فمن مصلحة الأقباط ان يعوا هذا جيدا ونحن عندما نكتب منتقدين هذا الكاهن او ذاك الأسقف على تصرف فأننا نبحث عن التقويم والتعديل ونفعل هذا بدالة المحبة والغيرة على الكنيسة وعلى الشعب القبطي .
عفوا أطلت ولكن الحقيقة اننى فى كل مرة اكتب فى هذا الامر لابد من هذه المقدمة حتى يتفهم القراء غرضى ويعوا غايتي. والان لناتى للب الموضوع والخاص بتراجع الأنبا كيرلس 180 درجة عن تصريحاته التى صرح بها ليلة استشهاد شهدائنا فى نجع حمادي.
فالأنبا كيرلس الذى خرج فى منتهى الحزم ليعلن فى تسجيلات مسجلة له عن ضعف الحراسة على الكنيسة وعن تجاهل المسئولين الأمنيين لتحذيراته من انه تلقى رسائل تهديد كثيرة وعن اضطهاد المحافظ القبطي للكنيسة وعن اتهامه لعبد الرحيم الغول بأنه يعمل ضد الكنيسة. وكل تصريحاته النارية الاخرى التي رفض فيها كل التفسيرات التى خرج بها مسئولى الدولة لمحاولة تبرير هذه الجريمة بالقول انها جريمة غير طائفية.
الانبا كيرلس الذى صرح بكل ماسبق هو نفسه الانبا كيرلس الذى عاد على عقبيه وتراجع عن كل تصريحاته المسجلة وهو الذى خرج لنا فى برنامج العاشرة مساء كى يحرج ابونا عبد المسيح بسيط ويكذبه فى كل ما قاله بل ويؤيد الامن والمحافظ والدولة فى كل ما قالوه وينصح الاقباط بالحصول على معلوماتهم من الجرائد الرسمية كالاهرام والاخبار ولا يلتفتوا لما يقال على المواقع القبطية على الانترنت .
الرجل تراجع بطريقة غريبة جدا جدا اصابت كل من سمعوه بالألم والحسرة ليس على حال الأنبا كيرلس ولا حال بعض رجال الكنيسة ولكننا أصبنا بالحسرة والألم على مصر التي وصلت فيها سطوة الامن لدرجة ان رجل فى مثل مكانة الانبا كيرلس يتراجع عن تصريحاته فى اقل من اربعة وعشرون ساعة.
قالوا زمان ان الخوف أذل أعناق الرجال ونحن أدركنا فعلا معنى هذه الكلمة ألان بعد ان راينا التغير الشديد فى موقف الانبا كيرلس . فقد اكتشفنا سر تراجع الأنبا كيرلس عن مواقفه وقد قالها الرجل بل وربما حاول ان يوصلها إلى كل أبنائه فى كل مكان حينما قال الرجل فى تصريحاته لبرنامج العاشرة مساء انه بعد مقابلته مع البابا شنودة اجتمع مع اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث امن الدولة .
وانا اعتقد انه من هنا حدث التراجع فبالتأكيد كانت هناك ضغوط شديدة على الرجل وهناك أشياء كثيرة يستطيع بها هذا الجهاز الاخطبوطى ان يجعل اعتي الرجال يتراجعون عن اصلب مواقفهم فلكل رجل من رجال الكنيسة نقطة ضعف معينة يستطيعوا التاثير من خلالها عليه سواء كانت هذه النقطة خاصة او عامة .
ولكننا كنا نرجو من الأنبا كيرلس الا يستسلم لتهديدات امن الدولة او لوعوده واغرائته مهما ان كانت هذه التهديدات او هذه الإغراءات سواء كانت هذه التهديدات او الإغراءات خاصة بشخصه او خاصة بالشعب القبطي بنجع حمادى.
فلا يمكن ان تفعل بنا الدولة اكثر مما فعلت ولا يجب علينا ان نركن لوعود امنية مهما كانت فالعالم كله يدرك الان مدى ما يتعرض له الاقباط من اضطهاد ويجب ان نطرق على الحديد وهو ساخن ونطالب بجقوقنا خصوصا ان أغلبية المجتمع المدنى فى مصر والعالم تقف معنا وتعضدنا فى مطالبنا العادلة فلا يجب ان نضيع دم شهدائنا هدرا خوفا من تهديدات مهما كانت او استجابة لاى اغراءات مهما تنوعت..
أن الأوان الآن لكنيستنا لتعلن للعالم اجمع انها كنيسة مضطهدة وان الشعب القبطى فيها مضطهد
ويعانى الأمرين فهل تفعلها كنيستنا ؟.