ملحق رقم – 1-
مواطن القبح الحسي الجسدى، والجمال الكتابي الروحي في تشبيهات اعضاء جسم عروس النشيد
1- شعر الرأس
شدة سواد شعر الرأس و نعومته هو من اهم صفات المرأة الجميلة, فالشعر الناعم والطويل والمنسدل يجذب الناظر اليه، وقد اكد الكتاب ان تاج المرأة شعرها وليس من المستحب ان يقص او يحلق (1كو11: 6)، وكما يقول القديس بولس ايضا: "وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ" (1كو11: 15)، ولها ان تزينه دون بهرجة زائدة سواء في ضفره (1تي2: 9)، أو تصفيفه أو تجميله بالمشابك والحلي والمجوهرات (1بط3: 3).
فماذا عن وصف الشعر في سفر النشيد؟!
أ- الآية الاولى (مكررة مرتين):
" شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ؛ .... شَعْرُكِ كَقَطِيعِ الْمَعْزِ الرَّابِضِ فِي جِلْعَادَ."
[ltr]Your hair is as a flock of goats that appear from mount Gilead.[/ltr]
(نش4: 1؛ 6: 5)؛
+ التفسير الحسي الحرفي واللغوي:
- إذا كان شعر العروس كشعر المعز فهو خشن وقصير، أما اذا كان يظهر(يربض): كقطيع الماعز فهو غير مسدل او مسترسل (اى غير ممشط)، وغير منتظم لا طولا ولا فورمة ولا شكلا، فكل شعرة – معزه- منه فى اتجاه ومختلفة الحركة والعمل والحجم والنوع واللون (تك30: 32)، وبلا اى نظام وفي اى لحظة...الخ، ولو كان الراس الذي يربض عليه هذا الشعر جبلا به هضاب كالقباب وتلال صعبة كجبل جلعاد فهو تشبيه للراس الناشفة العنيدة التى لا رأي ولا فكر ثابت لها، بل في هذه ايضا سيرمز الشعر حتما الى النفاق والدهاء [كما في سرقة يعقوب للبركة (تك27: 9، 16)، وحيلة ميكال في تهريب داود المطارد من ابيها (1صم19: 13، 16)]، ويصبح التشبيه أصعب وأسوأ إذا كان في جبل كجلعاد: فجلعاد في كل اللغات السامية تعني حرفيا "صلب وغير مستوي وخشن ومجعد", وهي تسمية تتفق مع طبيعة هذا الجبل والمنطقة عموما، بل وفي العربية تطلق كلمة جلعاد على أى أرض مجعّدة، وغير منبسطة تصلح "كمتراس صخرى قوي".
++ أما التفسير الكتابي الذى يقصده الروح من هذه التشبيهات :
- الماعز ذبائح للخطية فقط: (لا4: 23، 24، 9: 3، 15، 16: 5 – 27، 23: 19، عد7: 1 – 87، 15: 24، 28: 15 – 30، 29: 1 – 30،....)، وبذلك فالحية غير المذبوحة منها تعني الطهارة من الخطية وعدم حملها للخطايا بعد.
- والشعر المطلوق حرا (الرابض = غير المقيد او المحلوق)، يرمز الى الانفصال عن الخطية والعالم كما في شريعة النذير (عد6)، كما يرمز حل الشعر حرا الى الجهاد والخروج للقتال ضد الاعداء، والتكريس والتخصيص والتقديس للرب (تث33: 16، تك49: 26، قض13: 5، 7، 16: 17، عا2: 11، ....)، كما يرمز الى القوة الروحية كقول شمشون:
"لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي لأَنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي،
فَإِنْ حُلِقْتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاسِ"
There has not come a razor upon mine head; for I have been a Nazarite unto God from my mother's womb:
If I be shaven, then my strength will go from me, and I shall become weak, and be like any other man.
(قض16: 17)؛
- وشعر الماعز متين والنسيج المصنوع منه يتحمل الفك والربط المتكرر لهذا كان يستخدم في صناعة الخيام والاغطية ويرمز بها على ذلك الى للتغرب والترحال في برية العالم، والاهم أن منه صنعت اسقف وأغطية المسكن خيمة الشهادة، التى كان مجد الرب يحل فيها (خر25: 4، 26: 7، 35: 6، 23، 26، 36: 14، ....)، وهذه الأسقف والاغطية ترمز - بخلاف ما ترمز اليه الخيمة، الى الانفصال عن العالم (عد16: 26، إش52: 11، 2كو6: 17).
- وجبل وارض جلعاد: تقع في شرقيّ الأردنّ وإشتهرت جلعاد منذ الأزمنة القديمة بغاباتها الكبيرة وأحراشها الكثيفة (إر 22: 6)، وإشتهرت بمراعيها الجيدة (عد 32: 1؛ نش 4: 1؛ 6: 5؛ إر 50: 19؛ مي 7: 14)، كما كانت تنمو بها النباتات والحشائش الطبيّة (إر46: 11، 51: ، والصمغ واللبان والمر العربي والبلسان، وكانت كلها اثمن ما يتاجر فيه العرب والاسرائيلين (تك37: 25، حز27: 17)، بل واغلى ما يمكن تقديمه هدايا للملوك (تك43: 11)، ومن هنا فقد إشتهرت أساسا بكونها مصدر لإثمن الأطياب، وأدويه تخفيف الالام ومعالجة الامراض وتضميد الجروح والمطهرات الطبيعية، ولذلك نرى إرميا النبي الباكي يستصرخ مجئ العريس الطبيب الذي: "يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ، ويَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ." (أي5: 18)، لخلاص، بنت شعيه (صهيون – عروسه)، فيقول: مَنْ مُفَرِّجٌ عَنِّي الْحُزْنَ؟ قَلْبِي فِيَّ سَقِيمٌ.
هُوَذَا صَوْتُ اسْتِغَاثَةِ بِنْتِ شَعْبِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ: « أَلَعَلَّ الرَّبَّ لَيْسَ فِي صِهْيَوْنَ، أَوْ مَلِكَهَا لَيْسَ فِيهَا؟...
مَضَى الْحَصَادُ، انْتَهَى الصَّيْفُ، وَنَحْنُ لَمْ نَخْلُصْ!
مِنْ أَجْلِ سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي انْسَحَقْتُ. حَزِنْتُ. أَخَذَتْنِي دَهْشَةٌ.
أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟
Is there no balm in Gilead; is there no physician there?
Why then is not the health of the daughter of my people recovered?
(إر8: 18 – 22)،
وفي الكتاب يشتهر جبل جلعاد بـأنه:
+ جبل السلام والمصالحة حيث أقاما فيه يعقوب وخاله لابان عهدا قويا لا ينقض بعدم التعدي وبرجمة للشهادة – جلعيد (تك31)، فصار موضعا للتآخي: إذ تشارك في ملكيته وإنتشرت قيه قطعان ثلاثة أسباط: بَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى (تث3، عد32، يش17)، وايضا صار مقرا ومحلا لإنتصارات القضاة عبر الاردن: جدعون ويائير ويفتاح الجلعادي (قض7، 10، 11)، وموضع نهاية المؤمرات والانشقاقات (قض20، 21)، وفشل الثورات واغتصاب الملك: ففيها مات شاول وبنيه وابشالوم بن داود (2صم2، 17، ....)، وبالاضافة الى كل ذلك هي موطن إيليا التشبي النبي العظيم الذى اختطفته مركبة للسماء (1مل1: 17)،
++ وفي الاسفار النبوية كانت جلعاد وماحولها من اولى المناطق التى سيقت الى السبي فصارت رمزا لما فقدته الامة الاسرائيلية كلها من خيرات ونعم وكرامة بسبب خطاياهم، وفي هذا يقول الروح على لسان هوشع النبي فى النبوة الخالدة عن موت وقبامة عريس نفوسنا:
" هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا.
[ltr]Come, and let us return unto the LORD: for He has torn, and he will heal us; [/ltr]
[ltr]He has smitten, and He will bind us up.
يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ.
لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ.
مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا.
لِذلِكَ أَقْرِضُهُمْ بِالأَنْبِيَاءِ. أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَالْقَضَاءُ عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ.
إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.
وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي.
جَلْعَادُ قَرْيَةُ فَاعِلِي الإِثْمِ مَدُوسَةٌ بِالدَّمِ.......[/ltr]
Gilead is a city of them that work iniquity, and is polluted with blood.
وَأَنْتَ أَيْضاً يَا يَهُوذَا قَدْ أُعِدَّ لَكَ حَصَادٌ عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي"
(هو6: 1 – 11)؛
+++ ومن ثم صار الخلاص من السبي والتمتع مجددا ببركات الله والشركة معه يرمز له بالعودة والسكنى مجددا في جلعاد اي في كنيسته التى افامها فيه ولنفسه، ولهذا يربط الروح بين مراعي جلعاد الخصيبة والمثمرة وبين مجئ العريس الراعي الصالح الذى ترقبته البشريه للخلاص من الخطية والموت فيقول على لسان ميخا النبي:
"اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ، سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ الْكَرْمَلِ.
لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ الْقِدَمِ.
[ltr]Feed thy people with your rod, the flock of your heritage, which dwell solitarily in the wood, in the midst of Carmel: [/ltr]
[ltr]Let them feed in Bashan and Gilead, as in the days of old.
كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ».
مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! [/ltr]
لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ.
يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.
[ltr]He will turn again, he will have compassion upon us; he will subdue our iniquities; [/ltr]
[ltr]and You will cast all their sins into the depths of the sea.[/ltr]
[ltr]تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ"[/ltr]
(مي7: 14 – 20)؛
† † †
ب- الآية الثانية (مره واحده):
"رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ.
مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ = مَلِكٌ مُقَيَّد بالخَصائِل (ك) = جدائِلُهُ تَأْسُرُ المَلِكَ (م) = قَدْ وَقَعَ الْمَلِكُ أَسِيرَ هَذِهِ الْخُصَلِ (ح) = خُصَلُ شَعْرِكِ أَسَرَتِ الْمَلِكَ (ش)"
[ltr]Your head upon you is like Carmel, and the hair of your head like purple; the king is held in the galleries.[/ltr]
(نش7: 5)؛
+ التفسير الحسي الحرفي واللغوي:
- مرة اخرى الراس تشبه بجبل – وتحديدا بسلسلة جبال الكرمل والتى يطل طرفها الغربي على البحر المتوسط، ولكن الغابات والاشجار الكثيفة به صيرته وعرا (مي7: 14)، ومرتعا للوحوش والحيات (عا9: 3)، وكانت حدود أسباط أشير وزبولون ويساكر ومنسى تلتقي عند جبل الكرمل، ولذلك كانت هذه المرتفعات موضع نزاع على الدوام بين بعضهم من جهة وبينهم وبين الفلسطينيين والفينيقيين من جهة اخرى، بل ولقربه من طريق التجارة الساحلية بين مصر وفينيقية، صار مطمعا لكل الغزاة (قابل يهو1: ، ومرت فى سهوله معظم حملات فراعنة مصر لآسيا عموما، ودارت بجانبه معظم المعارك التاريخية في فلسطين (قض4، 5؛ 1صم31؛ 2مل23، ...)، كما جعلت منه كهوفه ومغاراته الكثيره ملجأ للصوص وقطاع الطرق (عا9: 3)، وعلى مرتفعاته اقام كهنة بعل معابد ومذابح لالههم (1مل18). - والارجوان صبغة حمراء تستخرج من غدد بعض أنواع القواقع البحرية بعد تكسيرها، وتشبيه الشعر بالأُرْجُوَانٍ، يمكن ان يعني انه ملتوي ومتقطع كهذه القواقع المهشمة او غددها المعصورة، وبالتالي لا يمت للجمال بصلة، كذلك غذا كان الارجوان دلالة على ان لونه أحمر بدرجاته (فاتح بنفسجي او قاتم قرمزي)، فهو لون غير جميل او مستحب للشعر، ولا يستعمله الا المهرجون والإباحيون، فلون شعر المرأة الذى يجذب الانتباه ويحسن في عيني البشر هو الاسود الفاحم!.
- كذلك فجدائِلُ (خُصَل)، الشعر بالطبع لا تعنى انها قيود او أغلال، والا كانت العروس صورة أو رمز لبابل الزانية الْمُتَسَرْبِلَةُ بِبَزٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، والأرجوان ونفوس الناس من تجارتها، وبِسِحْرِها ضَلَّتْ جَمِيعُ الأُمَمِ، ونهايتها المعروفة كما صورت امام نظر القديس يوحنا الرائي: "صَوْتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسٍ لَنْ يُسْمَعَ فِيها فِي مَا بَعْدُ.." (رؤ18)، أو حتى على الاقل هي ساحرة شريرة وكما تصور في الكتب والافلام حاليا بشعر أحمر مخصل توجه كل خصله منه لمن تريد أذيته أو تقييد حركته الى الخير الذي تخشاه، ولكن عندها تصبح مستحقة للعنة والويلات والموت وكما صورها الروح على لسان حزقيال النبي:" هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلَّوَاتِي يَخُطْنَ وَسَائِدَ (عَصائبَ = قَيَّود سِحْرٍ)، لِكُلِّ أَوْصَالِ الأَيْدِي (لكُلِّ مِعصَمِ يَد)،ٍ وَيَصْنَعْنَ مِخَدَّاتٍ (حُجبًا) لـــــِرَأْسِ كُلِّ قَامَــــــةٍ لاِصْطِيَـــــــــــــــــــــادِ النُّفُــــــوسِ." (حز13: 18)، بل أيضا اذا كان الأسير او المقيد هو الملك اى عريسها، فليس لنا ان نتصور انها تشبه دليلة الزَانِيَةً عروس شمشون - النذير وذو الشعر الطويل - والتي سحرته "حَسُنَتْ فِي عَيْنَيّهَ" فلم يرى فِي بَنَاتِ إِخْوَتِه وَلا فِي كُلِّ شَعْبِه امْرَأَةٌ مثلها؟!، وكان يفْتَقَدَها بِجَدْيِ مِعْزًى (قض15: 1 قابل نش4: 1؛ 6: 5)، فأوقعته في يد الفلسطينيين "فقلعوا عينيه وأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ، وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ" (قض16).
- بل إن الارجوان رمزا واضحا للمراة "الزَّانِيَةَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي أَفْسَدَتِ الأَرْضَ بِزِنَاهَا" (رؤ19: 2)، بابل الفاجرة ،أم نجاسات الارض، وام ابناء المعصية: أَبْنَاءُ الْحَمَاقَةِ، وأَبْنَاءُ أُنَاسٍ بِلاَ اسْمٍ، سِيطُوا مِنَ الأَرْضِ (أي30: ، وكانت "مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ" (رؤ17: 4، 18: 16)، ويضائع إغرائها: "... والْبَزِّ وَالأُرْجُوانِ وَالْحَرِيرِ وَالْقِرْمِزِ...." (رؤ18: 12)، ولكنها ستدان وتمحى وتلقى فى بحيرة النار والكبريت مع رجلها إبليس ونبيه الكذاب! (رؤ20: 10)، ولن توجد ويضائعها فيما بعد!(رؤ18: 21)، وحاشا لعروس المسيح الطاهرة المقدسة المجيدة السمائية ان يكون الارجوان لباسها او من بضائعها - وكانت خيام وستائر قصور وثياب الملوك والاغنياء (قض8: 26، يهو10: 19، إس1: 6، 8: 15، نش3: 10، دا5: 7، 16، 29، لو16: 19،
ولباس اصنام آلهتهم من أرجوان إر10: 9، با6: 11، 71، .....)، ولذلك فالجنود الرومان استهزاءا: "أَلْبَسُوا يسوع أُرْجُــــــــــــــوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، .... وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُــــــــــــــــوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ " (مر15: 17، 20 قابل يو19: 2، 5)، الا ترى في شعرها الضمخ باللون الارجواتي صورة الصليب وصورة سيدها الذى إحتمل الخزي والإستهزاء والعار (عب12: 2، 13: 13، لو23: 26)، من اجلها.
++ أما التفسير الكتابي الذى يقصده الروح من هذه التشبيهات :
- الرأس مثل جبل الكرمل الشامخ (المرتفع لاكثر من 2000 قدم عن سطح البحر)، والذى كان مضربا للامثال في العظمة والشموخ والسمو، كما في قول إرميا النبي:
"حَيٌّ أَنَا يَقُولُ الْمَلِكُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ كَتَابُورٍ بَيْنَ الْجِبَالِ وَكَكَرْمَلٍ عِنْدَ الْبَحْرِ يَأْتِي."
(إر46: 18)؛
- والكرمل (معناه المثمر)، وقد سمي هكذا لجماله وخصويته، إذ كانت تغطيه غابات البلوط وبساتين الزيتون والكروم، وفي فصل الربيع تنمو على جوانبه أنواع جميلة من الازهار متعددة الانواع والألوان، وكان يضرب بالكرمل الامثال في الاثمار الكثير والبهاء، ولذا يصور الوحي الالهي على لسان الانجيلي الخامس فرح عودة إسرائيل من السبى كرمزا لفرح المفديين بمجيء المسيح العريس الحقيقى لخلاصهم وسكب مجده عليهم ببهاء الكرمل فيقول:
"يُــــــــــــزْهِرُ إِزْهَــــــــــــاراً وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجاً وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ.
بَهَـــــــــاءُ كَرْمَـــلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرُونَ مَجـــــْدَ الرَّبِّ بَهَـــــــــاءَ إِلَهِنَا."
(إش35: 2)؛
- ويذكر الكتاب ان الملك عزيا قد أغرم بجمال مزارع ووفرة بساتين الكرمل "لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْفِلاَحَةَ" (2أخ 26 :10 )، ويضرب به الامثال في الرخاء والمراعى الغنية الوفيرة والمشبعه كما يوصف ايضا بالعظمة، كما في قولي إرميا النبي:
"حَيٌّ أَنَا يَقُولُ الْمَلِكُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ كَتَابُورٍ بَيْنَ الْجِبَالِ وَكَكَرْمَلٍ عِنْدَ الْبَحْرِ يَأْتِي."
(إر46: 18)؛
"وَأَرُدُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى مَسْكَنِهِ فَيَرْعَى كَرْمَلَ وَبَاشَانَ وَفِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَجِلْعَادَ تَشْبَعُ نَفْسُهُ."
(إر50: 19،...)؛
- وفي جبل الكرمل سكن إيليا في مغارة فيه، ومازال بقربها شاهد صعود الغيمة التي سببت هطول الأمطار وانتهاء الجفاف (1مل، .كانت نهاية انبياء البعل الذين اختصمهم إيليا النبي في ايام أَخْآبُ ملك إسرائيل الشرير (1مل18)، واظهر فشل الههم "ونَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ (المقطع)، وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ" (1مل18: 40)، وكان اليشع يزور الكرمل أيضاً (2مل2: 25، 4: 25)، والكرمل عموما وللآن يعتبر مقدساً لدى جميع الطوائف والذين من خارج أيضا. †
إذن فوصف العريس لرأس عروسه بالكرمل وشعرها كأرجوان لا يعني سوى انها مثمرة ووارفة تعكس بهاء ومجد سيدها الذي فداها بدمه الثمين وهي مقدسة وساميه وسمائية وابنائها فيها مقدسين لانهم اخوة المسيح وجسده وخيمته وهيكل الله ملك الملوك ورب الارباب، فالارجوان هو لون اقمشة الخيمة رمز العروس موضع سكنى العريس وحلول مجده بين ابناء شعبه = أعضاء عروسه (خر25 – 38)، والثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ لكهنته (خر39، سي45: 12)، وهكذا ايضا لاقنشة وستائر الهيكل (2أخ2: 7، 14، 3: 14، )، والمرأة الفاضلة رمز العروس الملكة فى كلام لموئيل ملك مسا كان لباسها يصف سترها وعزها وبهائها فيقول:
"كُلَّ أَهْلِ بَيْتِهَا لاَبِسُونَ حُلَلاً. تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا مُوَشَّيَـــــــــــــــاتٍ. لِبْسُهَا بُوصٌ وَأُرْجُـــــــــــــــــــــــــوانٌ."
(أم31: 21، 22)؛
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يتبع
صلوا لأجلي
†