قصة خادم حقيقى

طلعت توفيق؟!!!! قصة خادم حقيقى 945806

هو شاب وديع ومتواضع القلب قليل الكلام جداً كثير التسبيح لله ، كان عاشقاً للكتاب المقدس وله عمق في تأملاته التي نادراً ما ينطق بها لمن حوله.
لم أسمعه يوماً يذكر أي إنسان بشرٍ أو إدانه أو نقد وإذا وجد جلسة فيها حديث إدانه عن شخص غير موجود يقوم ويعتذر بأنه سينصرف لإنشغاله في أي أمر.
فكنا نفهم أنه غير راضٍ عن الحديث فتقول خلاص يا طلعت أقعد واحنا مش حنتكلم تاني عن فلان....

تتعجب أيها القارئ عندما تسمع عن خدمة طلعت المحبوبة جداً له. أولاً بعد إعداد الخدمة رشحه أمين الخدمة بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة إلي الخدمة في فصل من فصول ابتدائي فاعتذر لأنه لا يجيد الكلام ورُشِح لخدمات كثيرة أخري بالكنيسة فاعتذر. حتي وجدناه يقوم بعمل كُنا قبل أن نراه لا نعتبره خدمة علي الإطلاق ألا وهو تنظيف فصول مدارس الأحد بعد خروج الأطفال منها وقبل دخول الفصل التالي. كان ينظف الدكك والأرض بكل هِمّة ودقة وأمانة.

+ خدمة أخري تتعجب لها:

أثناء خدمة فصول ابتدائي كثيراً ما كان يطرد الخادم أي طفل شقي أو مشاغب فكان الأستاذ طلعت يلتقط هذا الطفل وبروحه الوديعة يحكي له قصة ويحفَّظه ترنيمة وصلاة قصيرة ويجيبه علي أي سؤال، كل هذا حتى ينتهي فصل مدارس الأحد وينصرف الجميع. أما الأستاذ طلعت فكان ينتظر حتي يطمئن علي كل طفل سيان من يركب الأوتوبيس أو يذهب مع قريب له أو خادم يوصله.
خدمة طلعت انتشرت بسرعة وكَثُر الأطفال المشاغبون الذين يُطردون من فصولهم، فيأخذهم طلعت في مكان هادئ ويقوم بخدمتهم حسب طريقته.

ذات يوم جلس خُدّام ابتدائي مع بعضهم ليبحثوا في ظاهرة الأطفال المشاغبين وكيف كثرت جداً في مدة قصيرة!!! وعُرف السبب وهو الخادم الشماس طلعت توفيق، ولما سألوه ماذا تفعل مع الأطفال قال سامحوني أنا أخطأت.
ولما سأل الخدام الأطفال المشاغبين عن سبب كثرة الشكوي منهم فقالوا جميعاً إحنا بنحب شرح الأستاذ طلعت والتراتيل الحلوة اللي بيحفظها لنا علشان كده بنحب نخرج من الفصل!!!.

أحبائي... أمام الله أشهد أن هذه هي خدمة طلعت توفيق التي نعرفها... تنظيف فصول مدارس الأحد واحتضان الأطفال المطرودين من فصولهم حتي أصبح -بدون قصد- هناك فصل اسمه فصل المشاغبين تتلمذ فيه أطفال أصبح أكثرهم فيما بعد خدّام في الكنيسة.

+ التجرد في حياة طلعت

مع سنه الـ 22 لم أسمع يوماً أنه أشتري أي ملابس تناسب الموضة في زمانه. بل كانت ملابسه تكاد تكون معروفه لنا من كثرة تكرارها. في جلسته لا يطلب شيئاً أكثر من أن نقرأ في الإنجيل أو في كتاب روحي أو نرنم ترتيلة، وأثناء التراتيل لا يشارك بلسانه بل يسرح بفكره في كلمات الترنيمة وأحياناً عيناه تدمع من شدة التأثر بالكلمات.
أحبائي... أقول الصدق لكم كان طلعت أصغر مني بسنوات ولكنه يملك روح أبوة حانية عجيبة جداً يشعر بها كل أصحابه وهم كثيرون، أحضان طلعت كانت دافئة بحب شديد. لم يكن كئيب الوجه بل علي العكس دائماً فرحاً مبتسماً.

+ وجاءت التجربة

في مساء يوم رأي طلعت قطة تقف علي سلم العمارة التي يسكنها فحن قلبه عليها لتأكل وإذ بها عندما قدّم لها يده بالطعام أن عضدته عضة نافذة.
أسرعت أسرته بأخذه إلي المستشفي حيث قرر الطبيب ضرورة أخذ 21 حقنة في جدار البطن خشية أن تكون القطة مصابة بمرض الصُعَرَ.
أخذ طلعت ثلاث حقن إلا انه ظهر عليه أعراض سخونة عالية لا تنخفض بالمخفضات العادية وبعمل التحاليل أتضح أنه أُصيب بالتهاب (حمي شوكية) لأن جسمه حساس إلي هذا النوع من الحقن وهي نسبة واحد علي عشرة مليون إنسان له هذه الحساسية.
دخل المستشفي الإيطالي لبدء ظهور أعراض الحمي وهي عدم الحركة في الأطراف. صاحبه في المستشفي خاله وكان لا يؤمن بوجود الله (مُلحد) قال له خاله في نبرة حزن فين ربنا إللي أنت طول حياتك عايش معاه؟ لو كان موجود مش كان شفالك؟؟!!
نطق طلعت لآخر مرّة في حياته وقال لخاله "أرجوك لا تقل هذا ربنا موجود ربنا موجود" وغاب في غيبوبة استمرت حتي الرحيل.
كانت معه أمه التي لم تدخل الكنيسة من 25 سنه وكانت تجلس عند قدميه باكية.

وفي فجر أحد الأيام وكان الوضع علي ماهو عليه دخلت راهبة جميلة المنظر لها هيبة نورانية واقتربت من طلعت واحتضنته بين ذراعيها وقالت للأم لا تخافي ابنك عندي واختفت، ذُهلت الأم مما رأته وأيقظت شقيقها وهي تقول امسك ايدي عايزه أعرف أنا صاحية ولا نايمه؟!!

في صباح يوم الخميس 12/10/1972 فاضت روح الخادم الشماس طلعت توفيق إلي الفردوس عن عُمر 22 عاماً فقط.

(منقول من كتاب نقاوة القلب - خبرات عملية من حياة قديسين معاصرين- للاستاذ عادل كامل)

قصة خادم حقيقى 162352

» لقاء مع أم الغلابة (فيديو حقيقى)
» خادم هارب
» لحظة من فظلك يا خادم ....!
» مشكلات تواجه خادم التربية الكنسية