الـملكة ام النور منتدى الـملـكة ام النور يضم ترانيم ,افلام ,قداسات,صور دينية ,مواضيع روحية ,عظات ,تاملات قداسة البابا,الحان,اكلات صيامي,مسرحيات للاطفال |
المواضيع الأخيرة | » قطمارس الصوم الكبير - محاور الربط فى القراءات اليوميةالسبت مارس 19, 2016 6:55 pm من طرف romany.w.nasralla» ”اللي خلف مامتش“ - رؤية مسيحيهالأحد فبراير 28, 2016 6:21 am من طرف romany.w.nasralla» ما وصف بالأعظم جمالا أو بالأبدع حسنا أو بالأكثر حلاوة فى آيات العهد القديم؟!الأحد يونيو 28, 2015 11:26 pm من طرف romany.w.nasralla» 4 – من أجمل كلمات عريس النشيد: "مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ،...السبت يونيو 20, 2015 4:22 am من طرف romany.w.nasralla» مواطن القبح الحسي الجسدى، والجمال الكتابي الروحي في تشبيهات اعضاء جسم عروس النشيد الجمعة يونيو 12, 2015 11:40 pm من طرف romany.w.nasralla» طريقة عمل العيش الفينو بالصور والشرحالسبت مارس 28, 2015 1:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحان ترتيب اسبوع الالام كاملة للمرتل بولس ملاكالجمعة مارس 27, 2015 2:17 pm من طرف MELAD YOUSEF» انا :سامحنى ياربالخميس مارس 26, 2015 10:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الله ساهر هذه الليلة انه لا ينعس ولا ينامالخميس مارس 26, 2015 10:33 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحصان قد يطيرالخميس مارس 26, 2015 10:04 pm من طرف MELAD YOUSEF» تأمل لا أُهملك ولا أتركك. تشددْ وتشجعالخميس مارس 26, 2015 9:51 pm من طرف MELAD YOUSEF» طبيب لـ ريهام سعيد غوري في داهيةالخميس مارس 26, 2015 7:02 pm من طرف MELAD YOUSEF» "يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ." (أم23: 25) الأحد مارس 22, 2015 5:31 pm من طرف romany.w.nasralla» تشبيهات الروح القدس فى الكتاب المقدس الجمعة نوفمبر 21, 2014 5:08 am من طرف romany.w.nasralla» الان حصريا سلسلة الكتاب العظيم(قصص من الكتاب المقدسالأحد سبتمبر 21, 2014 2:53 pm من طرف marie13 |
اتـصـل بـنـا |
اتـصـل بـنـا
Webmaster
مـيـلاد يـوسـف
Email
Ebn.el3adra22@yahoo.com
|
التبادل الاعلاني | ">
|
|
| الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الأربعاء يوليو 18, 2012 7:27 pm | |
| [center] الرياء والنفاق فى الكتاب المقدسالفصل الثالث (ج1)ثانيا – والرياء والنفاق قرينا الفجور, فالفاجر(licentious = dissolute = wanton = obscene ), لغويا هو: الزَائِغُ عَنِ الْحَقِّ، الفَاسِقُ، المُنْقَادُ للمَعَاصِي, لذلك اعلن الله انه يقف بالمرصاد ليكشف فجر المنافقين فهو لا يقبل خبثهم ومؤامراتهم ولؤمهم وخداعهم وافسادهم فى الارض والابرياء, لان كشفهم هو استمراريه لاعلان الله عن ذاته وكشف دائم لعمل روحه القدوس وسط شعبه:1 - فببساطة تعبير الكتاب ان المرائى غشاش خبيث ينافق نفسه و يحتال على الناس هذا واضح, ولكنه يخاتل ويحتال ويجرب الله ايضا بلؤم اعتقاده ان الله لن يكشف غشه وتوهم ضميره الفاسد انه لن يعاقبه هنا فى الدنيا-وربما يغفر له بعد موته-ايضا, لذلك فلا تمضى خطية المنافق وفى حياته بلا عقاب حتى وان تاب بعدها, والعقاب والمغفرة حسب رحمة الله وعدله حتى لاينتشر الفساد والافساد فى الارض؛ أ- لذلك كان هناك عقاب سريع حتى على الحيه– رمز الشيطان-والتى:؛ " كانت احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة.... فقالت الحية للمراة لن تموتا. ... بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. .... فقالت المراة الحية غرتني ( أَغوَتْني - خَدَعَتْنِي - beguiled me = سحرتنى او غشتنى او ضللتنى ), فاكلت. فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك. واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه"؛ (تك3 :1- 16)؛ب - ولذلك عوقب يعقوب ايضا, على خداعه وكذبه ونفاقه لابيه اسحق لينال البركة والرئاسه بدلا من اخية عيسو (تك27), وبنفس العقوبه من خالة لابان الذى خدعه بتزويجه من ليئه بدلا من رفقة (تك29), وخدع يعقوب خاله وخاله نافقه عند هروبه وزوجاته وتكررت كلمة الخداع كثيرا (تك29– 31), لذلك قبل أن يبارك يعقوب من الله عوقب بخلع حق فخدة فصار يخمع عليه (تك32: 24– 32), وأذل شكيم ابن حمور رئيس الأرض، دينة ابنتة، ومع انه أراد أن يتزوج بها ويصالح أهل يعقوب، احتال بنو يعقوب وأخذوا المدينة وكل ما فيها وقتلو حمور وشكيم. فنقم عليهم لذلك أهل المدينه (تك34)، ودنس راؤبين بكره فراشه (تك49: 4), ولايثاره ليوسف تامر عليه ابناؤة الاخرين وباعوا يوسف عبدا وأبى أن يتعزى (تك 37), الى اخر نزوله الى مصر ومات عن حياة قليلة وردية كما وصفها بنفسه (تك47: 9)؛ج- وكذلك عاقب كل الذين اخرجهم من ارض مصر بيد قويه لنفاقهم وتجربتهم للرب, واوضح الوحى الالهى بان العقاب حل عليهم كجزاء مستحق لفجورهم:؛ " قل لهم حي انا يقول الرب لافعلن بكم كما تكلمتم في اذني....فجثثكم انتم تسقط في هذا القفر, وبنوكم يكونون رعاة في القفر اربعين سنة ويحملون فجوركم (زِناكم–خيانَتِكُم), حتى تفنى جثثكم في القفر. كعدد الايام التي تجسستم فيها الارض اربعين يوما للسنة يوم تحملون ذنوبكم اربعين سنة فتعرفون ابتعادي. انا الرب قد تكلمت لافعلن هذا بكل هذه الجماعة الشريرة المتفقة علي في هذا القفر يفنون وفيه يموتون....."؛ (عد14: 28–35),د- وفى هذا قال سليمان الحكيم: الله كان يعلم خبث الاشرار وأنهم سيرفضوا الإنذار والتأديب، ولكنه مع كل قوته وقدرته فهو يشفق على الجميع طالباً توبتهم, ولعدله يعطي كل واحد فرصته, لكن المنافقين المتشامخين الذين لا يقبلون مشورة ولا نصحاً فهؤلاء يعاقبهم, وعقابهم هنا يكون بنفس نوعية خطاياهم وبقدر مادنسوا اسم الله القدوس وماسببوه من أذى ومرار وقسوة لابناء الله الابرار.؛ " ان في كل شيء روحك الذي لا فساد فيه. فبه توبخ الخطاة شيئا فشيئا وفيما يخطاون به تذكرهم وتنذرهم لكي يقلعوا عن الشر ويؤمنوا بك ايها الرب.؛ فانك ابغضت الذين كانوا قديما سكان ارضك المقدسة.... لاجل اعمالهم الممقوتة...؛لا لانك عجزت عن اخضاع المنافقين (الكافِرينَ), للصديقين بالقتال او تدميرهم مرة بالوحوش الضارية او بامر جازم من عندك...؛لكن بعقابهم شيئا فشيئا منحتهم مهلة للتوبة وان لم يخف عليك ان جيلهم شرير وان خبثهم غريزي وافكارهم لا تتغير الى الابد.؛ لانهم كانوا ذرية ملعونة ( بِذْرَةً ملعونَةً ), منذ البدء ولم يكن عفوك عن خطاياهم خوفا من احد؛ فانه من يقول ماذا صنعت او يعترض قضاءك ومن يشكوك بهلاك الامم التي خلقتها او يقف بين يديك مخاصما عن اناس مجرمين؛واذ انت عادل تدبر الجميع بالعدل وتحسب القضاء على من لا يستوجب العقاب منافيا لقدرتك.؛لان قوتك هي مبدا عدلك وبما انك رب الجميع فانت تشفق على الجميع...؛ لاجل ذلك فالمنافقون الذين عاشوا بالسفه ( عاشوا في الغَباوةِ عيشةَ ظُلْم - او عيشَةَ الفُجورِ ), عذبتهم بارجاسهم عينها."؛ (حك 12)؛ ه– كما عوقب داود بسبب سقوطه فى خطية الزنا مع بَثْشَبَعَ والمؤامرة الدنيئة التى حاكها لقتل زوجها ومعه نفوسا بريئة للموت بأيدى الأعداء لإخفاء حقيقة إبن الخطيئه (2صم 11), وكان عقابه "بنفس الأرجاس عينها" (حك12: 23), بان صنع ابنه آمنون مؤامره تمارض ليقهر ابنته ثامار-اخت ابشالوم- وينال منها ويذلها والتى كانت سببا لانتقام ابشالوم وتآمره وقتل اخيه امنون:؛"لأَنَّ ذلِكَ قَدْ وُضِعَ عِنْدَ أَبْشَالُومَ مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ." (2صم 13)؛وحتى بعد توبة داود (مز51), ونقل خطيته (2صم 12: 13), وموت طفل الخطيئه (2صم12: 23), كان هناك حكم قد صدر من الرب ضده: "والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد لأنك احتقرتنى.. هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك" (2صم11:10– 12), وكان على داود أن يشرب من ذات الكأس التى ملأها بيده، بخيانته لأوريا الحثى وقتله ومن معه من الابرياء، وها هو يذوق مرارة خيانة أبنه له, إذ سلب منه الملك ودنس سرارىه فى وضح النهار وامام جميع الشعب حسب المشورة الاولى التى اشار بها اخيتوفل الخائن-جد بتشبع نفسها-الذى انضم مناصرا لابشالوم ضد داود (2صم 16)، وذاق العقاب القاسى فى هروبه من وجه الجميع, وكاد يفقد مملكته وحياته لولا ان الرب ابطل مشورة اخيتوفل الثانية (2صم17: 14)؛ وهاهو مفيبوشث وغيره من الذين أحسن إليهم يسيئون إليه أكثر مما أساء إليه الأعداء! بل إن شمعى بن جيرا المنافق تجرأ ورشقه ورجاله بالحجارة وسبه وإفترى عليه واصفا إياه برجل الدماء اللئيم إبن بليعال: " اخرج اخرج يا رجل الدماء ورجل بليعال؛ لقد رد الرب عليك كل دماء بيت شاول الذى ملكت عوضا عنه؛ وقد دفع الرب المملكة ليد أبنك؛ وها أنت واقع بشرك لأنك رجل دماء "؛(2صم16: 7، ؛ أما داود فقد أعتير هذه الأهانة تذكرة له وتأديبا من قبل الرب بسبب خطيته، ومنع رجاله من قتله إذ قال:" دعوه يسب، لأن الرب قال له: سب داود. ومن يقول: لماذا تفعل هكذا؟ "( 2صم16: 10)؛ فسَفْك الدم البريء جريمةٌ بشعة منذ بدء الخليقة وتدنس الارض ( (تك 4: 10-12, 9: 6, مز9: 12...), وعلى كل المنافقين قتلة الابرياء ان يدركوا ان الرب هو المطالب بدمائهم (تك9: 5), وهاهى ايضا نفوسهم تصرخ من تحت المذبح تطالب الله العلي بالقصاص منهم: "حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟"(رؤ6: 9, 10)؛ولهذا نصت الشريعة على عقاب القاتل المتعمد بالعقاب بنفس الجرم بلا فدية مادية او عينية او عرفيه: "وَلاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ الْقَاتِلِ الْمُذْنِبِ لِلْمَوْتِ، بَلْ إِنَّهُ يُقْتَلُ"(عد35: 31)؛ وقد يقبل الله توبة القاتل بكفارة دم المسيح (عد35: 33, 34), لكن فى كل الاحوال وحتى إن أخفي أو إختفى المنافقون القتلة او ابرئت ساحتهم, وذهبت دماء الابرياء هدرا بلا عقاب لهم وفقا لقوانين رياء وظلم البشر الوضعية, وفتاوى النفاق والقهر والارهاب وتقية الكذب والتضليل واتقاء المفترين والجائرين, واعراف التكبر والاستحياء, فالله لهؤلاء جميعا فى حياتهم بالمرصاد, بل وعندما يأتي الرب ليُجازي كل واحد, فإن الأرض التى تدنست بدماء الشهداء وقتلاها الأبرياء، ستكشف عنهم ومصيرهم هناك:؛" حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ"(مر9: 46):؛"لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليُعاقِب إثم سكان الأرض فيهم، فتكشف الأرض دماءها ولا تُغطِّي قتلاها في ما بعد" (إش 26: 21)؛ولهذا وحتى بعد توبة داود ورضاء الرب عنه, لم يقبل الرب ان يبنى له داود بيتا لانه سفك دما كثيرا, وكقوله:؛" فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي.!"؛ (1أخ22: ؛و – وأخيتوفل هذا معنى اسمه فى العبرية: (أخو الجهل او اخو الغباء وعدم الحكمة), وعلى النقيض من اسمه, فقد كان مشهوراً بالحكمة! والدهاء! (2صم16: 23), وكان أحد مشيري داود المقربين (2صم15: 12) وأبا لأحد أبطال داود (2 صم23: 34), ولكنه ناصب داود العداء وسقط من عينيه فاعتزل وتركه الى قريته, ولكنه رجع بعدها ليصبح من أكبر مشيري أبشالوم وأعوانه في أثناء عصيانه على أبيه نكاية فى داود, وفى المزمور41 النبوى وضع الروح القدس هذه الكلمات التى تنبا فيها المرنم عن يهوذا الاسخريوطى الخائن للمسيح الرب فى وصفه الرمزى لخيانه أخيتوفل المنافق الغادر, والذى أنعم عليه داود بالحب والصداقة مع نعم وعطايا ولكنه تآمر عليه لأذيته وخان خبزه!:؛"يدخلونَ لِيَرَوني فيكذِبونَ عليَ؛ وفي قُلوبِهِم يَتجمَّعُ الإثْمُ؛ وحينَ يخرُجونَ يُدَبِّرونَ المكايِدَ.؛ يُبغِضُونَني ويتَهامَسونَ عليَ؛ وجميعُهُم يَظنُّونَ السُّوءَ بي.؛ حتى صديقي الذي وَثِقْتُ بهِ وأكلَ خبزي اَنْقَلَبَ عليَّ.؛ وأنتَ يا ربُّ تَحنَّنْ عليَ، وأقِمْني مُعافًى لأجازِيَهُم؛ فأعرِفَ أَنَّكَ ترضَى عَنِّي، وأنَّ عَدُوّي لا يُرَوِّعُني،"؛(مز41: 6-11)؛وقد كان ان أشار أخيتوفل بعد نجاح مشورته الاولى والقميئة على أبشالوم وفرار داود مع نفر قليل من رجاله, أن يسرع فى مطاردة ابيه ومن معه قبل ان بعبروا الاردن فيقضى على ابيه وحده وينتهى امره، ويصف لنا الكتاب حال داود انذاك:؛ " وصعِدَ داوُدُ جبَلَ الزَّيتونِ باكيًا، ووجهُهُ مُغطُى وهوَ يمشي حافيًا؛وجميعُ الذينَ معَهُ غَطوا رؤُوسَهُم وصعِدوا وهُم يَبكونَ؛وقيلَ لداوُدَ: «أخيتوفَلُ مِنَ الثَّائرينَ معَ أبشالومَ»؛ فأجابَ: حوِّلْ يا ربُّ مشورات أخيتوفلَ إلى حماقةٍ (حمق يا رب مشورة أخيتوفل) "؛(2صم15: 30, 31؛ قابل مز35, 71 ...)؛وكان التدخل الالهى بان اتبع أبشالوم مشورة حوشاي الذي انضم لابشالوم صوريا وهو مؤيد لداود, واستغل مخاوف أبشالوم وكبريائه وشكوكه من جهة أخيتوفل الخبيث, -فهو الاقرب نسبا الى سليمان!- فأجل السعى وراء ابيه لقتله وحده كما أشار عليه اخيتوفل (2صم1:17- 3), ولما رأى أخيتوفل أن فرصة أبشالوم الوحيدة فى القضاء على غريمه داود قد أفلتت منه، غضب ورفض ان يستمر مع أبشالوم, ومضى إلى قريته وبيته حزينا يملأه الغيظ, وهناك إنتحر بان خنق نفسه ومات غير مندوب عليه ودفن في قبر أبيه (2صم17: 23), وبهذا صار أخيتوفل عبر التاريخ رمزا لكل الخونه المنافقين الحكماء فى عينى انفسهم, الذين يبيعون ضمائرهم وعلمهم ومواهب وعطايا الله سعيا وراء حقدهم الاعمى على الاخرين وتعظمهم على الله ومشيئته وتناسيهم لعدله ورحمته, وهكذا يكون قضاء الله العادل ان يحول حكمتهم الى جهل وغباوة وحمق (إش44: 25), وعقابهم هو الموت بيدهم لا بيد غيرهم, وهكذا كان مصير يهوذا الاسخريوطى خائن سيده, او كما نسميه اخيتوفل العهد الجديد ايضا (مز41: 9؛ يو13: 18)., وهكذا سيكون مصير كل اخيتوفل خائن ومنافق فى كل زمان, ولذلك نقول فى اوشية الاجتماعات – القداس الباسيلى:؛ ["الشيطان وكل قواته الشريرة اسحقهم وأذلهم تحت أقدامنا بسرعة, الشكوك وفاعلوها أبطلهم, ولينقضي إفتراق فساد البدع, أعداء كنيستك المقدسة يا رب مثل كل زمان والآن: أذلهم, حل تعاظمهم, عرفهم ضعفهم سريعًا, أبطل حسدهم وسعايتهم وجنونهم وشرهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا يا رب, إجعلهم كلهم كلا شيء, وبدد مشورتهم يا الله الذي بدد مشورة أخيتوفل"]؛ز- أما أبشالوم (ومعنى إسمه: أبو سلام!), الابن العاق قاتل اخيه والمتكبر والخبيث والمتآمر على الله ومسيحه الذى لم يعرف للسلام طريقا طوال حياته, فكانت نهايته ايضا أسؤا من نهاية أخيتوفل مستشاره اللئيم, فبعد ان سامحه اباه على تدبيره مؤامرة قتل اخيه آمنون وهروبه لسنين, عاد أبشالوم الى اورشليم ليهىء الطريق لنفسه كى يغتصب الملك من والده خلال جماله الجسدى ومظاهر العظمة والابهة والمجد الباطل التى احاط نفسه بها وضروب النفاق والدهاء والتملق الذى ابداه للرؤساء والبسطاء - ولا سيما المتقاضين ولكلا طرفى الدعوى بانه لكل منها الحق والملك لن ينصفه!، وكان ان نجحت خطته " واسترق أبشالوم قلوب رجال إسرائيل" (2صم15: 6) واعلن العصيان فى حبرون, الى ان مسح ملكا فى اورشليم فور هروب داود عبر الاردن، وكان ان جمع ابشالوم جيشا ضخما لمحاربة داود ورجاله الذين تجمعوا وتحصنوا فى محنايم شمال شرق نهر الاردن، وكان هدف ابشالوم قتل ابيه بالذات، إذ تحرك أبشالوم للقتال اضطر داود أن يطلب من رجاله أن يتحركوا خارج محنايم، بينما اجبره رجاله على عدم الخروج معهم للقتال (2 صم 21: 17)، وتم اللقاء فى وعر أفرايم شرقى الأردن، انهزم جيش الابن العاق أبشالوم الضخم أمام عبيد داود القليلين، وتشتت جيشه فى الوعر والاحراش المحيطة, فتبعهم رجال داود وقتلوا منهم الالاف، وهلك بسبب وحوش الوعر وبين الأشجار الكثيفة المتشابكة الأغصان أكثر من الذين قتلهم السيف، وفيها كانت نهاية ابشالوم المتعجرف الذى ركب بغلا، مجتازا الوعر وبسبب طول شعره وغزارته تشابك شعره بأغصان بطمة عظيمة، وإذ سار البغل تعلقت رأسه وبقى معلقا بين السماء والأرض. فقام يوآب رئيس جيش داود عندما أخبر بذلك فنشب ثلاث سهام فى قلب أبشالوم وهو بعد حى معلقا فى قلب البطمة، وأحاط به غلمان حاملوا سلاح يوآب وضربوا أبشالوم ايضا حتى مات, وطرحوا جثة أبشالوم فى أقرب جب فاقدا كرامته حتى كانسان ميت, إذ اقاموا على قبره رجمة عظيمة جداً من الحجارة (2صم18: 17), حسب العادة المألوفة في تحقير المتمردين وكبار المجرمين (يش 7: 26، 8: 29), وحتى كان العابرين, يرمون قبره بالحجارة بسبب عقوقه كحكم الشريعة (تث 21: 20، 21), وبموت أبشالوم العاق انتهت جملة المؤمرات الخبيثة التى دبرها ضد ابيه والتى كانت خير دافع لداود للانسحاق امام الله والتوبه باحساسه واعترافه أن ما حل به هو ثمرة أخطاؤه, وليصبح بوقا لكلمة الله المحييه ونبواته عن النصرة التى لنا الان فى المسيح يسوع ضد عدو الخير(2صم18, 19), ونترم معه قائلين:؛" نُورٌ أَشْرَقَ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ... لأَنَّهُ لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ؛ الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ, لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلاً عَلَى الرَّبِّ؛ قَلْبُهُ مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ حَتَّى يَرَى بِمُضَايِقِيهِ؛ فَرَّقَ أَعْطَى الْمَسَاكِينَب, برهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ, قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِالْمَجْدِ؛الشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ. يُحَرِّقُ أَسْنَانَهُ وَيَذُوبُ. شَهْوَةُ الشِّرِّيرِ تَبِيدُ"؛(مز 112 : 4-10 قابل 2كو9 : 9),[/center] | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 2:10 am | |
| الفصل الثالث (ج2)2 – كذلك فإن أبناء هذا الدهر المنافقين المتآمرين يعتبرون الناس المنافقين الخبثاء امثالهم بحسب أموالهم ومراكزهم وسلطانهم, لكن هذه العطايا والمعطيات ولايهم ليست سببا لفساده أو علة لتغير مسلكه فهو اساسا منافق بطبعه, لان السلوك الظاهر والباطن, مصدرهما القلب ونوعيته وكما قال الرب:؛ "الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ"؛(لو6: 45؛مت12 :35)؛أ- لذلك فالانسان الروحى المتمتع بنعمة الله العاملة به وفيه (عب10: 22), لا يبالى بهذه المعطيات, وفى تقييمه للناس والامور يظهر معدنه, فهو كريم ونبيل وأمين وعادل بها او بدونها:؛ " لا يدعى اللئيم بعد كريما و لا الماكر يقال له نبيل... الكريم فبالكرائم يتآمر وهو بالكرائم يقوم"(إش32: 5, ,وعلى النقيض, فالمنافق هو منافق يهذه الآليات والآلات او بغيرها, لانه ذو قلب وباطن: لئيم ومرائى (مت15: 19), فهو أثيم ومفترى ومتآمر على الله ويستخدم حتى عطاياه للتآمر ضد المساكين (مت5: 3, لو6: 20), ليسكتوهم ويسلبوا منهم قوة الحق التى فيهم, فهدف تآمراتهم الخبيثة عبر التاريخ واضح وهو ان يقلعوا بظلمهم ملكوت السماوات من قلوب البائسين ويفرغونها بأساليب نفاقهم من محبة الله وعمل روحم القدوس فيهم (مت5: 10), لذلك قال الوحى الالهى على لسان اشعياء النبى:؛ "لأَنَّ اللَّئِيمَ يَتَكَلَّمُ بِاللُّؤْمِ، وَقَلْبُهُ يَعْمَلُ إِثْمًا لِيَصْنَعَ نِفَاقًا؛وَالْمَاكِرُ آلاَتُهُ رَدِيئَةٌ, هُوَ يَتَآمَرُ بِالْخَبَائِثِ لِيُهْلِكَ الْبَائِسِينَ بِأَقْوَالِ الْكَذِبِ, حَتَّى فِي تَكَلُّمِ الْمِسْكِينِ بِالْحَقِّ " ( إش 32: 6, 7)؛ ب - فالمؤامرات ضرب من ضروب النفاق المر والفاجر والعنيد ضد مشيئة الله: "كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (مت6: 10), وقد جاء السيد متجسدا ليهبنا نعمة التمييز وليقيم بنوره ملكوت السموات داخل قلوبنا (لو17: 21), ولن يكون لاحد ذلك الا بالمسيح القدوس مطهر القلوب من الخبائث واصناف البطل والشهوات ومحبة العالم وكما قال الوحى الالهى على لسان يطرس الرسول: "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ"(1بط1: 14-16), فالمؤمرات والخيانة تختفي في أعماق قلوبهم, يخدعون الابرياء بمظاهر المحبة في غشٍ وخداع وتملق ومغريات، ويقلبون بمؤمراتهم الحق الى باطل, ويرتكبون من خلالها كل منكر وفاحش وشر, لكن الله يفحص أعماق قلوبهم, وهو القادر على ان يبطل مشوراتهم ونفاقهم الشرير قبل اكتمال اركان مؤمراتهم, ويقلب شرور مؤمراتهم على رؤوسهم (مز10: 2), وكما قال داود أيضا: "الرَّبُّ يْبطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ ويقاوِمُ ما تَنويهِ الشُّعوبُ. مَشورتُهُ تَثبُتُ إلى الأبدِ، وأَفْكَارُ قلبِهِ إلى جيلٍ بَعدَ جيلٍ."(مز33: 10, 11),ج- ولذلك كما نعلم من الكتاب والتاريخ الانسانى انه كلما زادت مؤمراتهم وشرهم كلما هوت وبادت بأسرع مما نتخيل, فالله البار والعادل يقف لمؤامراتهم بالمرصاد, وقادر أن يقوض الى مزابل التاريخ ممالكهم نفسها كممالك غيرهم من المتغطرسين المنافقين, ولعل فى قصة إنتهاء مملكة اسرائيل الشمالية عبرة لمن بعتبر, فقد حل غضب الرب على ملوكها فعصفت بالبلاد الاضطرابات والانقلابات الدموية والاغتيالات, وضرب التخبط والانحطاط والدمار كل انشطة الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والقضائية والامنية فيها, وعانى الشعب المغلوب على امره ويلات النفاق فى كل اوجه الحياة اليومية باتنشار الفقر والسلب والنهب وانعدام الامن والامان, كما أعلن ذلك الوحى الالهى فى نبوة هوشع النبى عنهم, وعن كل الحكام الذين يحولون الاوطان الى الخراب فتاملوا فى كلماتها وعباراتها وقارنوها بما نحن فبه فلا عجب؟!!!:"هُم يَغدِرونَ بَعضُهُم بِبَعضٍ؛ فمِنهُمُ السَّارِقُ في الدَّاخلِ واللِّصُّ الذي يَسلُبُ في الخارِج؛ يقولونَ في قُلوبِهِم: «لا أتذَكَّرُ كُلَ مَساوِئِهِم»، وها أعمالُهُم تُحيطُ بِهِم وصارَت أمامَ وجهي؛ يُسَرُّ المَلِكُ بِسوئِهِم، والرُّؤَساءُ بِغَدْرِهِم. كُلُّهُم يَتَّقِدونَ بُغضًا كالتَّنُّور.؛قُلوبُهُم تَتَّقِدُ بِالكَيدِ كالتَّنُّورِ، وغضَبُهُم يَخمُدُ اللَّيلَ كُلَّهُ ويتَأجج في الصَّباحِ كنارٍ مُلتَهِبةٍ.؛ كُلُّهُم حامونَ كالتَّنُّورِ ويأكُلونَ قُضاتَهُم. مُلوكُهُم جميعًا يَسقُطونَ ولا أحدَ فيهِم يدعو إليَ.؛ يأكُلُ الأجنبيُّ قُوتَهُم ولا يَعلَمونَ. يُصابونَ بِالشَّيبِ ولا يعرفونَ.؛ في كِبرياءِهم فَناؤُهُم, لا يَرجعونَ إلى الرّبِّ إلهِهِم ولا يَطلُبونَهُ؛ صارَ بيتُ أفرايمَ كحمامَةٍ طائِشةٍ لا لُبَ لهُم, يومًا يَستَنجدونَ بِمِصْرَ ويومًا يَتَّجهونَ صَوبَ أشُّورَ؛ أينَما اَتَّجهوا أَبسِطُ شرَكي علَيْهِم وأصطادُهُم كطيورِ السَّماءِ. هكذا أُؤَدِّبُهُم على شَرِّ أعمالِهِم.؛ ويلٌ لهُم لأنَّهُم شرَدوا عنِّي. سحْقًا لهُم لأنَّهُم تَعالَوْا عليَ. أفْتَديهِم فيَتكلَّمونَ عليَ بِالكَذِبِ.؛ لا يَصرُخونَ إليَ مِنْ قُلوبِهِم، بل في مَضاجعِهِم يُوَلوِلونَ.؛ لأجلِ القمحِ والخمرِ يَجورونَ عليَ ويثورونَ,؛ سيَسقُطُ رُؤساؤُهُم بِالسَّيفِ، فألسِنَتُهُم تَنطِقُ بِالأكاذيبِ, يَصيرونَ هُزأةً في أرضِ مِصْرَ."؛ (هو7)؛د-فقد كان وبعد سنوات من الازدهار النسبى فى عهدُ يربعام الثاني، توالت الثورات الفردية والجماعية والفئوية الانقلابات والخيانات الدموية, فلم يملك زكريا إبن يربعام بعده سوى لمدة 6 شهور ثم قتله شلوم بن يابيش الذي ملك بدوره شهر واحد, ثم ثار منحيم بن جادي على شلوم هذا وقتله, وإمتلك مكانه بالحديد والنار 10سنوات, ومات وخلفه إبنه فقحيا بن منحيم لمدة سنتين فقط, والذى ثار عليه واطاح به وقتله فقح بن رمليا. وسريعا ماغدر بفقح هذا هوشع وقتله ايضا, وكان هوشع الاخير كملك للملكة الشماليه فقد حاصرت أشور السامرة ثلاث سنين ملكه إلى أن سقطت ودمرت سنة-722ق.م-واقتيد الشعب الى السبى!.؛ ه- فالثورة كمصطلح سياسي هي الانتفاض ضد الحكم الظالم او الخروج عن الوضع الراهن لتحقيق طموحات الامة بتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات غير الاعتيادية لصالح المواطنين, ولكن يقول الكتاب المقدس:" البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية " (أم 14 : 34)"Righteousness exalteth a nation: but sin is a reproach to any people"فالبر هنا يعنى العدل والحق والقداسة والجمال بمفهومه الواسع؛ لكن ما يعنيه سليمان الملك الحكيم هنا ان ما يُنَكِّس رؤوس الامم ويغرسها فى الوحل, ويسبب لها العار بين الشعوب بالاكثر ليس سببه بالتأكيد الفقر مجردا, فلا الظروف الاقتصادية ولا الاجتماعية ولا الامكانيات المادية هى المانع لرفعة شان الامم, لكن الخطية هي التي تجلب العار الحقيقى للبلدان, بالابتعاد عن الله وعدم معرفته المعرفة الحقة, اى معرفة مطلق عدله (أو بره) الالهى الغير منفصل عن رحمته الغير محدودة, والتى تظهر فى كلمته الالهيه بانه ليس بارأ وعادلا ورحيما لاتقيائه فقط بل هو ايضا: المُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ"(لو6: 35), فكلمة الخطية هنا هى: كل ما هو مضاد لعدم العدالة بكل مفاهيمها الانسانية ريما قبل مفاهيمها الاهوتية وكلاهما صحيح ايضا, وكلمة "البر" باتصالها هنا بالامم والشعوب, لها المعنًى القانوني الذى يحكم علاقات الانسان بالاخر الواضحه فى ايات الكتاب المقدس، فهى تشير إلى القانون والقضاء والحكم الذي يجب ان يتم بالعدل او البر، ويفرض باحكامه العادلة او البارة احترام القانون والاعراف والقيم الانسانية والاخلاقيه وحدود الحريات العامة والخاصة؛ وبالتالى فمفهومها الأدبي المطلق أوسع من هذا: فالبر (أو العدالة) هنا هو الوسيلة التى تكفل لكل واحد حقه فى الحرية والكرامة الانسانية التى جبله الله عليها, وحتى وان لم يقرّهما عرف أو قانون ما!, يوضح ذلك أقوأل سليمان ان كنوز الظلم وغنى الغادرين وغش قساة القلوب محتكري القوت والمجرمين ومعوجى القضاء ومثيرى الفتن والمخاصمات والمنافقين هى الضد للبر الذى يكتب عنه كملك: (أم10: 2, 11: 4, 11: 18, 11: 26, 16: 12, 17: 15 , 26):؛""مَكْرَهَةُ الْمُلُوكِ فِعْلُ الشَّرِّ، لأَنَّ الْكُرْسِيَّ يُثَبَّتُ بِالْبِرِّ(العدل فى الاحكام بين الناس), ومرضاة الملوك شفتا حق والمتكلم بالمستقيمات يحب."(أم16: 12, 13)؛It is an abomination to kings to commit wickedness: for the throne is established by righteousness.Righteous lips are the delight of kings; and they love him that speaketh right.ومن هنا فيلزم ان يكون القانون الطبيعي لاى أمة، مؤديا إلى المساواة فى الحقوق والواجبات والتي تتحقق من خلال التبادل أو التوزيع او مايسمى بالعدالة الاجتماعية والانسانيه بعيدا عن اى اطر للتمييز او التفرقة العرقية او الجنسية او السياسية او الدينيه وغيرها بالالتزام بالعدل او البر في النهاية, وهذا ماعناه السيد المسيح رب الناموس ومكمله فى قوله للكتبه والفريسيين:" وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ (تُهمِلونَ أهمَّ ما في الشَّريعةِ): الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ, كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ"(مت23: 23), إذ نرى ان سيب هذا الويل ان الحق او البر او الحكم قد فسد بسبب هؤلاء المراؤن فانعدمت الرحمة للشعب وضاع الايمان فى الامة: فجوهر الناموس الالهى من البداية يقول لتا العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات بين البشر حكاما ومحكومين اغنياء وفقراء واهل وغرباء هو مايؤدى الى الرحمة وعلو شان الامم بالامتناع عن نواهى الناموس ووصاياه الحاكمة علاقات الانسان بالاخر, لان الحكم لله والعدل والرحمة اساس الحياة ورفعة الشعوب, فاذا كان الله يوصى بالرحمة لحمار وثور حتى الاعداء فكم بالحرى يجب ان يكون العدل والرحمة بين الانسان اى إنسان وأى انسان آخر, حتى الغريب والمتغرب.؟!؛"لا تقبل خبرا كاذبا ولا تضع يدك مع المنافق لِشَهادَةِ زُور؛لا تتبَعِ الكثرَةَ إلى السُّوءِ، ولا تُسَايِرْها في الدَّعاوي خلافًا لِلحَقِّ؛ولا تهدُرْ حَقَ المِسكينِ في دعواهُ, اذا صادفت ثور عدوك او حماره شاردا ترده اليه.وإذا رأيتَ حمارَ مَنْ يُبغِضُكَ رازِحًا تحتَ حِمْلِهِ، فلا تمتَنِعْ عَن مُساعَدَتِهِ ورَفْعِ الحِمْلِ معَهُ.؛لا تسكُتْ عَن إنصافِ المِسكينِ في دعواهُ.؛اَبتَعِدْ عنِ الحُكْمِ في الدَّعاوي الكاذِبَةِ، ولا تحكُمْ بِالموتِ على البَريءِ والصِّدِّيقِ، ولا تُصدِّقِ الشِّرِّيرَ.؛ لا تأخذْ رَشوَةً، فالرَّشوَةُ تُعمي أبصارَ القُضاةِ وتُكَذِّبُ أقوالَ الصَّادِقينَ.؛لا تُضايِقِ الغريبَ. فأنتُم تعرِفونَ حقيقةَ ما يشعُرُ بِه الغريبُ،..."؛(خر23: 1-9)؛وفى سفر التثنيه يقول موسى مؤكدا على العدل بين المواطنين والمستوطنين والنزلاء لحين فى الوطن الواحد:؛" وقلتُ لِقُضاتِكُم في ذلِكَ الوقتِ: «إِسمعوا دعاوي بني قومِكُم والنَّازلينَ بَينَكُم, واحكُموا بالعَدلِ بَينَهُم؛لا تُحابوا أحدًا في أحكامِكُم، واَسْمَعوا للصَّغيرِ سَماعَكُم للكبيرِ، ولا تجوروا على أحدٍ لأنَّ الحُكْمَ للهِ.؛"؛ (تث 1: 16)؛. وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي أَرْضِكُمْ فَلاَ تَظْلِمُوه؛ كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ، وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ،.... أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ."(لا 19 : 17 , 18)؛ وهنا يتضح لنا أن القريب كالغريب (تث 10: 18)، يحتم الله فى شريعة محبته الالهية ان نحبه كانفسنا دون اى تفرقة او تلوين او نفاق لا فى المعاملة او الاقوال او الاحكام, وقد اجاب يسوع عن سؤال وجه اليه مباشرة من ناموسي ( لو 10 : 25 – 37 ), حول من هو قريبى وقريبك؟!, المقصود فى مثل هذه الايات (مت 19 : 19 , 22 : 39 , مر 12 : 31 , 33 , لو 10 : 27 , 29 قابل رو 13 : 9 , غل 5 : 14 , يع 2 : 8 ), بمثل السامرى الصالح بان القريب " هو الذى يصنع الرحمة معى ومعك ومع جميع الناس "( لو 10 : 37 ), نعم فالحكم لله ولكن بالعدل والمساواة فى الاحكام والحقوق والواجبات دون محاباة وإلا فلا عدالة ولا حياة!؛ "أقيمُوا لكُم قُضاةً وحُكَّامًا في جميعِ مُدُنِكُم التي يُعطيكُم الرّبُّ إلهُكُم، وبِحسَبِ أسباطِكُم يقضُونَ فيما بَينَ الشَّعبِ قضاءً عادلاً.؛ لا تَجوروا في الحُكْمِ، ولا تُحابوا أحدًا، ولا تأخذوا رَشوَةً لأنَّ الرَّشوَةَ تُعمي أبصارَ الحُكَماءِ وتُحَرِّفُ أقوالَ الصَّادِقينَ.؛علَيكُم بِالعَدلِ فاَتْبَعوهُ لِتَحيَوا(=العدل العدل تتبع لكي تحيا)..."(تث16: 18)؛ولهذا كانت الشريعة تؤكد بشدة على عدم تحريف القضاء او الجور او المحاباة فيه ولمن يجلسون للحكم والقضاء بين الناس, اوجبت الشريعة الحكم بالعدل بغير ظلم، ودون محاباة او مجاملة ولا افتراء او ظلم....؛: "لا ترتكبوا جورا في القضاء لا تاخذوا بوجه مسكين ولا تحترم وجه كبير بالعدل تحكم لقريبك."(لا 19: 15)؛لا تحرف القضاء ولا تنظر الى الوجوه ولا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي اعين الحكماء وتعوج كلام الصديقين.(تث 16: 19)؛"مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة الرب"(أم17: 15)؛ولهذا طلب داود من الرب لنفسه ولخليفته ان يقيم البر او العدل لامته فى ايام حكمهما:؛ اللهم اعط احكامك للملك وبرك لابن الملك؛ يدين شعبك بالعدل ومساكينك بالحق؛ تحمل الجبال سلاما للشعب والاكام بالبر؛ يقضي لمساكين الشعب يخلص بني البائسين ويسحق الظالم.؛يشرق في ايامه الصديق وكثرة السلام الى ان يضمحل القمر"؛(مز71: 1- 4, 7)؛و - ولهذا كانت كلمات الانبياء لامتهم ان سبب انحدارها انذاك وتتالى الثورات على حكامها هو عدم العدل فخاطبوهم قائلين:"يا ايها الذين يحولون الحق افسنتينا ويلقون البر الى الارض.(عا5: 6, 7)؛"انتظر حقا فاذا سفك دم وعدلا فاذا صراخ؛...الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصديقين فينزعونه منهم."(إش5: 7 , 23)؛ | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 2:11 am | |
| الفصل الثالث (ج3)ومن هنا كانت ايضا نصيحة هوشع النبى لحكام مملكة اسرائيل التى استشرى فيها الظلم وتتالت فيها الثورات والانقلابات الدموية, مكررا كالانبياء سابقيه طلب العدالة الاجتماعية للشعب الذى كان يعانى من الثورات والظلم وشظف العيش الكريم وعدم المساواة فى نبوته عن مجئ الرب الفادى معلم البر والعدل والرحمة بنفسه لكل انسان اى الحب ليشمل كل إنسان فيقول هوشع:؛ "ازرعوا لانفسكم بالبر احصدوا بحسب الصلاح احرثوا لانفسكم حرثا فانه وقت لطلب الرب حتى ياتي ويعلمكم البر. قد حرثتم النفاق حصدتم الاثم اكلتم ثمر الكذب لانك وثقت بطريقك بكثرة ابطالك. يقوم ضجيج في شعوبك وتخرب جميع حصونك"(هو10: 12- 14)؛ز- ومن كلمات عاموس هوشع النبيان المعاصران لهذه الفتره من نهاية مملكة اسرائيل الشماليه, نفهم ان الثورات على الحكم هى طلبا للحرية بمفهومها الانسانى الواضح فى مراسيم حقوق الانسان؛ املا فى العدالة الاجتماعية ولقمة العيش الشريفة, لكن فى ظل الاحكام والشرائع والفتاوى والاعراف التى تتنافى مع العدالة والبر الذى جبل الله الانسان وكرمه بهما وعلى صورته ومثاله, لن تؤدى الى الافضل غالبا, بل الى ماهو اسوأ فى معظم الاحيان, والى إنحدار اشد ومزيد من التردى وفى مختلف اوجه حياة وكرامة وسبل معيشة الانسان وامنه وسلامته, ففى مثل هذه البلاد الذى ضرب النفاق فى كل فئاتها يتحول المنافقين الذين يركبون موجة هذه الثورات إلى أصحاب كلام بلا عمل، إذ لا يستطيعون تغيير اسس الفساد لانهم لا يستطيعون تغيير احكام الافساد نفسها بل يجدون فيها انفسهم, ولذلك تسيل دماء وتتغير وشكال ومكونات نظم الحكم ووجوه الحكام وخلفياتهم السياسية والقومية والدينية, ولكن كلها انظمة للنفاق تحكمها قوانين الرياء والمحاباة والاستغلال والاستحواز والتمييز ومفاهيم الضلال والتمسك باباطيل التمييز وهمجية الظلم وجاهلية الازمنة وافكار الغزاة فسرعان ماتكتشف كما يقول هوشع النبى:" "يتكلمون كلامًا بأقسام باطلة، يقطعون عهدًا، فينبت القضاء كالعلقم في أتلام الحقل"(هو 10: 4)؛ح -فاذ يذهب نظام فاسد ومنافق وياتى جديد ليحكم بدلا منه سرعان ماتكتشف انه اضعف واسوء وربما اكثر فسادا واستحوازا ورياءا لانهم يشعرون دائما بضعفهم ويظهرون فى جليطة ضجيجهم الكاذب ويؤكدون كلماتهم بأقسام باطلة لا يفون بها، ويقطعون عهودًا يكسرونها، فيصير القضاء كحقل مفلح محروث دائما ينبت مزيدا من قوانين ودساتير الرياء والنفاق والمخاتلة المخالفة لعدل الله اى مزيدا من المرار والعلقم للشعب البائس, فلا مزيد الا فى الانحدار والتدنى فى كل مجالات الحياة اى الحريات والعدل الاجتماعى ومقومات العيش الشريف والسلام الاجتماعى والاستقرار, بل وللاسف ينسبون ذلك لشرائع الله المنزه عن الظلم والتمييز -وفقا لمعتقدات المنافقين من كل امة ومكان وزمان وعصر الذين يحولون الحق افسنتينا ويلقون الله بجلاله وبكل استخفاف ولؤم الى الارض, فالله هو العدل والرحمة تشريعا واحكاما وقضاءا.! ولا حياة حقيقيه بدون الله, ولهذا قال موسى بداية لكل من يعرف اسم الله: "العدل العدل تتبع (=تشرع وتحكم وتقضى), لكي تحيا الأمة والشعب" (تث16: 18), ولهذا لن تتوقف ثورات الجياع والعطاشى الى البر (العدل), ولهذا يقول المرنم:؛"ولاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ (المنافقين), عَلَى نَصِيبِ (=لِئلاَ يَسلِبوا), الصِّدِّيقِينَ؛ لِكَيْلاَ يَمُدَّ الصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ, أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى الصَّالِحِينَ وَإِلَى الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ؛ أَمَّا الْمنافقين (المائِلونَ عن الحق), إِلَى طُرُق مُعْوَجَّةٍ فَيُذْهِبُهُمُ الرَّبُّ مَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ (فيُهلِكُهُمُ), سَلاَمٌ عَلَى شعب الله."؛(مز125)؛ط- وهكذا سيكون دائما -ولنا هذا الايمان- ان الله المنتقم العادل القدوس فاحص اعماق القلوب، لن يقبل الغشٍ والخداع والتامر والثورات وسيلان الدماء, ربما يتمهل قليلا على هؤلاء المنافقين الاشرار ليرجعوا عن غيهم, ولكنه لن يسكت عليه طويلا إذا تمادوا, فيرميهم بسهم غضبه وهم فى قمة قوتهم وتعظمهم, فبغتة يختفون إذ يقلب الرب مؤمراتهم كلها على رؤوسهم، ليصيروا عبرة عبر التاريخ والازمنه, فهذا ما يؤكده لنا الروح القدس على لسان المرنم:؛"أُستُرني مِنْ مُؤامَرةِ الأشرارِ ومِنْ عَجيج (جُمْهُورِ), الذينَ يفعَلونَ الإثْمَ.؛يَسِنُّونَ (الَّذِينَ صَقَلُوا), اَلسِنَتَهُم كالسَّيفِ ويُسَدِّدونَ سِهامَهُم كَلامًا مُرُا ليَرموا البريءَ مِنْ مكامِنِهِم (الْكَامِلَ فِي الْمُخْتَفَى), يَرمونَهُ بَغْتةً ولا يَخافونَ.؛يُشجعونَ أنفُسَهُم على الشَّرِّ ويَتشاورونَ أينَ يَطْمُرونَ فِخاخهُم، قائِلينَ: «مَنْ يا تُرى يَراها؟»؛ يُخفونَ جرائِمَهُم بمهارةٍ، وعَبَثًا يبحثُ الباحِثونَ (يَخْتَرِعُونَ إِثْمًا، تَمَّمُوا اخْتِرَاعًا مُحْكَمًا)، فباطنُ الإنسانِ وقلبُهُ عميقانِ.:فيَرميهمِ الرّبُّ بِسَهْمِ، وبِضَرَباتِهِ يُباغِتُهُم.؛لِسانُهُم يكونُ عَثْرةً لهُم، وكُلُّ مَنْ يَراهم يُنَدِّدُ بِهِم (يُنْغِضُ الرَّأْسَ كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ).؛فيَخافُ البشَرُ كُلُّهُم ويُحَدِّثُونَ بِما عَمِلَ اللهُ ويَتَّخذونَ مِنْ عَملِهِ عِبْرَةً (وَبِعَمَلِهِ يَفْطَنُونَ)؛يفرَحُ الصِّدِّيقُ ويحتَمي بالرّبِّ، ويتَهَلَّلُ كُلُّ مُستَقيمِ القلبِ.؛(مز64): ي- ففى المؤمرات والحروب التى يشنها المنافقون ضد اولاد الله, يؤكد لنا الوحى الالهى ان الرب يدافع عن اولاده وينصرهم, ومهما زادت حدة شرورهم وخبثهم وطالت مدة تضييقهم وضيمهم, وانتشرت آليات والات فخاخهم وسلاحهم, فالله كوعده لنا هو المحامى والمبطل والمنتقم الذى لايغفل ولا ينعس ويقف لكل الاشرار بالمرصاد, فالله يعتبر مؤمراتهم ومشوراتهم الشيطانيه الشريره ضد مشيئته, بل ويعتبر حروبهم ضد اولاده حربه الخاصة, وقصص العهدين والتاريخ مليئة بحروب الرب المباشره خاصته لاجل اولاده, فهاهو موسى يقول للشعب الخائف من مطاردة جيش فرعون عند عبور البحر الاحمر ما ابلغه به الرب:" لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ الْمِصْرِيِّينَ الْيَوْمَ، لاَ تَعُودُونَ تَرَوْنَهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ. الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ"(خر14: 13, 14), وهاهو الفتى داود يقول بثقه لجليات المتجبر: "لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا" (1صم17: 47), وهاهو يوناثان عن ثقة يقول:" اللهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ"(1صم14: 6), وهكذا قال يَحْزَئِيلَ اللاَّوِيِّ النبى عن مواجهة المغيرين على يهوذا من قبائل شرق الاردن الذين اتوا للسلب والنهب:"اصْغَوْا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، وَأَيُّهَا الْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ، لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ للهِ."(2أخ20: 15), ففى كثير من حروب شعب الله القديم حارب أعداء شعبه دون أن يحاربوا هم, واستخدم الرب لضربهم الطبيعة (شق البحر الأحمر, وعبور الاردن..), او خيول ومركبات نار ضد جيش أرام ايام اليشع النبى الذى ضربهم الرب بالعمى دون حرب (2مل6), وكذلك الملائكة كما فى حرب آشور أيام الملك حزقيا(2مل19: 35), والله قادر ايضا أن يجعل أعداء شعبه يتقاتلون معاً وتنجو كنيسته, كما حدث لجيش مديان أيام جدعون (قض7)، ولقبائل النهب المغيرة على يهوذا ايام الملك يهوشافاط (3أخ20), و كانت فلولهم تهرب بعد ذبحهم لبعضهم من وجه قوة يشعرون بها ولا يرونها، فالله هو الذى أرعبهم وسلمهم لأعمالهم الشريرة التى تفقدهم سلامهم, لهذا علينا وفى كل ضيقة علينا أن ننتظر الخلاص بطريق قد لا نتصوره ولا نعرفه, وكل ما علينا أن نقف لنسبح ونصلى منتظرين خلاص الرب, وكما نقول دوما فى صلاة الشكر:[ "...كل حسد، وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهريين، انزعها عنا وعن سائر شعبك، ..."],فربنا موجود وكله للخير ومصيرها تتحل كما تعلمنا من مثلث الرحمات البابا القديس شنوده الثالث مختصرا لنا وعود الرب القائل:؛ومن: "من يمسكم يمس حدقة عيني" (زك2: ,:؛"وهانذا على كفَّيَ رَسَمتُكِ (نَقَشْتُكِ), وأسوارُكِ أمامي كُلَ حينٍ.؛بُناتُكِ ( بنائينك), أسرَعُ مِنْ هادِميكِ ومُخرِّبوكِ يخرُجونَ مِنكِ"؛(إش49: 16)؛"فَتَكُونُ لِيَ اسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ، الَّذِينَ يَسْمَعُونَ بِكُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَصْنَعُهُ مَعَهُمْ، فَيَخَافُونَ وَيَرْتَعِدُونَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ الْخَيْرِ, وَمِنْ أَجْلِ كُلِّ السَّلاَمِ الَّذِي أَصْنَعُهُ لَهَا"(إر33: 9)؛ | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 2:15 am | |
| الفصل الثالث (ج4)
3 - وفى سفر استير نرى حب الحكام المنافقين للنفاق والرياء من المحكوين واستغلال ذوى المناصب والملوك والرؤساء الضعفاء فى المؤمرات واثارة الفتن,
أ- ونظرة واحدة لامر الملك الاول والمرسل: " الى كل بلدان الملك لاهلاك وقتل وابادة جميع اليهود من الغلام الى الشيخ والاطفال والنساء في يوم واحد في الثالث عشر من شهر اذار وان يسلبوا غنيمتهم ( أس 3 : 13 ), سنجد اتهامات الخيانه لهم من كل شكل ولون ولكنها نفس الاتهامات لشعب الله على مر التاريخ ولنا الان ايضا : " قال لي هامان ان في المسكونة شعبا متشتتا له شرائع جديدة يتصرف بخلاف عادة جميع الامم ويحتقر اوامر الملوك ويفسد نظام جميع الامم بفتنته. فلما وقفنا على هذا وراينا ان شعبا واحدا متمرد على جميع الناس طائفة تتبع شرائع فاسدة وتخالف اوامرنا وتقلق سلام واتفاق جميع الاقاليم الخاضعة لنا. امرنا ان كل من يشير اليهم هامان المولى على جميع الاقاليم وثنيان الملك الذي نكرمه بمنزلة اب يبادون بايدي اعدائهم هم ونساؤهم واولادهم ولا يرحمهم احد." ( إس 13 : 1 – 7 ),
ب- ثم سنجد فى الامر الثانى من الملك برد الاعتبار لليهود بعد كشف المؤامرة التى دبرها هامان عكس هذه الاتهامات تماما: " ونحن لم نجد قط ذنبا في اليهود المقضي عليهم بالموت بقضاء اخبث البشر بل بعكس ذلك وجدنا ان لهم سننا عادلة. وهم بنو الله العلي العظيم الحي الى الابد الذي باحسانه سلم الملك الى ابائنا والينا وما برح محفوظا الى اليوم. فليعلن هذا الامر الذي نحن منفذوه الان في جميع المدن ليباح لليهود ان يعملوا بسننهم. ... وينبغي لكم ان تعضدوهم حتى يستمكنوا من قتل الذين كانوا متاهبين لقتلهم. " ( أس 16 : 15 , 16 , 20 ),
ج- وليس العجيب ان الفرق بين توقيت صدور الامرين ساعات قليلة بل الاغرب هو ماجاء فى ديباجة تعليل الامر الثانى كسبب لالغاء الامر الاول انها نفس منطق كل المتشدقين بالصلاح والاصلاح وهم فاسدون لاهم لهم الا النساء والشرب والولائم ( أس 2 : 2 , 3 : 15 , 4 : 6 , ...الخ ):؛
" إن كثيرين يسيئون اتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون.
ويجتهدون لا ان يظلموا رعية الملوك فقط ولكن اذ لا يحسنون تحمل المجد الممنوح لهم يتامرون على الذين منحوه لهم.
ولا يكتفون بان لا يشكروا على الانعام وان ينابذوا الحقوق الانسانية بل يتوهمون انهم يستطيعون ان يفروا من قضاء الله المطلع على كل شيء.
وقد بلغ من حماقتهم انهم يحاولون بمكايد اكاذيبهم ان يسقطوا الذين سلمت اليهم المناصب وهم يجرونها بالتحري ويفعلون كل ما يستاهلون به شكر الجميع.
ويخدعوا باحتيال مكرهم مسامع الرؤساء السليمة الذين يقيسون طباع غيرهم على طباعهم.
وهذا امر مختبر من التواريخ القديمة ومما يحدث كل يوم ان دسائس البعض تفسد خواطر الملوك الصالحة.
فلذلك ينبغي ان ينظر في سلم جميع الاقاليم.
فلا ينبغي ان يظن اننا نامر باشياء متباينة عن خفة عقل بل ذلك ناشئ عن اختلاف الازمنة وضروراتها التي حملتنا على ابراز الحكم بحسب مقتضى نفع الجميع.
ولكي تفهموا كلامنا بأوضح بيانا فان هامان بن همداتا الذي هو مكدوني جنسا ومشربا وهو غريب عن دم الفرس وقد فضح رحمتنا بقساوته بعد ان اويناه غريبا.
وبعدما احسنا اليه حتى كان يدعى ابا لنا وكان الجميع يسجدون له سجودهم لثنيان الملك.
قد بلغ من شدة عتوه انه اجتهد ان يسلبنا الملك والحياة.
لانه سعى بدسائس جديدة لم تسمع باهلاك مردكاي الذي انما نحن في الحياة من امانته واحسانه وباهلاك قرينة ملكنا استير وسائر شعبها.
وكان في نفسه انه بعد قتلهم يترصد لنا في خلوتنا ويحول مملكة الفرس الى المكدونيين.
وحيث ذلك فاعلموا ان الرسائل التي وجهها باسمنا هي باطلة.
وبسبب تلك الجريمة قد علق امام ابواب هذه المدينة شوشن هو صاحب تلك المؤامرة وجميع انسبائه على خشبات فنال بذلك جزاء ما استحق من قبل الله لا من قبلنا. وقال أحدهم للملك عن الخشبة التى أعدها هامان ليصلب مردخاى عليها .
فأمر الملك أن يصلب عليها هامان . ( أس 16 ),
أى: " صلبوا هامان على الخشبة التى أعدها لمردخاى " ( أس 6 ، 7 ),
د - وهكذا كان وايضا سيكون تدخل الله الحاسم والسريع لعقاب كل المنافقين وفسادهم فى كل زمان بنفس جرم رجاساتهم وكما قال داود:؛
" الشِّرِّيرُ ( المنافق ), يتَمَخضُ بالإثمِ. يحبَلُ بالفسادِ ويَلِدُ الكَذِبَ. يَحفُرُ حُفرَةً ويُوَسِّعُها، وفي الهُوَّةِ التي صَنعَها يَسقُطُ. يرتَدُّ فسَادُهُ على رأسِهِ، وعلى نافوخهِ يَقعُ ظلمه (عُنْفُهُ )." ( مز 7 : 14 – 16 ),
Behold, he travaileth with iniquity, and hath conceived mischief, and brought forth falsehood.
He made a pit, and digged it, and is fallen into the ditch which he made.
His mischief shall return upon his own head, and his violent dealing shall come down upon his own pate.
ه- فالمنافقين الذين من خارج هم هم امس واليوم وغدا ضد عدل الله واولاد الله, ولكن الله لهم بالمرصاد فهناك حكمه الممضى منه سلفا على كل شرير بالعقاب المساوي لافعاله: " ْ هَوَتِ الشُّعُوبُ فِي أَعْمَاقِ الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرُوهَا، وَأَطْبَقَ الْفَخُّ الَّذِي نَصَبُوهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ.. معروف هو الرب قضاء امضى الشرير يعلق بعمل يديه, الاشرار يرجعون الى الهاوية كل الامم الناسين الله. لانه لا ينسى المسكين الى الابد رجاء البائسين لا يخيب الى الدهر. قم يا رب لا يعتز الانسان لتحاكم الامم قدامك. يا رب أَلْقِ فِي قُلُوبِهِمِ الرُّعْبَ فَتَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بَشَرٍ. " ( مز 9 : 15 – 20 )؛
The heathen are sunk down in the pit that they made: in the net which they hid is their own foot taken.
The LORD is known by the judgment which he executeth: the wicked is snared in the work of his own hands.
The wicked shall be turned into hell, and all the nations that forget God……
و - ولهذا السبب يجب ان نصلى دائما كما إعترف عزريا – من الفتيه الثلاثه- فى وسط النار قائلين معهم:؛
" يارب لا تسلمنا الى ايدي اعداء اثمة وكفرة ذوي بغضاء او ملك ظالم او حكام أشرار." ( تتمة دا 1 : 32 ), وكما صرخ داود مستنجدا بإله الخلاص والعدل لانقاذه من ظلم هؤلاء المنافقين الاشرار فنقول معه أيضا:؛
" إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا. إِلَى مَتَى تَهْجِمُونَ عَلَى الإِنْسَانِ؟ تَهْدِمُونَهُ كُلُّكُمْ كَحَائِطٍ مُنْقَضٍّ، كَجِدَارٍ وَاقِعٍ! إِنَّمَا يَتَآمَرُونَ لِيَدْفَعُوهُ عَنْ شَرَفِهِ. يَرْضَوْنَ بِالْكَذِبِ. بِأَفْوَاهِهِمْ يُبَارِكُونَ وَبِقُلُوبِهِمْ يَلْعَنُون"َ ( مز 62 : 2 – 4 ),
He only is my rock and my salvation; he is my defence; I shall not be greatly moved. How long will ye imagine mischief against a man? ye shall be slain all of you: as a bowing wall shall ye be, and as a tottering fence. They only consult to cast him down from his Excellency, they delight in lies: they bless with their mouth, but they curse inwardly.
4- فالنفاق والرياء يمثلان قمة الاحتيال والخداع والتمثيل والغدر, نرى ذلك فى قصة خديعة اهل جبعون ليشوع:؛
" فهم عملوا بغدر ومضوا وداروا واخذوا جوالق بالية لحميرهم وزقاق خمر بالية مشققة ومربوطة. ونعالا بالية ومرقعة في ارجلهم وثيابا رثة عليهم وكل خبز زادهم يابس قد صار فتاتا. .. وقالوا له ولرجال اسرائيل من ارض بعيدة جئنا والان اقطعوا لنا عهدا. ... فقالوا له من ارض بعيدة جدا جاء عبيدك على اسم الرب الهك لاننا سمعنا خبره وكل ما عمل بمصر. .... فكلمنا شيوخنا وجميع سكان ارضنا قائلين خذوا بايديكم زادا للطريق واذهبوا للقائهم وقولوا لهم عبيدكم نحن والان اقطعوا لنا عهدا. هذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير اليكم وها هو الان يابس قد صار فتاتا. وهذه زقاق الخمر التي ملاناها جديدة هوذا قد تشققت وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا." ( يش 9 : 4 - 13 )؛
أ - فهى رمز صريح إلى مكائد إبليس مع شعب الله في كل حين، فهم مثال للذين يستخدمهم الشيطان في كل حين ليغدروا بشعب الله ويقودوهم إلى مخالفة ما يوافق مقاصده، فقصتهم الطويلة المركبة من الأكاذيب أخذت فاعليتها في يشوع والشعب:؛
" فأخذ الرجال من زادهم ومن فم الرب لم يسأَلوا... فعمل يشوع لهم صلحاً لاستحيائهم وتعاهدوا معهم معاهدة مقترنة مع اسم الرب. فدعاهم يشوع وكلمهم قائلاً: لماذا خدعتمونا قائلين نحن بعيدون عنكم جداً وأنتم ساكنون في وسطنا؟ فالآن ملعونون أنتم، فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبو الحطب ومستقو الماء لبيت إلهي لبيت إلهي ..." (يش 9 : 14 – 26 )؛
وإذ لم يبقَ طريق عادل لاستحيائهم سوى استعبادهم، فعاشوا وسط الشعب حقراء محتطبى حطب ومستقى ماء, جاء شاول الملك فغدر بهم وقتلهم عن غيرة وبجهالة لكى يستولى سبطه على مالهم دون مراعاة لقسم يشوع لهم, فكان ان غضب الله على ماحل بهم من ظلم وعاقب الشعب كله بإنقطاع المطر 3 سنوات, فصارت مجاعة رهيبه ولم ترفع الا حين اجابهم داود لطلبهم وسلمهم الرجال السبعة من أبناء شاول فصلبوهم وظلت جثثهم معلقة لمدة طويلة ( 2 صم 22 )؛
ب - لذلك قال الحكيم:؛
" لان رجاء المنافق كغبار تذهب به الريح. .... وتثور عليهم ريح شديدة زوبعة تذريهم, والاثم يدمر جميع الارض, والفجور يقلب عروش المقتدرين."
( حك 5 : 15 , 24 )؛
For the hope of the ungodly is like dust that is blown away with the wind: … Yea, a mighty wind shall stand up against them, and like a storm shall blow them away: thus iniquity shall lay waste the whole earth, and ill dealing shall overthrow the thrones of the mighty...
ج - وهكذا اوضح الوحى الالهى على لسان اشعياء النبى:
" لأَنَّ الْفُجُورَ يُحْرِقُ كَالنَّارِ، تَأْكُلُ الشَّوْكَ وَالْحَسَكَ، وَتُشْعِلُ غَابَ الْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. بِسَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ تُحْرَقُ الأَرْضُ، وَيَكُونُ الشَّعْبُ كَمَأْكَل لِلنَّار, لاَ يُشْفِقُ الإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ"
( إش 9 : 18 , 19 )؛
For wickedness burneth as the fire: it shall devour the briers and thorns… Through the wrath of the LORD of hosts is the land darkened, and the people shall be as the fuel of the fire: no man shall spare his brother. | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الأربعاء أكتوبر 03, 2012 10:17 pm | |
| [center]الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس
الفصل الثالث (ج5)
5- وفى قصة سوسنه العفيفة مع القاضيين (دا 13), اللذين:" أسلما عقولهما الى الفساد وصرفا اعينهما لئلا ينظرا الى السماء فيذكرا الاحكام العادلة"(دا 13 : 9), توضح لنا كيف أوصل الرياء والنفاق المتاصل فى عقل وقلب كل منهما الى الفجور, فلم يكتفيا بتلوين وتعويج القضاء والحق, بل تدنسا جسدا ونفسا وروحا بكل انواع الاثم والمعصية: شهوة ورغبة وتآمر للزنى وكذب ونفاق باسم الشريعة وشهادة زور وافتراء وحكم مسبق ونهائى لقتل بريئة, والعجيب ان هذا الدنس اصاب كل منهما على حدة, والاعجب ان هذان الفاجران برياءهما الكاذب قد خدعا الكثير من بنات اسرائيل اللاتى اوقعهن حظهن العاثر تحت يدي اى منهما, ولم تجسر اى منهن ان تنطق بما فعل معها كلاهما او ايهما, ربما خوفا من الفضيحة وعدم التصديق , والاكثر عجبا أن:؛ "المجمع صدقهما لانهما شيخان وقاضيان في الشعب وحكموا عليها بالموت"؛
(دا13 : 41)؛
أ- انها حقيقة: أن كل مرائي فاجر وكل فاجر منافق, وهى الحقيقة نفسها التى تتجلى امامنا فى احط اساليب هؤلاء المرائين المتشدقين بحكم الله زورا, فلا تتعجبون مما تسمعون عنهم من فتاوى ممقوته وفضائح سيئة مثل شهادة الزور والتجميل او زنى الطريق السريع او احكام الكبير ووداع الموت ...الخ, فالله لمثل هؤلاء كاشف ونذير, ولذلك يقول الكتاب:؛
"واذ كانت تساق الى الموت نبه الله روحا مقدسا لشاب حدث اسمه دانيال. فصرخ بصوت عظيم انا بريء من دم هذه. ... فوقف في وسطهم وقال اهكذا انتم اغبياء يا بني اسرائيل ... ارجعوا الى القضاء فان هذين انما شهدا عليها بالزور. فلما فرقا الواحد عن الاخر دعا احدهما وقال له يا ايها المتعتق الايام الشريرة لقد اتت عليك خطاياك التي ارتكبت من قبل. بقضائك اقضية ظلم وحكمك على الابرياء واطلاقك للمجرمين وقد قال الله البريء والزكي لا تقتلهما.... لقد صوبت كذبك على راسك فملاك الله قد امر من لدن الله بان يشقك شطرين. ثم نحاه وامر باقبال الاخر فقال له ... فتنك الجمال واسلم الهوى قلبك الى الفساد. هكذا كنتما تصنعان مع بنات اسرائيل وكن يحدثنكما مخافة منكما اما بنت يهوذا فلم تحتمل فجوركما.... فقال له دانيال وانت ايضا قد صوبت كذبك على راسك فملاك الله واقف وبيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما. فصرخ المجمع كله بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يرجونه. وقاموا على الشيخين وقد اثبت دانيال من نطقهما انهما شهدا بالزور وصنعوا بهما كما نويا ان يصنعا بالقريب. عملا بما في شريعة موسى فقتلوهما وخلص الدم الزكي في ذلك اليوم"؛
(دا13: 45 – 62)؛
ب- فبداية تعويج القضاء هو ان يحكم الانسان لنفسه وبنفسه على الاخرين بالمخالفة لوصايا الرحمة والعدل الالهى وناموس المحبة المغروسة فى ضمير اليشرية منذ خلقة آدم ابيها: من نواهى اخلاقية واجتماعية وسلوك قويم, والمثبته فى الناموس الكتابى وملخصها البسيط:؛
"إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ"؛
(لا11: 44)؛
فعدم رعاية الفقير والغريب والمسكين هو كفر برحمة الله, والسرقة والكذب والغدر والحلفان هو تدنيس اسم الله الحق, والغضب والسلب والثلب والاهانة تعنى عدم مخافة الله الوديع, والجور والمحاباة والوشايه والنميمة والإفتراء والمؤمرات والارهاب والقتل بين الناس فهو فجور موجه ضد عدل الله ذاته, والبغض والضغينة والانتقام والحقد والحض على الكراهية تتنافى مع محبة الله لجميع البشر, والنفاق والزنى الجسدى والروحى والسحر والعرافة والخرافات والجن, كلها وما قبلها نفاق ونجاسة وكفر (لا11), ويجمل كل ذلك فى وصايا المحبه التالية:؛
" لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَارًا تُنْذِرُ صَاحِبَكَ، وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً.؛ لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ.؛
" لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ. لاَ تَأْخُذُوا بِوَجْهِ مِسْكِينٍ وَلاَ تَحْتَرِمْ وَجْهَ كَبِيرٍ. بِالْعَدْلِ تَحْكُمُ لِقَرِيبِكَ.؛ لاَ تَسْعَ فِي الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ. لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ. أَنَا الرَّبّ. سُبُوتِي تَحْفَظُونَ، وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ....؛
لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ، لاَ فِي الْقِيَاسِ، وَلاَ فِي الْوَزْنِ، وَلاَ فِي الْكَيْلِ. مِيزَانُ حَقّ، وَوَزْنَاتُ حَقّ، وَإِيفَةُ حَقّ، وَهِينُ حَقّ تَكُونُ لَكُمْ."
( لا 19 )؛
ج - ولذلك سنجد ان الوحى الالهى يكرر فى كل مجموعة من هذه النواهى, جملة "انا الرب" تاكيدا لغضب الله الديان ووقوفه ضد مرتكبى هذه الشرور والنجاسات بذاته وجلاله, وهكذا بالنسبة للقضاء يؤكد فى مواضع متعدده على إن تعويج أحكامه وتلوينها حسب الاهواء هى من أحط خطايا النفاق واعنفها ضد الله الحق بكونها تنشر الظلم والفساد فى اى مجتمع وتؤدى الى التفرقة والقنط والحقد والتذمر والعنف والثورة.....بين الناس, ولذلك خص الله نفسه بالقضاء "لأَنَّ الْقَضَاءَ للهِ" (تث1: 17), وكأن من يحرف القضاء يجدف على الله وروحه القدوس مباشرة, ولذلك يتسائل الوحى الالهى مستنكرا معتقد ومسلك اولئك المنافقين المتعدين على قداسة الله من اصحاب مبدأ:" أنصر اخاك ظالما او مظلوما؟!!" مستندين لاى تعليل او تفسير معتقدى او فلسفى او دنيوى أو ميكيافيللى فيقول؛
" هَلِ اللهُ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ، أَوِ الْقَدِيرُ يَعْكِسُ الْحَقَّ؟!!!"
( أي 8 : 3 )؛
حاشا!؛
" مَنْ هذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟"
" فحَقًّا إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءًا، وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ"
( اي 38 : 2 , 34 : 12 , )؛
ولهذا نحن نصلى قائلين مع إشعياء النيى واثقين فى الرب المخلص من فتاويهم الشريرة وشرائعهم الظالمة وقضائهم المعوج ضد اولاد الله المتمسكين برحمته وبره وعدله:
" إنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا."
( إش 33 : 22 )؛
د - ولهذا ايضا يرفع الوحى الالهى انظارنا الى مسيحنا القدوس فى نبوة داود عنه ان البر والعدل لن يتحقق الا به, وهو المعنى به, فالحكم الان له والى الابد وهو الديان العادل الذى لن يقبل انكسار شعبه, تحت وطاة الظلم والجوع والسجون والكراهية والغدر والفساد الذى ينتشر فى انحاء عديدة من الارض على يد الرؤساء والحكام والقضاة الفاسدين المنافقين:
" لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا. الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ. الْمُجْرِي حُكْمًا لِلْمَظْلُومِينَ، الْمُعْطِي خُبْزًا لِلْجِيَاعِ. الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى. الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ. يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ. يَمْلِكُ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ، إِلهُكِ يَا صِهْيَوْنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ."
(مز 146)؛
ه- وهذا مفهوم وهدف هذه القصة الواضح الغنى عن التفسير, هو ان نتمسّك بقرن خلاصنا ونسلّم أمرنا له, فهو وحده قادر أن يذلّل الصعاب لأنّه أقوى من كل الظروف، ومن يأس الأحداث، وليكون رجائنـا فيه هو, فالرب هو خير معين ومخلص ولايخيـب رجاء اللذين رجائهم فيه:؛
"لأَنَّنَا لِهذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ"؛ (1تي4 : 10)؛
وأن يعلم كل ذى منصب ان هناك ربا يرى ويسمع همسات وصرخات المظلومين قد يتانى ولكنه لا يسكت طويلا عن كشف هؤلاء المنافقين منهم ويستجيب ويعاقبهم:؛
" وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ. لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ، وَالْمِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. يُشْفِقُ عَلَى الْمِسْكِينِ وَالْبَائِسِ، وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ، وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْه."؛
(مز72: 11-14)؛
و- نعم نتألم ونقاسى الامرين, من ويلات ومصائب نفاقهم ولكن كما يقول القديس بطرس الرسول:؛
"فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ،لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ. لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هذِهِ الْخَلاَعَةِ عَيْنِهَا، مُجَدِّفِينَ. الَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِلَّذِي هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ."؛
(1بط4: 1-5)؛
فدائما الكلمة الأخيرة والنهائيّة للرب, ويجد الطريقة والأسلوب الانسب لخلاصنا من المحن والتجارب والضيقات, طرقه متعدّدة وبالصلاة نصل الى قلب الله الذى يحرك قلوب الملوك والرؤساء والحكام والقضاة؛
لكن! وللاسف فالمنافقون يقرأون ولا يفهمون ولا يتعظون!, ولعل خير شاهد على ذلك هو تبجح بعض الذين من خارج والمتفقهين بالباطل الذين لم يجدوا فى قصة سوسنه العفيفة ما يحضهم على عفة اللسان, بل فى ظنهم ما يستر باطن نفاقهم الدفين, وما يخفى تجنيهم على شرائع العدل السماوية التى تنهى عن الخلاعة والفحشاء والظلم والافتراء, وها هم: ينبشون ويقطعون كلمة الله الغنيه لعلهم يجدون ما يهللون به مؤيدا لرجعيتهم, وتمسكهم بالحرف القاتل, كما فى قول الكتاب:؛
" فأمر هذان الفاجران ان يكشف وجهها وكانت مبرقعة ليشبعا من جمالها!":
(تتمة دا2: 32)؛
ز- وهنا نقول: ان الفجور لم يكن بسبب البرقع او بدونه فالشهوة والفساد كان فى قلبي هذين الشيخين الفاسقين للمتبرقعات وغيرهن من غير المتبرقعات سواء من بنات إسرائيل المتبرقعات وغيرهن من بنات بابل الامميات السافرات آنذاك, فالقلب مصدر كل فجور ومنبع أى شهوة, ولذلك عادل الرب بين جانبى الفجور فى الزنا اى بين نظره الشهوة وسببها وفعل الزنا ونتائجه كلها:؛
" قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْن. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ"؛
(مت5: 26- 27)؛
فالبرقع والنقاب رمزا للعفة والطهارة فى الكتاب المقدس كمناجاة الرب لكنيسته- عروس النشيد:؛
"هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِك, شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ"؛
(نش4: 1-3 قابل نش6: 7)؛
وهذه حقيقة كتابية يعرفونها هؤلاء المنافقون جيدا, لكن مشكلة المنافقين والمرائين فى كل زمان ومكان هو التمسك بالرمز اوالحرف والسلوك بعكس ما يرمز اليه, كمعنى وكهدف لكلمة الله المحيية الواهبة اساسا الحرية للانسان, إذ لا يرون فى هذه الايات الله وبره وعطايا وعناية روحه القدوس الواهبة لنا البصيرة الروحية البعيدة, كقطيع واحد فى المحبة التى هى الله, والتى لا يعرفها العالم ولا يدركها لأنها خفية عن انظار كل المرائين عبر الازمنة, لكنها فى عروس وشعب وكنيسة المسيح الساكن فيها بنوره ويعزيها بروحه القدوس وتشبع نفسه (إر50: 19), جميلة وعطره كالبلسم الذى يعبق به جبل جلعاد من اشجاره (إر8: 22 , 46: 11 , ), ولذلك فهى هكذا فى نظر وشم المسيح فاحص القلوب والكلى فاديها وديان الارض كلها, فهناك نور وحق وحقيقة ومحبة وأخاء وحريه؛
"وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ"؛
(1كو3: 17)؛
وللاسف ثانية فهم لا يفهمون من مثل هذا الحب الالهى, الا ماهو حرفى, مثل النقاب والبرقع والشعر الخشن المنكوش والمجعد ؟!الوارد في مثل هذه الايات (فجلعاد فى العربيه تغنى: أرض مجعّدة، غير منبسطة وفى العبرية تعنى الوعر او الصلب أو الخشن), ولهؤلاء نقول ايضا أن البرقع له معنى اخر فى الكتاب المقدس ولعل هذا مايعنون به, ألا وهو برقع المنافقين المتمردون على النور او برقع الاتقاء والتخفى الذى يلبسونه ويراءون به وكما يقول أيوب البار عنهم:؛
" الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى النُّورِ. لاَ يَعْرِفُونَ طُرُقَهُ وَلاَ يَلْبَثُونَ فِي سُبُلِهِ. مَعَ النُّورِ يَقُومُ الْقَاتِلُ. يَقْتُلُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ وَفِي اللَّيْلِ يَكُونُ كَاللِّصِّ. وعَينُ الزَّاني تَتَرقَّبُ العَتَمَة يَقولُ في نَفْسِه: لا تُبصِرُني عَين فيَجعَلُ بُرقُعًا على وَجهِه. يَنْقُبُونَ الْبُيُوتَ فِي الظَّلاَمِ. فِي النَّهَارِ يُغْلِقُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. لاَ يَعْرِفُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ الصَّبَاحُ وَظِلُّ الْمَوْتِ. لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَهْوَالَ ظِلِّ الْمَوْتِ. "؛
(أي24: 13-17)؛
وكما يقول القديس بطرس عنهم:
"وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ (أنفسهم وتابعيهم), بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا!"؛
(2بط2 : 19)؛
" قالْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا"(غل5: 1), هى لكل نفس لتحيا في محبته ومحبة إخوتها ولهذا تجسد ليفديها, حتى لا ترتبك بعبودية ما, وحتى لا يعطى أحد فرصة: لشهوات الجسد "(غل5: 13), لكى نعبد الله بالروح والحق: " فكل شئ طاهر للطاهرين"(تي1: 15), ولهذا قال المسيح ابن الانسان المحب لكل انسان:؛
"مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ, فاَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ,...إعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ،"؛
(لو12: 22, 23؛ يو6: 27)؛
ولذلك يقول لنا القديس بولس أيضا:؛
" أَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ"؛
(1كو2: 15)؛ [/center]
عدل سابقا من قبل romany.w.nasralla في الخميس أكتوبر 11, 2012 3:26 pm عدل 1 مرات | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث الأربعاء أكتوبر 03, 2012 10:19 pm | |
|
[center]الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس
الفصل الثالث – تابع: (ج5)
ح- ولهذا يقول القديس بولس بأنه يليق بالمرأة بل يجب عليها ان تغطى شعرها عندما تصلى فى الكنيسة بل فى اى مكان خشوعا للرب الذى تقف امامه (1كو11: 5-13), ولكن ودون اى مجادلة او خصام مع اى مفاهيم مجتمعية او معتقدات بشريه اخرى, إن ارادت المسيحية منا فى غير ذلك من الاوقات وفى اى نشاط لها, فلا إجبار لها على غطاء او برقع؛
"وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ؛ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ."
(1كو11: 15, 16)؛
لذلك يقول القديس بولس عن الذين يتمسكون بالحرف لا الجوهر:؛
" بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ."؛
(1كو3: 13-16 قابل خر34)؛
فالرب بتجسده وفدائه نزع عناعار وموت الخطية وإنزاح برقع الفساد عن أعيننا فأصبحنا ننظر مجد الله, ونحن هنا نحيا فى جبله الذى يستقر الان والى يوم الدين فيه اى كنيسته, ونحيا بحياته فينا, وبلا عوار أو عار وكما يقول الروح القدس فى نبوة إشعياء النبى:؛
"وَيُفْنِي فِي هذَا الْجَبَلِ وَجْهَ النِّقَابِ؛
النِّقَابِ الَّذِي عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ، وَالْغِطَاءَ الْمُغَطَّى بِهِ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ.؛ يَبْلَعُ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ، وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ.؛ وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ.؛ لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ تَسْتَقِرُّ عَلَى هذَا الْجَبَلِ" (إش25: 7-10)؛
ط- وهنا يجب ان نكرر اننا لا نهاجم البرقع او النقاب او غيره كملبس فليلبسه من شاء أيا كان منا او من غيرنا, لكن دون إلزام لأحد أو إجبار من أحد, وكما يقول بطرس الرسول:؛
"لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ, كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ الله"؛
(1بط2: 15, 16)؛
وذلك حتى لا يتخذ هذا الالزام او الاجبار او خلافه, كسترة نفاق او ثوب رياء للباطن الشرير لكل ذى مأرب خبيث ضد عدل الله وحرية أولاد الله, وكما قال أشعياء النبى عن مثل هؤلاء المنافقين الذين يتسترون بالحرف ولا يقيمون عدلا:؛
" لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ، وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، ...َنَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوت.... خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ, أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ"؛
(إش59: 4-6)؛
وحسنا قال الشاعر عمر الخيام فى رباعياته وعلى لسان هؤلاء المراءون:؛
[ نلبس بين الناس ثوب الرياء*ونحن في قبضة كفّ القضاء
وكم سعينا نرتجى مهربًا*** فكان مسعانا جميعًا هباء!]؛
6- ولأن مُلكُ الأَرضِ للرب, وبيده الملك يهبه لمن يريد, لتحقيق مشيئته وعدله ورحمته لجميع البشر, فهذا قوله الالهى فى سفر الامثال:
" بِي تَمْلِكُ الْمُلُوكُ وَتَقْضِي الْعُظَمَاءُ عَدْلاً. بِي تَتَرَأَّسُ الرُّؤَسَاءُ وَالشُّرَفَاءُ كُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ. "؛
(أم8: 15، 16)؛
ولكى كما يقول بجلاله فى سفر دانيال:؛
"يعْلَمَ الأَحْيَاءُ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ فَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ وَيُنَصِّبَ عَلَيْهَا أَدْنَى النَّاسِ "؛
(دا4 : 17)؛
حتى يضعوا العدل والرحمة التى هما اجل صفات العلي نصب اعينهم, ولذلك يحض الكتاب لطاعتنا للحكام فى كل شئ كما انه من الله - فيما عدا ما يخالف الله فى امور ايماننا ورجاؤنا, وكما يقول الكتاب:
" لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ"؛
(رو13: 1) ؛
ولذلك فنحن نصلى من اجل صلاح حكم القائمين علينا, ونضع امر نظمهم فى يد الله يحركهم كما يشاء كما امرنا الكتاب كقول القديس بولس:؛
«فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ"؛
(2تي: 1-4)؛
أ - لذلك فالله يقاوم المنافقين المتكبرين ويسقطهم سريعا, فالله لا يراعى الوجوه والمراكز والمناصب بقدر ما يطلب القلب فى الانسان, فالانسان الفقير الصالح هو أفضل عند الله فى تقواه عن العظيم والقاضى المقتدر فى صلاحه, ولذلك ايضا يعاقب بعض الشعوب أحياناً بأن يسمح ان يتولىّ عليهم حكاما أشراراً وانظمة حكم فاسدة ، وكما يقول سليمان الحكيم:؛
" اَلْحَاكِمُ الْمُصْغِي إِلَى كَلاَمِ كَذِبٍ (المنافق), كُلُّ خُدَّامِهِ (بطانته), أَشْرَار(منافقبن)"؛
(أم 29: 12),
ويحدثنا عن ذلك كثيراً الكتاب المقدس، ونقرأوه فى تاريخ الكنيسة والتاريخ الانسانى عموما, ولكن فى اي منها وكلها عبر لمن يعتبر, ولذلك يقول القديس بطرس لكل من يعانون من هؤلاء الحكام والقضاء المنافقين:؛
". أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،"(1بط4: 10-12)؛ إذ
فها هو الحكيم بن سيراخ يلخص لنا هذه العبر, وبدون تعليق منا لنتامل فيها معا وليت المنافقون ايضا يعوا ماهو ورائها؟!:؛
"القاضي الحكيم يؤدب شعبه وتدبير العاقل يكون مرتبا., كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون له وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها., الملك الفاقد التاديب يدمر شعبه والمدينة تعمر بعقل ولاتها., ملك الارض في يد الرب فهو يقيم عليها في الاوان اللائق من به نفعها., الكبرياء ممقوتة عند الرب والناس وشانها ارتكاب الاثم امام الفريقين., انما ينقل الملك من امة الى امة لاجل المظالم والشتائم والاموال., كل سلطان قصير البقاء ان المرض الطويل يثقل على الطبيب., فيحسم الطبيب المرض قبل ان يطول هكذا الملك يتسلط اليوم وفي غد يموت., اول كبرياء الانسان ارتداده عن الرب., اذ يرجع قلبه عن صانعه فالكبرياء اول الخطايا ومن رسخت فيه فاض ارجاسا., ولذلك انزل الرب باصحابها نوازل غريبة ودمرهم عن اخرهم., نقض الرب عروش السلاطين واجلس الودعاء مكانهم., قلع الرب اصول الامم وغرس المتواضعين مكانهم., قلب الرب بلدان الامم وابادها الى اسس الارض., اقحل بعضها واباد سكانها وازال من الارض ذكرهم., محا الرب ذكر المتكبرين وابقى ذكر المتواضعين بالروح., الغني والمجيد والفقير فخرهم مخافة الرب., العظيم والقاضي والمقتدر يكرمون وليس احد منهم اعظم ممن يتقي الرب."
(سي10:1-27)؛
† † † [/center] | |
| | | | الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الثالث | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|