الصلاه داخل الكنيسه
الصلاه داخل الكنيسه هى خدمه الهيه " ليتورجيا " بمعنى انها عمل جماعى روحى يختص بالله ويقدم له كعباده والصلاه داخل الكنيسه نوعان :
والكنيسه رغم اهتمامها بالنوع الاول وتخصيص معظم الوقت له الا انها لا تعتبر هذه الصلوات واسطه رسميه لحلول النعمه للتقديس . اذ ان الكنيسه تعتبر ان حلول النعمه وقبولها هو عمل محدد يختص بالاسرار وحدها . لانها ترتب من الله لهذا الغرض . والنعمه تظل كامنه فى النفس بدون فعل الى ان تعمل معها حرية الاراده بالصلاه والطلبه والدموع وفقا لمشيئتها . فالنعمه تحل فى النفس بالاسرار ولكن تنمو ثمارها ومفاعيلها بالصلاه والخدمه . + العلاقه بين ليتورجيا الصلاه وليتورجيا الافخارستيا :
الصلاه والتسبيح مدخل رسمى للافخارستيا " القداس " .
الصلاه والتسبيح يؤهلان لقبول نعمة الافخارستيا والاحساس بها .
الصلاه والتسبيح ينبثقان من نعمة الافخارستيا لذلك يستمدان قوتهما ويدومان فى القلب بالمواظبه على الشركه .
الاسرار وبالتالى النعمه لا تغنى عن الصلاه والطلبه حتى آخر يوم فى حياة الانسان .
الصلاه والتسبيح والتوبه جهاد تسنده النعمه ، ولكن لا تعصمه من السقوط .
الصلاه والتسبيح يحفظان الانسان من التجربه.
+ الصلاه والتسبيح كطقس الهى :
خدمة الليتورجيا بالصلاه والتسبيح عمل جماعى بطبيعته . لذلك فتحديد شكله ومضمونه مطلب جوهرى يرفع عن كاهل الفرد صعوبة وخطورة
ما يقال وما يعمل عند المثول امام الله ويكون حسب مشيئته . فالكنيسه تسلمت طقوسها منذ البدء من الرب والرسل. وحافظت عليه كتقليد مقدس
اضافت اليه بارشاد الروح القدس فى العصور الاولى ما يزيد وضوحه ويحفظه من الانحراف . والطقس ضروره طبيعيه للانسان ، لان الانسان
دائم التطلع بروحه الى الله . وهو لا ترتوى روحه الا اذا عبر بكل كيانه النفسى والعقلى والجسدى عن حبه وشوقه واخلاصه ، فالطقس تكتمل
فيه حاجة الانسان الملحه من نحو الله . لذلك يلزمنا ان لا نطلق على الطقس طقس ، الا اذا اكتمل فيه الاحساس الروحى بالله والشوق الصادق
اليه والاستعداد الداخلى للاتصال بالله .
+ عطايا الله للمواظبين على ممارسة خدمته بأمانه :
قانون الطقس يبدو فى مظهره مجرد وصايا وأوامر . ولكن سر الطقس يتجلى فى الامانه عند التنفيذ والمواظبه باخلاص حيث ينفتح على الانسان باب العطايا الالهيه فمثلا :
+ نشاط الجسد فى الصلاه والخدمه ... يجازيه الله بنشاط الروح وحرارة القلب.
+ وقوف الانسان فى الصلاه بعزم ورزانه ... يجازيه الله بصلابة الروح واستقامة الفكر .
+ رفع اليدين والعينين والقلب والنفس ... يجازيه الله بالاقتراب بنعمته من قلب الانسان .
+ السهر بالليل ... يجازيه الله بيقظة الروح واستناره .
+ الصلاه بهم ووعى قلبى ... يجازيه الله بنعمة الافراز والحكمه .
+ السجود متواتر الى الارض ... يجازيه الله يرفع روح الانسان من الارضيات.
+ التسبيح والحمد والشكر الدائم ... يجازيه الله بالفرح وبهجة النفس.
+ تمجيد الله وتقديس اسمه متواتر ... يجازيه الله بتكريم روح الانسان فى السر والعلن .
+ الدموع والحزن على الخطايا والصغائر ... يجازيه الله بعزاء النعمه والفرح الباطنى .
اذن فالامانه والمواظبه على ممارسة الطقس فتره طويله مستمره فرصه منقطعة النظير لعطاء النعمه .
+ جوهر الطقس :
هو الطاعه المطلقه لترتيبات الله المعلنه من قبله فى كيفية عبادته . ان قوة الطقس هو فى كونه يوصلنا الى الله ويوصل الله الينا .
لا يمكن بمفردنا ان نقترح وسيله نتقرب بها الى الله لجهلنا بطبيعته ومشيئته . لذلك عرفنا الله كيف نتقدم اليه وندخل حضرته وبأى
صورى نتكلم ... من خلال الاحكام التى فى الكتاب المقدس . اذن جوهر العباده هو اتباع اوامر الله . وجوهر الطقس هو فى طاعة ترتيبه
للأمور التى تختص بعبادته . اى ان اداء الطقوس فى حد ذاتها لا تفيد شيئا . اما اذا كان الاداء بدافع الطاعه لله صارت الطقوس عباده .
وصارت العباده واسطه للدخول الى الله