- 1- كان البابا شنوده رجل الله الاول فى عصرنا :
كان
البابا شنودة وديعا وحليما بل اكثر الناس تواضعا فى عصره تماما كموسى
النبى المكتوب عنه بفم الله :" وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا
جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ.(عد 12 :3 )؛ فقد كان البابا شنودة محبا لرعيته ولشعبه ووطنه
وللعالم كله فتوجوه على القلوب قائدا باسم الرب حتى ان احدهم وصفه فى حفل
تابينه الاربعينى بانه " معجزة المودة او المحبة" اى معجزة الله = المحبة,
لانه كان فما للرب يضع اسمه القدوس على كل لسان بكلمتيه المعبرتين عن
بلاغة الله الساكن فيه:" ربنا موجود" تماما كما كان موسى محبا لله (تثنية
18: 13- 20) وكما استلم موسى الامين الشريعه (عبرانيين 3: 5، غلاطية 3:
19) استلم البابا شنودة كاهنا واسقفا ورئيس لشعبه: "الايمان المسلم مرة
للقديسين" واجتهد بكل امانة فى الحفاظ عليه كما إستلمه(يه 1 : 3 ) وقد حصل
قداسته حتى الآن على 7 دكتوراه فخرية فى اللاهوت أصدر 111 كتابا فى جميع
فروع اللاهوت الروحى والأدبى والعقيدى هو أحد كبار اللاهوتيين فى العالم
والوحيد الذى استطاع بعد حوالى 1550 سنة من الانشقاق أن يقدم صيغة لاهوتية
يوحد بها العالم المسيحى، ولذا فقد نال قداسته بجدارة وعن استحقاق لقب معلم
المسكونة! واذ كتب موسى بالوحى الالهى سفر التثنيه ليعيد تلخيص محتوى
التوراة أكاد ان اجزم اننا لو اخرجنا من - الكتابات والعظات والتفسيرات
المكتوبه والمسموعة والمرئية منها والمحاضرات و الدفاعات - للبابا شنودة
ايات الكتاب المقدس التى استشهد بها لتجمع لنا منها معظم اسفار الكتاب
المقدس بعهديه؛ واذ كان موسى قد تربى وتادب بكل حكمة المصريين (اع 7 :22)
كان البابا شنودة مصريا حتى النخاع منشأ وثقافة وتاريخا وحياة ووطنية فى كل
اطوار حياته قبل رهبنته وبعدها وكان موسى قديسا (حك 11 :1؛ سي 45 :2، 4،6)
و شهد العالم اجمع للبابا شنودة بالقداسة طوال حياته وحتى من مناؤيه
والذين من خارج ولا ابالغ ان البابا شنودة رجل الصلاة كان يكلم الله ويكلمه
الله كما كان موسى يفعل ذلك (خر 6 :28؛ 33 :9-11) وليس ادل على ذلك سوى
قولنه الشهيرة " نحن نصمت لكى يتكلم الله" ؛ كان يكلم الله فى كل وقت وظرف
وحال يغلف كل ذلك بالهدؤ والتانى مهما استعجله المقابل. كان موسى كاهنا (مز
99 :6) وسيدنا كان اسقفا " صَاحِيًا، عَاقِلاً، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا
لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، ( 1 تى 3 :2 ) , " بِلاَ لَوْمٍ
كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ
مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ فِي الرِّبْحِ
الْقَبِيحِ " (تي 1 : 7 ) ومن العجيب ان يطلق على سيدنا انه حبيب الله
والبشر فى حياته وذكراه تماما كما قيل عن موسى النبى:" موسى كان محبوبا عند
الله والناس مبارك الذكر. (سي 45 :1), وصدقونى لم يحظى احد من البشر فى
عصرنا بالاجماع على محبته بهذا الحب الجارف حيا وذكرا سوى مثلث الرحمات
البابا شنوده وانتم جميعكم شهود على ذلك.
كان كموسى رجلَ الله (تث
33 :1؛ يش 14 :6)، خادم الله (عد 12 :7؛ تث 34 :5). كان مختارَ الله (مز
106 :23) وصديق الله (خر 33 :11)اما البابا شنودة فهو ثالث عشر او خليفة
الرسل الجالس على كرسى الاسكندرية الامين على الرسالة والرسولي"
الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ " ( رو 1 : 1 )و" الْكَنَائِسِ، وَمَجْدُ
الْمَسِيحِ." (2 كو 8 :23 ) لذلك استحق ايضا البابا شنودة البركة من الله "
حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ الَّذِي اؤْتُمِنْ عَلَيْهِ.(
1 تى 1 : 11 ).
لست اضع البابا والعظيم فى الانبياء والناموس موسى
النبى فى موضع المقارنة او التفضيل حاشا؛ ولكن لابرز عمل روح الله فى
كنيسته وشعبه بمختاريه على مدى العصور فالتشابه بينهما ان جاز لا يكون الا
فى الصفات الشخصيه وعمل الله فيهم وبهم .
وهناك مثال واحد على ذلك
يظهره لنا الروح القدس فى موسى النبى فى مزمور 90 يدلل على ان تعليم الروح
القدس الواحد هو الذى يشعل فكر وعمل مختارى الرب وقديسيه فى كل عصر وزمان
الا وهو الاتكال على الله وحكمته فى كل ماتمتد اليه اعمالهم ورعايتهم لشعب
الله الذى يرعونه ".
فكتب موسى النبى فى هذا المزمورعن:
- ألاتكال
على الله طول العمر واتيانه الحكمة من الرب وهانحن نتذكر سيدنا واتكاله
على الله القوى وكما يقول يشوع بن سيراخ الحكيم:" أنظروا إلى الأجيال
القديمة و تأملوا. هل إتكل أحد على الرب فخزى؟! (سي 2: 11) :
"يَا رَبُّ مَلْجَا كُنْتَ لَنَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍمُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُتُرْجِعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ: ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ."ايام سنينا هي سبعون سنةوَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً،وافخرها تعب وبلية لانها تقرض سريعا فنطير.إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هَكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ.....
- فالله برافته ورحمته يحل كل المصاعب ويحيلها للفرح به: مصيرها للحل:
وَتَرَأَّفْ عَلَى عَبِيدِكَ.أَشْبِعْنَا بِالْغَدَاةِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَنَبْتَهِجَ وَنَفْرَحَ كُلَّ أَيَّامِنَا.
- فهذه ارادته ملموسة ومعاشه من التجارب السابقه: كله للخير:
فَرِّحْنَا كَالأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا أَذْلَلْتَنَا كَالسِّنِينِ الَّتِي رَأَيْنَا فِيهَا شَرًّا.لِيَظْهَرْ فِعْلُكَ لِعَبِيدِكَ وَجَلاَلُكَ لِبَنِيهِمْ
- فهو بنعمته يعمل لتثبيت ايمان وعمل شعبه :ربنا موجود:
وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلَهِنَا عَلَيْنَا وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْ عَلَيْنَا وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْهُ .
- 3
- فهنيئا لك ياسيدنا المحبوب والمحب لالهك وشعبك: ولا اجد من كلمات اجمل
من كلمات داود النبى الشاعر البليغ لاهنئ قداستك باكليل الجهاد الحسن و
البر والرسوليه والرعايه والحياة وإِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ
يَبْلَى...............الخ (2 تي 4 : 8 ؛رؤ 2 : 10 ؛ 1 بط 5 : 4 ...) و"
يَا سُرُورِك وَإِكاْلِيلكِ " ( في 4 : 1 )
[ لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي نَجِّيتهِ. أرَفِّعُتهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي.عندما كان يَدْعُونِي ... أَسْتَجِيبُ لَهُ. كنت مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُتهُ وَ مَجِّدُتهُ.مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُتهُ، وَأُرِيتهِ خَلاَصِي.]( مز 91 : 14 , 15 )