فى المسيحية: الطهارة غير النظافة

هناك فرق بين الطهارة والنظافة وايضا بين النجاسة والقذارة،
+ فنظافة او قذارة الجسد من الخارج شئ وطهارة الانسان من الداخل والخارج (جسدا ونفسا وروحا)، شيئا آخر، فلا الامتناع عن بعض الاطعمة او تحاشى التماس مع الحيوانات غير الطاهرة ولا الحج والطواف حول المقدسات ولا الغسولات والمنظفات مهما زادت كمياتها وكثرت نوعياتها واوقاتها .... إلخ، تستطيع أن تطهر جميعها انسانا من دنس الفساد ونجاسة الخطية لكى يقف طاهرا امام الله ليقبل صلاته ويستجيب لدعواته.
+ فان كان الكتاب يحضنا على النظافة فى كل امور حياتنا وعالمنا وبيئتنا وكذلك الاعتناء باجسادنا وصحتنا ومظهرنا:
"َأمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ،
الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ "
(1كو6: 19 )؛
"فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ."
(أف5: 29)؛

+ الا ان شرط الطهارة محدد بكل وضوح لكل البشر :
"وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ،
فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ،
وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ."
(1يو1: 7)؛

+ لذلك يقول الروح على لسان القديس بولس:
"كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ،
وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا،
بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ.
يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ،
إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ،
وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ. "
(تي1: 15، 16 )؛

+ فالمسيحية ليست ديانه حسب تعريف المعاجم البشرية وليست تدين وعبادات وطقوس وغسولات وتكبيرات ونواهى واحاديث وترتيبات أيضا، بَلِ المسيحية هي:
" الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ."
(كو3: 11 )؛

+ فقضية الطهارة طرحت فى اقدم اسفار الكتاب على لسان أيوب البار فى نبوته عن المسيح الفادى البديل رافع خطية العالم فى قوله:
" مَعْصِيَتِي مَخْتُومٌ عَلَيْهَا فِي صُرَّةٍ، وَتُلَفِّقُ عَلَيَّ فَوْقَ إِثْمِي.
كُلَّ أَيَّامِ جِهَادِي أَصْبِرُ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ بَدَيلِي.
تَدْعُو فَأَنَا أُجِيبُكَ. تَشْتَاقُ إِلَى عَمَلِ يَدِكَ."
(أي14: 14 – 17 )؛

+ والتى اكدها الكتاب بان الكل بدون المسيح قد وقع تحت حكم الموت بسبب دنس ونجاسة الخطية التى عمت الجميع، وفى قول بولس الرسول:
"لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ."
(غل3: 21 )؛

+ فبالمسيح:
الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا.
(غل1: 4 )؛
وفِي الْمَسِيحِ:
"فإِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فيه فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ:
الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا."
(2كو5: 17 )؛
فالمسيح هو الحل الوحيد لجميع البشر على مدى الاجيال للكفارة عن خطاياهم ونوال الخلاص"َفلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ" (أع4: 12 ):
"وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا."
(1يو2: 2 )؛
والمسيح اقام كنيسته فى جسده المطهر وكل نفس طاهرة فيه وفيها:
"يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،
لكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً،
لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ،
بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ."
(أف5: 26 )؛

+ وكما قال الحكيم بن داود عن امثال هؤلاء المنافقين اصحاب الغسولات الجسدية عبر كل جيل فانهم:
"جِيلٌ طَاهِرٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَهُوَ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ قَـــــذَرِهِ. "
(أم30: 12 )؛
فهكذا يقول الروح على لسان القديس بولس الرسول فى رسالته الى تلميذه الابن الصريح فى الايمان تيموثاوس محذرا من الانبياء الكذبه واديان التضليل واحاديث وفتاوى الافساد:
"وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا، وَرَوِّضْ نَفْسَكَ لِلتَّقْوَى.
لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيل،
وَلكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ.
صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول.
لأَنَّنَا لِهذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ مُخَلِّــــــصُ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ.
أَوْصِ بِهذَا وَعَلِّمْ.
لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ
فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَــــــــارَةِ."
(1تي4: 7 – 12)؛

+ "فمظاهر التدين:
"الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ:
افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ،
وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.
(يع1: 27 )؛

+ وكما قال الحكيم سليمان أن الله المحبة والحق والحكمة هو طريقك للطهارة وبلوغ الملكوت:
"أن تَطَلُّبُ التَّأْدِيبِ هُوَ الْمَحَبَّةُ، وَالْمَحَبَّةُ حِفْظُ الشَّرَائِعِ،
وَمُرَاعَاةُ الشَّرَائِعِ ثَبَاتُ الطَّهَارَةِ.
والطَّهَارَةُ تُقَرِّبُ إِلَى اللهِ.
وابْتِغَاءُ الْحِكْمَةِ يُبَلِّغُ إِلَى الْمَلَكُوتِ."
(حك6: 19 – 21 )؛

+ لذلك يذكرنا الرسول بطرس أن نجاهد لنطهر أنفسنا بأن نعرف الحق الإلهي المعلن في الكتاب المقدس وهو الإيمان بالمسيح الحق وطاعة كل وصاياه. فالحق هو المسيح الذي قال عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6 )؛وهذا في مقابل الطقوس والرموز التى كانت في العهد القديم أو التى مازالت للان فى العالم الباطل الذي يتعبد له الوثنيون والاخرين الذين من خارج؛ وبدون معاونة الروح القدس لنا فى جهادنا ومحبتنا الاخويه لكنيسة المسيح لن يستطيع فرد منا ان ينال طهارة القلب والنفس والروح:
"طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ،
فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. "
(1بط1: 22 )؛

+++++++++++++

اورلاندو فى 12/12/2013

» المسيحية فى خطر
» جوهرية المسيحية
» الكفارة في المسيحية تميزها وتفردها
» حقيقة المسيحية للكل
» الصليب فخر وأفتخار المسيحية(بحث وأقتباس)