة بباب السجن فضلا ً عن ستة عشر عسكر لحراسة بطرس بالذات وفي تلك الليلة كان نائما ً بين عسكريين مربوطا ً بسلسلتين ، والمدهش انه استغرق في نوم عميق حتى انه لم يشعر بمجيء الملاك ولا بالنور الذي اضاء مما اضطر الملاك ان يضربه في جنبه ليوقظه ، فنقرأ من سفر اعمال الرسل 12 : 6 – 10 " وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ ، كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِمًا بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ ، وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ . وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: قُمْ عَاجِلاً . فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ . وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ . فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ: الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي . فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيّ ٌ، بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا . فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ ، وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ ، فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقًا وَاحِدًا ، وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ ."
نعم أُغلقت كل الابواب ولكنه اتجه الى الباب الذي لا يُغلق ، الى الرب نفسه فكان وحده كافيا ً لإشاعة السلام والطمأنينة في نفسه وكأنه يتجه اليه مع داود النبي بالقول : عندما تأتي لما هو اخطر لحياتك الروحية ومصيرك الابدي فإنك " بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي ." ( مزمور 4 : 8 ) .
ايضا لا تحتاج الا اليه وحده لأنه أكمل الخلاص على الصليب حين قال وهو لا يزال معلّقا ً عليه قوله المطمأن " قَدْ أُكْمِلَ " ( يوحنا 19 : 30 ) . " فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ "( عبرانيين 7 : 25 ) .
طوباك إن جعلت رجائك فيه وحده ومتكلك عليه لا سواه لأنك لن تحتاج معه لشيء آخر بل تمضي في رحلة الحياة ناعم البال سعيدا ً قانعا ً بالرب بل معتزّا ً به ومرنما ً له :
" أَنْتَ سَيِّدِي . خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ ." ( مزمور 16 : 2 ) .
" مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ " .( مزمور 73 : 25 ) .
لانك انت يا رب وحدك غايتي وكفايتي .

[/

» يتكل عليك عارفون اسمك لانك لم تترك طالبيك يارب
» ترنيمة وحدك يا يسوع