AKRAM JOHN نائب المدير
عدد المساهمات : 391 تاريخ التسجيل : 07/09/2009
| موضوع: احتفالات الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد الأربعاء ديسمبر 30, 2009 6:26 pm | |
| كل سنه وانتم طيبين يا اجمل اعضاء اجمل منتدي فرح الميلاد | المسيح سبب الفرح | بقلم: الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك | سبق الأنبياء وتنبأوا بمجئ المسيح المخلص, إله المحبة والسلام, واهبا الفرح والبهجة لبني البشر. أعلن إشعياء النبي: السيد الرب نفسه يعطيكم هذه الآية: ها هي العذراء تحبل وتلد ابنا, وتدعو اسمه عمانوئيل (7:14). ويعلن يوئيل النبي: لا تخافي أيتها الأرض, ابتهجي وأفرحي, لأن الرب صنع العظائم (2:21). إننا نفرح بميلاد السيد المسيح فرحا عظيما, لأنه عيد عمانوئيل, أي الرب معنا (متي1:23). نفرح لأن مخلص البشر جاء وصار واحدا منا: الكلمة صارت جسدا وحل بيننا (يوحنا1:14). أراد الابن الكلمة أن يعيش مع البشر, أن يحيا ويتكلم ويعمل معهم, بل أن يبذل حياته من أجلهم. أراد أن يقيم في قلوبنا وبيوتنا ومدننا. وهنيئا لنا متي وجدناه مثل الرعاة والمجوس, ومتي أحببناه وخدمناه في أشخاص إخوتنا بني البشر. مسيح الميلاد علمنا سر التضامن في الحياة والتعامل, عندما قال لنا: كل ما عملتوه لواحد من أخواتي هؤلاء الصغار, فلي عملتوه (متي25:40). عندما نري شخص المسيح في كل إنسان, لن نستطيع أن نتعامل معه إلا بالحب والعطاء والتضحية, مثلما صنع هو معنا. ومن يختبر ذلك يعرف كم هو مصدر فرح لا مثيل له, كما أعلن بولس الرسول: العطاء أكثر غبطة من الأخذ (أعمال20:35). افرحوا دائما في الرب, وأقول لكم أيضا افرحوا (فيلبي4:4) ويناشدنا القديس بولس الرسول قائلا: افرحوا دائما في الرب, وأقول أيضا افرحوا. نعم, افرحوا في الرب. هذه هي دعوة عيد الميلاد لنا في هذا المساء. هذا ما بشر به الملائكة, رغم كل الظروف التي عاشتها العائلة المقدسة في هذا الميلاد العجيب. الفرح رغم البعد عن الدار والجار, ورغم إنغلاق جميع الأبواب أمام هؤلاء المسافرين الغرباء. الفرح رغم فقر المغارة ومذود البقر, ورغم انشغال سائر الناس بشئونهم الخاصة ولا مبالاتهم بهذه الأسرة العابرة. والفرح رغم عدواة القوة الغاشمة, فها هو هيرودس يريد أن يعرف أين يوجد المولود ملك اليهود ليقضي عليه. وعندما لم يرجع إليه المجوس ليخبروه بموضعه, أرسل جنوده فقتلوا كل أطفال بيت لحم وجوارها, من ابن سنتين فما دون (متي2:16). تعمل الكنيسة الكاثوليكية علي أن يشع الفرح الروحي والقلبي في جميع النفوس, وتجند كل طاقاتها من أجل ذلك. وتسعي بمبادراتها إلي أن تزرع في القلوب وفي المجتمع, القيم التي تحقق السلام والعدالة والمحبة, وهي المناخ الضروري لحياة الفرح. فلنبتهل إلي أمنا العذراء مريم, التي أنشدت فلتبتهج روحي بالله مخلصي (لوقا1:47), وعاشت ميلاد ابنها يسوع في أصعب الظروف وأقساها, وهي ممتلئة بالفرح الإلهي, لأنها أعطت لنا المسيح المخلص, أن تعلمنا أن نفرح كل حين في الرب. ونحن نفرح اليوم وكل يوم, لأن الكلمة الذي كان في البدء صار واحدا منا حبا بنا. ووعدنا أن يبقي معنا إلي أنقضاء الدهر (متي28:20). ففي كل مرة نلاقي يسوع, في شخصه وفي إخوتنا, يولد الفرح الإلهي في قلبنا. في ليلة عيد الميلاد هذه, نرفع تسبيحنا وحمدنا لله ولكلمته المتجسد, سبب وينبوع فرحنا. والمجد لله في الأعالي, وعلي الأرض السلام, وللناس الفرح والمسرة.
|
| |
|