???? زائر
| موضوع: خلقت لتكون على مثال المسيح الخميس ديسمبر 17, 2009 3:07 am | |
| خُلقت لتكون على مثال المسيح" لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين " ( رومية 8: 29)" الذى هو صورة الله غير المنظور , بكر كل خليقة " ( كولوسى 1: 15) لقد خُلقت لتكون على مثال المسيح .فقد كانت خطة الله منذ البدء ان يصنعك مشابهاً لابنه يسوع . فذلك هو مصيرك والقصد الثانى لحياتك. وقد أعلن الله هذا الهدف عند الخلق " وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ". ففى كل الخليقة , لم يُخلق سوى البشر على ( صورة الله ) . وهذا امتياز عظيم لنا يعطينا كرامة . إننا لا ندرك كل ما تنطوى عليه هذه العبارة و لكننا نعرف بعض المظاهر التى تتضمنها : فإننا كائنات روحية على مثال الله – أرواحنا خالدة وسوف تستمر بعد أجسادنا الأرضية , اننا مفكرون – يمكننا ان نفكر , ونعقل , ونحل المشاكل , اننا نقيم علاقات على مثال الله – يمكننا ان نقدم ونستقبل المحبة الحقيقية , كما ان لدينا وعياُ أدبياً – يمكننا ان نميز بين الصواب والخطأ , مما يجعلنا مسؤولين أمام الله .يذكر الكتاب المقدس ان كل الناس , وليس فقط المؤمنون , يمتلكون جزءاً من صورة الله , لهذا السبب فإن القتل والإجهاض أمور خاطئة . لكن تلك الصورة غير كاملة وقد تلفت وتشوهت بسبب الخطية . وهكذا أرسل الله يسوع فى مهمة لاستعادة الصورة الكاملة التى فقدناها . ما هو الوصف الكامل لصورة الله وشبهه ؟ هو وصف يسوع المسيح ! يقول الكتاب المقدس ان يسوع هو " صورة الله " , " صورة الله غير المنظور " و " رسم جوهره " . كثيراً ما يستخدم الناس عبارة ( من شابه أباه فما ظلم ) ليشيروا الى التشابه العائلى . كذلك فان الأب يُسر عندما يرى الناس شبهه فى أبنائه . يريد الله ايضا ان يحمل أبناءه صورته ومثاله . يقول الكتاب المقدس " وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق ".دعنى أوضح الأمر بالكامل : إنك لن تصبح أبداً الله , او حتى إلهاً . تلك الكذبة المتكبرة هى أقدم إغراءات الشيطان . فقد وعد الشيطان آدم وحواء انهما لو اتبعا نصيحته " تكونان كالله " . لا زالت ديانات وفلسفات العصر الجديد تروج هذه الكذبة القديمة القائلة اننا إلهيون او يمكننا ان نصبح آلهة . تظهر رغبة التأله هذه فى كل مرة نحاول ان نسيطر على ظروفنا , ومستقبلنا , والناس من حولنا . لكننا كمخلوقات , لن نكون أبداً الخالق . ان الله لا يريدك ان تصبح إلهاً , لكنه يريدك ان تصبح تقياً – ان تتبنى قيمه واتجاهاته وصفاته . يقول الكتاب المقدس " ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور " وفى الترجمة الانجليزية يفيد المعنى ( اتبعوا أسلوباً جديداً فى الحياة .. الحياة التى أعدها الله , الحياة التى تتجدد من الداخل ويظهر طابعها فى سلوكك بينما يظهر الله شخصيته بدقة من خلالك ) .ان هدف الله المطلق لحياتك على الارض ليس هو الراحة , وإنما تطوير شخصيتك . انه يريدك ان تنمو روحياً وتصبح مشابهاً للمسيح . ان تكون مثل المسيح لا يعنى ان تفقد شخصيتك او ان تصبح مجموعة خلايا بلا عقل . لقد خلق الله تفردك , لذلك فهو بكل تأكيد لا يبغى تدميره . ان التشبه بالمسيح يختص بتغيير صفاتك , وليس شخصيتك .ان الله يريدك ان تنمى فيك ذلك النوع من الصفات الموجودة فى تطويبات يسوع , وثمار الروح , واصحاح بولس العظيم عن المحبة , وقائمة بطرس عن خواص الحياة المؤثرة والخصبة .. فى كل وقت تنسى فيه ان الأخلاق ( تشكيلك على مثال يسوع )هى إحدى مقاصد الله لحياتك , سوف تُحبط بسبب ظروفك . سوف تتساءل ( لماذا يحدث ذلك لى ؟ لماذا أمر بذلك الوقت الصعب ؟ ) إحدى الاجابات هى ان الحياة من المفترض ان تكون صعبة ! . فذلك ما يجعلنا قادرين على النمو . تذكر دائماً ان الأرض ليست هى السماء!يسئ كثير من الناس تفسير وعد يسوع " بالحياة الأفضل " , إذ يعنى بالنسبة لهم صحة كاملة , وأسلوب حياة مريح , وسعادة دائمة , وتحقيق كل الأحلام , وارتياحاً فورياً من المشاكل من خلال الايمان والصلاة . فهم باختصار يتوقعون ان تكون الحياة المسيحية سهلة , انهم يتوقعون السماء على الارض .. هذا المنظور المستغرق فى ذاته يعامل الله وكأنه موجود فقط ليخدمك فى السعى الأنانى وراء الشبع الشخصى . لكن الله ليس خادمك , وان استسلمت لفكرة ان الحياة من المفترض ان تكون سهلة , فسوف يخيب أملك خيبة ما بعدها خيبة . وسوف تعيش فى حالة إنكار للواقع .لاتنس أبداً ان الحياة لا تختص بك ! إنك موجود من أجل مقاصد الله , وليس العكس . لماذا سيوفر لنا الله السماء على الارض فى حين انه قد خطط للشئ الحقيقى من أجلك فى الأبدية ؟ ان الله يعطينا أعمارنا على الأرض لنبنى ونشدد أنفسنا من أجل السماء .عمل روح الله فيك.ان عمل الروح القدس هو ان يضع فيك صفات تشبه المسيح . يقول الكتاب المقدس " نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح " هذه العملية الخاصة بتغييرنا حتى نصبح أكثر شبهاً بيسوع تُدعى التقديس , وهى القصد الثانى لحياتك على الارض . ليس باستطاعتك ان توجد صفات يسوع بقوتك الخاصة , اذ ان القرارات التى تتخذها فى بداية العام , وقوة الارادة , وافضل النوايا لا تكفى . ان الروح القدس فقط هو الذى يملك القوة ليقوم بالتغيرات التى يبتغى الله ان يعملها فى حياتنا . يقول الكتاب المقدس " لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من أجل المسرة ". عندما نذكر " قوة الروح القدس " يبدأ كثير من الناس فى التفكير فى الإظهارات المعجزية والأحاسيس الفياضة . لكن فى معظم الاوقات تنسكب قوة الروح فى قلبك بطرق هادئة ومتواضعة حتى انك لا تعى بها او لا تستطيع ان تشعر بها . فهو يلفت انتباهنا فى الغالب ( بصوت منخفض خفيف ) . ان التشبه بالمسيح لا ينتج عن طريق التقليد , بل السكنى , حيث نسمح للمسيح ان يحيا من خلالنا . كيف يحدث ذلك فى الحياة الواقعية ؟ ذلك يحدث من خلال الاختيارات التى نقوم بها . فاننا نختار ان نقوم بالامر الصالح فى مواقف ثم نثق فى روح الله كى يعطينا القوة , والمحبة , والايمان , والحكمة للقيام به . وحيث ان روح الله يحيا داخلنا , فان هذه الاشياء متاحة دائماً حينما نطلبها .يجب ان نتعاون مع عمل الروح القدس . اننا نرى حقيقة هامة موضحة مرات ومرات فى كل الكتاب المقدس : ان الروح القدس يطلق قوته فى الوقت الذى تأخذ فيه خطوة إيمان . عندما واجه يشوع حاجزاً لا يمكن تجاوزه , لم تتراجع مياه نهر الاردن إلا بعد ان خطا القادة فى التيار الجارف بطاعة وإيمان . فالطاعة تطلق قوة الله . ان الله ينتظرك ان تعمل أولاً . لا تنتظر حتى تشعر بالقوة او الثقة , بل تقدم للأمام فى ضعفك حتى تفعل الصواب على الرغم من مخاوفك ومشاعرك . تلك هى الكيفية التى تتعاون بها مع الروح القدس , وهكذا تتطور صفات شخصيتك . يقارن الكتاب المقدس النمو الروحى بالبذرة , والبناء , ونمو الطفل . وكل من هذه الاستعارات يتطلب مشاركة نشيطة : إذ يجب ان تُزرع البذار وتُفلح , ويجب ان تُبنى الأبنية – إنها لا تظهر من تلقاء أنفسها – ويجب ان يأكل الاطفال ويتمرنون حتى ينموا. مع ان الاجتهاد ليس له اى علاقة بخلاصك , إلا انه يساهم كثيراُ فى نموك الروحى . إذ يخبرنا العهد الجديد ثمانى مرات على الاقل ان " نجتهد " فى نمونا حتى نصبح مثل يسوع . لا يجب ان تجلس فقط وتنتظر حدوث الامر . يشرح بولس فى أفسس 4: 22- 24 مسئولياتنا الثلاث فى التحول الى شبه المسيح . اولا : ان نتخلى عن طرق التصرف القديمة " ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور "ثانياً : يجب ان نغير طريقة تفكيرنا " وتجددوا بروح ذهنكم " وفى الترجمة الانجليزية يفيد المعنى ( دعوا الروح يغير طريقة تفكيركم ) . يذكر الكتاب المقدس ان نتغير عن طريق تجديد الذهن . والكلمة اليونانية للتغيير تُستخدم اليوم لوصف الغيير المذهل الذى تمر به الدودة حتى تصبح فراشة . تلك صورة جميلة لما يحدث لنا روحياً عندما نسمح لله ان يوجه أفكارنا : فإننا نتغير من الداخل الى الخارج , ونصبح أكثر جمالاً , كما أننا نتحرر لنحلق الى مرتفعات جديدة .ثالثاً : يجب ان " نلبس " صفات المسيح عن طريق تطوير عادات جديدة وتقية , اذ ان شخصيتك هى أساساً مجموع عاداتك , انها كيف تتصرف فى العادة . يقول الكتاب المقدس " وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق "يستخدم الله كلمته , والاشخاص , والظروف ليشكلنا . وتعد هذه جميعها عوامل أساسية من أجل نمو الشخصية , اذ تمدنا كلمة الله بالحق الذى نحتاجه للنمو, كما يمدنا أناس الله بالدعم الذى نحتاجه للنمو , وتمدنا الظروف بالبيئة التى نحتاجها لكى نتشبه بالمسيح. ان درست كلمة الله وطبقتها , وتواصلت بانتظام مع مؤمنين آخرين , وتعلمت ان تثق بالله فى الظروف الصعبة , فاننى اضمن لك انك سوف تزداد شبهاً بيسوع .يفترض كثير من الناس ان كل ما نحتاجه للنمو الروحى هو دراسة الكتاب المقدس والصلاة . لكن هناك بعض الامور فى الحياة لن تتغير ابداً عن طريق دراسة الكتاب المقدس والصلاة فقط . لذلك يستخدم الله الاشخاص , فهو يفضل عادةً العمل من خلال الاشخاص بدلاً من صنع المعجزات , وذلك حتى نعتمد على بعضنا البعض فى حياة الشركة . انه يريدنا ان ننمو معاً . لا يمكنك ان تنمو الى شبه المسيح فى العزلة , بل يجب عليك ان تكون مع أشخاص آخرين تتفاعل معهم . تحتاج ان تكون جزءاً من كنيسة ومجتمع . لماذا؟. لان النضج الروحى الحقيقى يتلخص فى تعلم المحبة على مثال يسوع , ولا يمكن ان تكون مثل يسوع دون ان تكون لك علاقة مع الاشخاص الآخرين . تذكر ان ما يهم هو المحبة – محبة الله والآخرين .ان التحول الى شبه المسيح هو عملية طويلة وبطيئة . فالنضج الروحى ليس فورياً ولا أتوماتيكياً , لكنه تطور تدريجى وتصاعدى سوف يستغرق كل ما تبقى من حياتك . فقد قال بولس للإشارة الى تلك العملية " الى ان ننتهى جميعاً الى .. معرفة ابن الله .. الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح ". انه عمل ينمو ويتطور, كما ان تغييرك الروحى لتنمية شخصية يسوع فيك سوف يستغرق كل ما تبقى من حياتك , بل انه لن يكتمل هنا على الارض . انه سوف يًتمم فقط عندما تصل الى السماء او عندما يجى يسوع . عند تلك المرحلة , مهما كان العمل فى شخصيتك غير مكتمل فانه سوف ينتهى . يذكر الكتاب المقدس انه عندما نتمكن فى النهاية من رؤية يسوع بوضوح , فاننا سوف نصبح مثله تماماً : " ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون . ولكن نعلم انه اذا أُظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو "تتولد الحيرة فى الحياة المسيحية من الجهل بتلك الحقيقة البسيطة وهى ان الله مهتم جداً ببناء شخصيتك أكثر من أى شئ آخر . اننا نقلق عندما يبدو الله صامتاً فى أمور محددة مثل ( ما هو مجال العمل الذى يجب ان أختاره ؟ ) فالحقيقة هى ان هناك الكثير من مجالات العمل المختلفة التى يمكنها ان تكون ضمن مشيئة الله لحياتك , لكن أكثر ما يهم الله هو انه مهما فعلت شيئاً تفعله كما لو كان المسيح هو الذى يعمله . يهتم الله بمن تكون .. اكثر بكثير من اهتمامه بماذا تفعل . فنحن كائنات بشرية , ولسنا أعمالاً بشرية . ان الله يهتم الى حد بعيد بشخصك اكثر من مجال عملك , وذلك لانك سوف تأخذ الى الابدية شخصك , وليس مجال عملك .يحزرنا الكتاب المقدس " ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " وفى الترجمة الانجليزية يفيد المعنى ( لا تنسجموا مع ثقافتكم لدرجة انكم تكونون جزءاً منها بدون تفكير , بل ركزوا انتباهكم على الله . سوف تتغيرون من الداخل الى الخارج .. وبعكس الثقافة السائدة من حولكم , والتى تهبط بكم الى مستواها من عدم النضج , فالله يجعلكم فى أفضل صورة , ويصل بكم الى النضج السليم ) . يجب عليك ان تأخذ قراراً على نحو مضاد للثقافة للتركيز على ان تصبح اكثر شبهاً بيسوع , والا فسوف تحاول قوى اخرى مثل الاصدقاء , والاهل , والزملاء , والثقافة ان تشكلك لتكون على صورتها .للأسف .. فإن كثيراً من المؤمنين قد هجروا العيش من أجل مقاصد الله العظيمة , وعقدوا العزم على تحقيق الإشباع الشخصى والاستقرار النفسى . تلك هى النرجسية , وليس التلمذة .. لم يمت يسوع على الصليب حتى نتمكن من أن نعيش حياة الرحة والرفاهية والترف . ان مقاصده أكثر عمقاً : فهو يريد ان يجعلنا مثله قبل ان يأخذنا الى السماء . ذلك هو امتيازنا الاعظم , ومسئوليتنا المباشرة , ومصيرنا النهائى .نقطة للتأمل : لقد خُلقت لأصبح شبه المسيح .سؤال للتفكير : فى أى جزء من حياتى أحتاج ان أطلب قوة الروح القدس حتى أكون مشابهاً للمسيح اليوم ؟صلوا لاجل ضعفى |
|