الـملكة ام النور منتدى الـملـكة ام النور يضم ترانيم ,افلام ,قداسات,صور دينية ,مواضيع روحية ,عظات ,تاملات قداسة البابا,الحان,اكلات صيامي,مسرحيات للاطفال |
المواضيع الأخيرة | » قطمارس الصوم الكبير - محاور الربط فى القراءات اليوميةالسبت مارس 19, 2016 6:55 pm من طرف romany.w.nasralla» ”اللي خلف مامتش“ - رؤية مسيحيهالأحد فبراير 28, 2016 6:21 am من طرف romany.w.nasralla» ما وصف بالأعظم جمالا أو بالأبدع حسنا أو بالأكثر حلاوة فى آيات العهد القديم؟!الأحد يونيو 28, 2015 11:26 pm من طرف romany.w.nasralla» 4 – من أجمل كلمات عريس النشيد: "مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ،...السبت يونيو 20, 2015 4:22 am من طرف romany.w.nasralla» مواطن القبح الحسي الجسدى، والجمال الكتابي الروحي في تشبيهات اعضاء جسم عروس النشيد الجمعة يونيو 12, 2015 11:40 pm من طرف romany.w.nasralla» طريقة عمل العيش الفينو بالصور والشرحالسبت مارس 28, 2015 1:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحان ترتيب اسبوع الالام كاملة للمرتل بولس ملاكالجمعة مارس 27, 2015 2:17 pm من طرف MELAD YOUSEF» انا :سامحنى ياربالخميس مارس 26, 2015 10:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الله ساهر هذه الليلة انه لا ينعس ولا ينامالخميس مارس 26, 2015 10:33 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحصان قد يطيرالخميس مارس 26, 2015 10:04 pm من طرف MELAD YOUSEF» تأمل لا أُهملك ولا أتركك. تشددْ وتشجعالخميس مارس 26, 2015 9:51 pm من طرف MELAD YOUSEF» طبيب لـ ريهام سعيد غوري في داهيةالخميس مارس 26, 2015 7:02 pm من طرف MELAD YOUSEF» "يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ." (أم23: 25) الأحد مارس 22, 2015 5:31 pm من طرف romany.w.nasralla» تشبيهات الروح القدس فى الكتاب المقدس الجمعة نوفمبر 21, 2014 5:08 am من طرف romany.w.nasralla» الان حصريا سلسلة الكتاب العظيم(قصص من الكتاب المقدسالأحد سبتمبر 21, 2014 2:53 pm من طرف marie13 |
اتـصـل بـنـا |
اتـصـل بـنـا
Webmaster
مـيـلاد يـوسـف
Email
Ebn.el3adra22@yahoo.com
|
التبادل الاعلاني | ">
|
|
| الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع الأربعاء يوليو 18, 2012 8:35 pm | |
| [center]ثالثا - فى الاسفار الحكمية ايضا يتبادل الفجور والكفر والنفاق المعنى والمفهوم ودون تغيير فى مدلول وغاية الايات التى تحتوى عليها وفى ترجمة فانديك - التى بين ايدينا -جاءت كلمة منافق (hypocrite ) مرادفة لكلمة كافر(ungodly ) فى الترجمة الانجليزية واليسوعية غالبا, وشرير (wicked ) فى ترجمات اخرى.؛
1- ففى سفر حكمة سليمان:
أ - ان اقنوم الحكمة لا يساكن الانسان المنافق والروح القدس يشمئز من النفاق الظاهر والمخفى فكرا وعملا وفى اشكاله المختلفه: المكر والغش والخداع والرياء والخبث والتذمر والتمرد والثلب والنميمة والتجديف.... والنفاق خطية مستوجبة القضاء المفحم والعاجل حتى لا تستفحل:؛
" أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطيئة لأن روح التأديب القدوس يهرب من الغش (الخِداعِ)؛
ويتحول عن الأفكار السفيهة (الظُّنونِ الباطِلةِ), وينهزم الإثم إذا حضر؛
أن روح الحكمة محب للإنسان فلا يبرئ المجدف (المنافق - مَنْ يكفُرُ بِكلامِ الله),
مما نطق لأن الله ناظر لكليتيه ورقيب لقلبه لا يغفل وسامع لفمه؛
لان روح الرب ملا المسكونة وواسع الكل عنده علم كل كلمة؛
فلذلك لا يخفى عليه ناطق بسوء ولا ينجو من القضاء المفحم؛
لكن سيفحص عن افكار(أخفَى نيَّاتِ), المنافق (الكافِر),
وكل ما سمع من اقواله يبلغ الى الرب فيحكم على اثامه (تَصِلُ عرشَ الرّبٌ وتحكُمُ على شَرٌ أفعالِهِ)؛
لان الاذن الغيرى (آذانُ الرّبٌ الغيور), تسمع كل شيء (حتى الهَمْسَ),
وصياح المتذمرين (وضَجيجَ التَّذَمّراتِ), لا يخفى عليها؛
فاحترزوا من التذمر الذي لا خير فيه وكفوا السنتكم عن الثلب (النَّميمةِ)؛
فان المنطوق به في الخفية لا يذهب سدى والفم الكاذب يقتل النفس"؛
(حك 1 : 7 – 11)؛
For inquisition shall be made into the counsels of the ungodly:
and the sound of his words shall come unto the Lord for the manifestation of his wicked deeds
ب - ان عقاب المنافقين فى الارض على شرورهم لن يردعهم, لانهم لا يستطيعون العيش بدون نفاق ولن يتوبوا عنه لان المنافق شجرة موت تثمر على الدوام الشرور ولذلك صور الحكيم المنافق بانه بنفاقه قد عقد حلفا وعهدا لا ينفصم مع الموت الابدى:؛
" لان البر خالد؛
لكن المنافقين هم استدعوا الموت بايديهم واقوالهم ظنوه حليفا لهم؛
فاضمحلوا وانما عاهدوه لانهم اهل ان يكونوا من حزبه (فصاروا إلى الفَناءِ)، فكانَ هوَ النَّصيبَ الذي يَستَحِقُّونَ" ( حك 1 : 15 , 16 )؛
ولذلك قال اشعياء موبخا الشعب مقتبسا نفس الكلمات: " لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: قَدْ عَقَدْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ." ( أش 28 : 15 ),
But ungodly men with their works and words called it to them: for when they thought to have it their friend, they consumed to nought, and made a covenant with it, because they are worthy to take part with it
ج – ويشرح الحكيم سلوك هؤلاء المنافقين تجاه اولاد الله وعلى لسانهم الشرير بان قوتهم هى قانونهم الذى يحكم لا الله ومكائدهم ومؤامراتهم وخداعهم وتحينهم الفرص لتدمير عمل الله فى وبابنائه (حك 2 : 10 , 11), وقد اجاب الحكيم على السؤال المحير لاولاد الله لماذا الذين من خارج يقلبوا محبتنا لهم بالكراهية والخداع والاهانه والتضييق والتحقير والتعذيب والقتل ... ؟!وعلى لسانهم فقالوا :؛
" ... فَلنَتَحَيَّنِ الفُرصَةَ لِلانقِضاضِ على الأتقِياءِ لأَنَّهُم يُضايِقونَنا ويُقاوِمونَ أعمالَنا ويَتَّهِمونَنا بِمُخالفةِ أحكامِ الشَّريعةِ ويَفضَحونَ خُروجَنا على الأعرافِ والتَّقاليدِ؛
يَدَّعونَ مَعرِفةَ الله ويُسَمُّونَ أنفُسَهُم أبناءَ الرّبٌ. كُلُّ هَمِّهِم تَفنيدُ آرائِنا بل مَنظَرُهُم يُثيرُ اَشمِئزازَنا؛
لأَنَّ سُلوكَهُم غريبٌ في الحياةِ يُخالِفُ سُلوكَ الآخرينَ؛
يَحسِبونَنا زائِفينَ، فَيَتَجَنَّبونَ سُلوكَنا كأنَّنا أنجاسٌ؛
يُبَشِّرونَ أنَّ نِهايةَ الصَّالِحينَ مُباركَةٌ؛
ويتَباهَونَ بِأنَّهُم أبناءُ الله. فلنَنتَظِرْ لِنَرى هل أقوالُهُم هذِهِ حَقٌّ وكيفَ تكونُ علَيهِ نِهايَتُهُم في الحياةِ؛
فإنْ كانَ الأتقِياءُ أبناءَ الله، أفلا يُعينُهُم ويُنقِذُهُم مِنْ أيدي خُصومِهِم؛
فلنَمْتَحِنْهُم بِالإهانَةِ والتَّعذيبِ لِنَعرِفَ مدَى وداعَتِهِم ونَختَبِرَ صَبرَهُم؛
ولنَحكُمْ علَيهِم بِالموتِ في العارِ لِنرَى إذا كانَ الله يَرُدُّ عَنهُم" ؛
For if the just man be the son of God, he will help him,
and deliver him from the hand of his enemies.
Let us examine him with despitefulness and torture,
that we may know his meekness, and prove his patience.
Let us condemn him with a shameful death:
for by his own saying he shall be respected.
(حك 2 : 12 – 20)؛
والسؤال لكم الان - فالاسباب التى ساقها هولاء المنافقون لا تحتاج الى تعليق!, أليست هذه الاسباب هى نفسها باقية كما هى تسمعونها الان من الذين من حولنا منهم وايضا لا اضافه على كلمة الله القائلة:
" هذا ما يَتَوَهَّمونَهُ لكِنَّهُم يَخدَعونَ أنفُسَهُم لأِنَّ الشَّرَ أعمَى بَصائِرَهُم.
هُمْ لا يَعرِفونَ أسرارَ الله، ولا يَرجونَ لِلقَداسَةِ جَزاءً ولا لِطَهارَةِ النُّفوسِ أملاً بِثَوابٍ."
(حك 2 : 21 , 22)؛
Such things they did imagine, and were deceived:
for their own wickedness hath blinded them…..؛
د - ويقول سليمان الحكيم:
" اما المنافقون فسينالهم العقاب الخليق بمشوراتهم اذ استهانوا بالصديق وارتدوا عن الرب؛
لان مزدري الحكمة والتاديب شقي انما رجاؤهم باطل واتعابهم بلا ثمرة واعمالهم لا فائدة فيها؛
نساؤهم سفيهات واولادهم اشرار. ونسلهم ملعون" ؛
But the ungodly shall be punished according to their own imaginations,
which have neglected the righteous, and forsaken the Lord.
For whoso despiseth wisdom and nurture, he is miserable,
and their hope is vain, their labours unfruitful, and their works unprofitable:
Their wives are foolish, and their children wicked:
(حك 3 : 10 – 12)؛
ان وسيلة هؤلاء المنافقين هى النساء والاولاد اى الزواج من كثيرات للمباهاة بالتكاثر والتوالد, فلذلك فرجائهم واتعابهم واعمالهم فى نشر كفرهم بلا ثمر, و بلا فائده ( وكلمة بلا فائدة معناها لئيم = بَلِيعال فى العبرية = بلا قانون او " انسان الخطية" فى اليونانية ), لان هذا الفكر فكر شيطاتي مضاد لحكمة الله فى خلقة الانسان ( ذكر وانثى خلقه ), ونسلهم بهذا الاسلوب نسل ملعون ابناء حرام:؛
" اما لفيف المنافقين الكثير التوالد فلا ينجح وفراخهم النغلة لا تتعمق اصولها ولا تقوم على ساق راسخة"؛
But the multiplying brood of the ungodly shall not thrive,
nor take deep rooting from bastard slips, nor lay any fast foundation
(حك 4 : 3)؛
لانهم اساسا ابناء لبليعال ومنهم سياتى ضد المسيح وانسان الخطية, وهى نبوة مركبة عن اليهود الذين لم يؤمنوا بالرب ابن الانسان الصديق وعن انسان الخطية الذى اتى بعده بزمان بهذا الفجور او ضد المسيح الذى سياتى فى اخر الزمان. يؤكد ذلك قول الوحى الالهى:
" لكن الصديق الذي قد مات يحكم على المنافقين الباقين بعده
والشبيبة السريعة الكمال تحكم على شيخوخة الاثيم الكثيرة السنين"؛
16 Thus the righteous that is dead shall condemn the ungodly which are living;
and youth that is soon perfected the many years and old age of the unrighteous
( حك 4 : 16 – 20 )؛ [/center]
عدل سابقا من قبل romany.w.nasralla في السبت يناير 26, 2013 10:40 pm عدل 1 مرات | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع الجمعة سبتمبر 14, 2012 7:10 pm | |
| [center] 2 - وفى سفر حكمة يشوع بن سيراخ الذى كتب حوالى 180 ق.م, يوضح الحكيم إلى أنه واجه الكثير من التجارب والضيقات من المنافقين الكفرة الذين ابتعدوا عن شريعة الله وانغمسوا فى تيارات الفساد والافساد, والتى تنشرها الثقافة والفلسفة الهيلينية والممارسات الوثنية المرتبطة بها و التى إنتشرت فى اليهودية آنذاك، لذلك فهو سفرا متكاملا للنهى عن الرياء والنفاق فى كل فكر وممارسات الانسان, ويضع الحكمةالالهية والشريعة كاساس للحياة الفاضلة والروحية, ويظهر لنا السفر فكر الله الازلى ان الله وحده هو مصدر كلا من الحكمة والبر وانهما لا يتحدان ولا يتواجدا الا فى شخص ذاك الذى يعمل مشيئة الله ويتقى الرب, والحكيم فى عينى نفسه والناس بدون تقوى الله, والبار فى عينى نفسه والناس بدون حكمة الله كلاهما منافق ومرائى ومكرهة للرب, ومن الجدير بالذكر ان هذا السفر هو الوحيد الذى ظهرت فيه كلمة المرائى لاول مرة فى ترجمات الكتاب المقدس (سي 1: 40, 32 : 19), وهى المرة الوحيدة فى العهد القديم كله لتؤكد لنا أن الرياء كلفظ يعادل فى المعنى النفاق, فقد جاء فى السفر مايلى:؛أ- ففى مستهل السفر يوضح بن سيراخ ان إقتناء الحكمة يستلزم مخافة الله " فمخافة الرب تنفي الخطيئة" (سي1: 27), بحفظ وصاياه, والامانة مع الله والناس بالبعد عن كلام الرياء وسلوكيات النفاق والتلون والوداعة والاتضاع وعدم التكبر, والاجتهاد فى ارضاء الرب في القلب وفي السلوك والتصرف, فالحكمة لا تساكن المرائي المكير أو المتكبر المتعجرف وكلاهما يجران على نفسيهما الذل والهوان والضياع: "فاكليل الحكمة مخافة الرب انها تنشئ السلام والشفاء والعافية" (سي1: 22), :؛ "لا تعصى مخافة الرب ولا تتقدم اليه بقلب وقلب (بِقَلبٍ مُزدَوِج). لا تكن مرائيا في وجوه الناس وكن محترسا لشفتيك (واَنْتَبِهْ لِكلامِ شَفَتَيكَ). لا تترفع لئلا تسقط فتجلب على نفسك الهوان. ويكشف الرب خفاياك ويصرعك في المجمع (في وَسْطِ الجَماعة). لانك لم تتوجه الى مخافة الرب لكن قلبك مملوء مكرا."(سي1: 36 – 40)؛ب- والمرائى فى تصور بن سيراخ هو "الَّذي يَمْشي في طَريقَين"، او كما قال يسوع " الذى يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ" (مت6: 24, لو16: 13), أى العرج ما بين مخافة الله وما يقدمه له العالم من: "شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ" (1يو2: 16), بإستخدام معيارين لوزن أمر واحد، أو بالسلوك مرة كإنسان العالم وأخرى حسب وصايا الله، وكما أكد يسوع ان هذه الإزدواجية لها نتيجة حتمية ألا وهى " إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ", أى ما يعنى حتمية التخلى عن مخافة الله، فالإنسان يميل بطبيعته إلى الفساد والشهوات؛ او كما يقول بن سيراخ ان الرياء الطريق السريع للعثرة والفساد:"القلب الساعي في طريقين لا ينجح (عاقِبتُه السوء = يُثَقَّلُ بِالمَشَقَّات), والفاسد القلب يعثر فيهما.القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة"An obstinate heart shall be laden with sorrows; and the wicked man shall heap sin upon sin.(سي3: 25 - 28)؛ وهنا بن سيراخ يصف المرائين الذين يمشون في طريقين: يوم في طريق الله ويوم آخر في طريق الخطية انهم ذو قلوب غير مؤمنه وهيابه تشك في الله وصدق وعوده بالرحمة والرأفة والعناية لمن يطيعونه, وانهم ذو أيدي متراخية وتصنع عمل الرب برخاوة (إر48: 10), ولهؤلاء المنافقين يحذر بن سيراخ ان رحمة الله وعنايته ستفارقهم, بل إن تجارب وضيقات العالم وتاديبات الله ستحيق بهم من كل جانب فى حياتهم, والويل والهلاك مع كل الخائفون نهايتهم "فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار.." (رؤ21 : , فيقول:"فان الرب رؤَوفٌ رَحيمٌ يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق.ويل للقلوب الهيابة (الشكاك), وللايدي المتراخية (اوللخاطئ الذي يمشي في طريقين."For the Lord is full of compassion and mercy, longsuffering, and very pitiful, and forgiveth sins, and saveth in time of affliction. Woe be to fearful hearts, and faint hands, and the sinner that goeth two ways! (سي2: 13, 14)؛ج – ويطرح بن سيراخ مشكلة الاستحاء والاتقاء بمنطوق الحكمة الالهية, من جانبيهما السلبى والايجابى, فان كان الكتاب يحضنا على ان نراعى الظروف والاوساط التى نعيش فيها والبشر الذين نحيا بينهم اى: "إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رو12: 18), ويبرز إبن سيراخ ضرورة عدم التذلل للناس الحمقى بتاتا, ويؤكد لنا بان ذلك ليس عدم اتضاع وانما هو حكمة، حتى لا يسىء الأحمق منهم, فهم الاتضاع وقد يحمله هذا بالتالى على التجاسر أو سوء التصرف, كذلك يؤكد الحكيم هنا أن الاستحاء (الخجل), والاتقاء (المجاراة او الإنسياق او المسالمة بمفهوم ومنطوق التقية لدى الذين من الخارج), مرفوضان تماما قلبا وقالبا: باطنا وظاهرا, قولا وسلوكا وعملا..., فى امور الايمان والحق والفضيلة, بكونهما من ابشع صور الرياء والنفاق الموجهه ضد الله الحق والعدل والبر مباشرة, فالجور على الحق أو إحتقار الوصية او إنكار الايمان او الخجل عن التعبير عن سبب الرجاء الذى فينا, من أجل كسب وقتى او مشتهى زائل او زلفى لحاكم أو تملق مقتدر او مجارة للاشرار، فهذه قضيه واحدة وفيها: " يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أع5: 29), ويلزم فيها: "الجهاِدْ عنِ الحَقِّ حتَّى الموت"(سي4: 33)، فالحق هو الذى يبقى وينتصر: " وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤ12: 11), فلدى ابناء الحكمة النازلة من السماء مايمكنهم من الرد على المردة المنافقين الذين يتاجرون بالدين ويرفعون رايات الارهاب والترهيب والاضطهاد والتشكيك ضدهم اى كلمة الحق فى كتابنا المقدس: " تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِنا، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِنا" (مز149: 6, قابل رؤ1: 16, 2: 12), فكما قال الرب: " هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِلأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ." (مت10: 16 – 20)؛وهنا ككل الكتاب يعطى تعريفا للأ ستحاء والاتقاء الايجابى بكونه الخجل من الشر والخطية بان نتقى الوقوع فيها قدر استطاعتنا بالتمسك بالحكمة ومخافة الله فى كل الظروف, وان نستحى من الاستمرار فيها ونعترف ونتوب اذا ما أخطأنا, فالاستحاء او الحياء من الاعتراف بالخطية والخطأ هو تغطية على الحق بالباطل, فهذا هو اصل خطية الرياء المؤدية للكفر والفجور ونهايتها الهلاك, فيقول بن سيراخ فى ابلغ قصائد النصح لنا بمراعاة الحكمة فى الظروف السيئة التى نعيش فيها الان, ونعانى فيها من امثال هؤلاء الحمقى والمنافقين المتمردون على حق ورحمة الله, فيقول بن سيراخ: "يا بني احرص على الزمان (راعِ الظُّروفَ), وتحفظ من الشر. ولا تستحي في امر نفسك. فان من الحياء ما يجلب الخطيئة ومنه ما هو مجد ونعمة. لا تحاب الوجوه فذلك ضرر لنفسك. ولا تستحي حياء به هلاكك (يودِّي إِلى زَلَّتِكَ).Accept no person against thy soul, and let not the reverence of any man cause thee to fall.لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص (في الوَقتِ المُناسِب), ولا تكتم حكمتك اذا جمل ابداؤها. And refrain not to speak, when there is occasion to do good, and hide not thy wisdom in her beauty.فانما تعرف الحكمة بالكلام والتاديب بنطق اللسان. لا تخالف الحق بل استحي من جهالتك. لا تستحي ان تعترف بخطاياك ولا تغالب مجرى النهر. ولا تتذلل للرجل الاحمق ولا تحاب وجه المقتدر.Make not thyself an underling to a foolish man; neither accept the person of the mighty.جاهد عن الحق الى الموت والرب الاله يقاتل عنك. Strive for the truth unto death, and the Lord shall fight for thee.لا تكن جافيا (جَريئًا), في لسانك ولا كسلان متوانيا في اعمالك. لا تكن كاسد في بيتك وكمجنون بين اهلك (كَسْلانَ مُتَوانِيًا)."؛(سي4: 23 – 35)؛د – ولنا ان نعرف ان المنافق والمرائى من كلامه وآرائه وافعاله, فله فى كل ظرف رأيان متناقضان, بل جملة من الاراء المتخالفة, يتكلم معك بلسان الصديق والمخلص ويتكلم مع الاخرين بلسانهم, بل ومع كل منهم بلسانه, فهو: متقلب ومتلون حسب الظروف (الريح), والاهواء (الطرق), وكما ينصح القديس يعقوب البار امثال هؤلاء المراءون المتقلبون المفضوحين وسئ السمعة: " اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (يع4: ؛ ينصح بن سيراخ, أبناء الله ان يكونوا اقوياء الشخصيه بكلمة الله الواحدة غير المنقسمة فى كل منهم, فيقول:" لا تنقلب مع كل ريح ولا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين.بل كن ثابتا في فهمك وليكن كلامك واحدا.Winnow not with every wind, and go not into every way: for so doth the sinner that hath a double tongue. Be steadfast in thy understanding; and let thy word be the same.ولا تصر عدوا بعد ان كنت صديقا فان القبيح السمعة يرث الخزي والعار وكذلك الخاطئ ذو اللسانين"Instead of a friend become not an enemy; for thereby thou shalt inherit an ill name, shame, and reproach: even so shall a sinner that hath a double tongue(سي5: 11, 12, 6: 1)؛ه – لذلك يحذر بن سيراخ من مجاراة المنافقين, والسير فى ركاب رياءهم وتكبرهم على الله ووصاياه قولا او سلوكا, إذ سيسقطون صفاتهم علينا او نكتسبها منهم فى النهاية, ولنتذكر ان الغضب الالهى قادم لامحالة على الخطاة فى حياتهم, والموت الابدى هو عاقبتهم فيقول:"لا تنظم نفسك في عداد (لا تُصاحِبِ), الخاطئين؛وتَذكَّرْ أنَّ غضَبَ الله لا يُبْطِئْ, ضع نفسك جدا (= تواضَعْ إلى أقصى حَدٍّ)؛لان عقاب المنافق (الكافر), نار ودود(= لأَنَّ فَسادَ الموتِ يُصيبُ الأُشرارَ)"؛ (سي 7 : 17 - 19)؛(Number not thyself among the multitude of sinners, but remember that wrath will not tarry long. Humble thyself greatly: for the vengeance of the ungodly is fire and worms) ؛وهى الاشارة الثانية والاخيرة فى العهد القديم بان العقاب هو النار والدود فقد كانت الاولى فى قول الوحى الالهى على لسان أشعياء: " ويخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا علي لان دودهم لا يموت ونارهم لا تطفا ويكونون رذالة لكل ذي جسد" (أش 66 : 24), وفى كلاهما تشير النار والدود الى وادى (= "جه" فى العبرية), هنوم أسفل جبل الهيكل حيث كانت تلقى اليه بقايا ذبائح الهيكل تلقى وتحرق ويتكاثر على جنباته الدود, ومنه اشتق اسم " جهنم" (مت 5 : 30 , 10 : 28 , 18 : 9 , 23 : 33 , مر 9 : 43, 45 , 47 , ....يع 3 : 6 , 2 بط 2 : 4)؛ج - ولذلك يعود بن سيراخ فيكرر النصيحة بانه ليس من الحكمة أن نساير الأشرار أو ننافقهم او حتى نحسدهم على نجاحهم هنا (قابل مز 37 : 1 – 3 , 73 : 3 , 17 , أم 24 : 1....), ولا سيما المنافقين المتهورين منهم, الذين سلاحهم البطش والارهاب والقتل فى سبيل تحقيق هذا المجد الدموى والنجاح على اشلاء الابرياء, إذ علينا ان لا ندنو منهم قدر المستطاع, وان نتعامل معهم بحكمة فائقة, ففخاههم منصوبة فى كل مجالات الحياة التى يشاركونا فيها, بل وجاهزه فى كل لحظة لاصطياد ابناء الله والتنكيل بهم, وسهام غدرهم وظلمهم مصوبه لسفك دم كل من يطل براسه منا خارج سور المدينه التى فيها: " إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ, وهُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ " (مز 48) فيقول:؛ "لا تَغَرْ من نَجاحِ (مجد), الخاطئ فإِنَّكَ لا تَعلَمُ كَيفَ يكون انقلابه (عاقِبَتُه)؛ولا ترتض بمرضاة المنافقين (= لا تَرْضَ بِما يُرْضي الكافِرين)؛واذكُرْ أَنَّهم الى الجحيم (حَتَّى مَثوى الأَمْواتِ), لا يُزَكَّون؛تَباعَدْ عَمَّن لَه سُلطانٌ على القَتْل فلا تَشعُرَ بِمَخافَةِ المَوت؛وان دنوت منه فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك؛اعلم انك تتخطى بين الفخاخ وتتمشى على متارس المدن"؛ (سي 9 : 16 - 19)؛[/center] | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع السبت يناير 26, 2013 10:48 pm | |
| ز - إن الذين يحبون الله يعرفون الحق وهو الحاكم لافكارهم, ويفرحون بالعدل وهو الموجه لمسلكهم, فوصايا الله تعطى الإرشاد والتشجيع لتجنب الخطية، وتحفظ الاتقياء من إثارات الخطية ولذلك فأرائهم وقراراتهم ورؤاهم سليمة وسديدة, وعلى النقيض من ذلك المنافقون الذين يتهربون من الله ومن حكمته وبره, ويحتالون لكى يتحللّوا من وصاياه, فلذلك يهرب العدل بينهم ومنهم فيعثرون, وحتى فى عثرتهم, لا يأبهون بتاديبات الله لهم, بل يمضون فى غيهم وضلالهم وفى ظلمة جهلهم, يرفضون التوبيخ لانه متكبرون ومحبين لذاتهم ولشهواتهم, ويلتمسون لأنفسهم الأعذار للاستمرار فى خطاياهم ومسالك نفاقهم الردئ فيقول:
" وعلى هذه كُلِّهاَ بارِكْ صانِعَكَ الَّذي يُسكِرُكَ مِن طَيِّباتِه؛
من اتقى الرب يقبل تاديبه والمبتكرون اليه يجدون مرضاته؛ من ابتغى (أَمعَنَ النَّظَرَ), الشريعة يمتلئ منها المُراءي يعثر (stumbles), فيها (فهي لَه حَجَرُ عَثرَة) ؛ أَلَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبَّ يجدون (يَهتَدونَ), إِلى العَدْل ويوقدون من الاحكام مصباحا لهم (ويَجعَلونَ أَحْكامَهم تَتألقُ كالنُّور)؛
الانسان الخاطئ يجانب (يَرفُضُ), التوبيخ ويَجِدُ حُجَجًا تُوافِقُ مُبتَغاه "؛
(سي 32 : 17 – 21)؛
ح - ولذلك يعود بن سيراخ فيكرر النصيحة بانه ليس من الحكمة أن نساير الأشرار أو ننافقهم او حتى نحسدهم على نجاحهم هنا (قابل مز 37 : 1 – 3 , 73 : 3 , 17 , أم 24 : 1....), ولا سيما المنافقين المتهورين منهم, الذين سلاحهم البطش والارهاب والقتل فى سبيل تحقيق هذا المجد الدموى والنجاح على اشلاء الابرياء, إذ علينا ان لا ندنو منهم قدر المستطاع, وان نتعامل معهم بحكمة فائقة, ففخاههم منصوبة فى كل مجالات الحياة التى يشاركونا فيها, بل وجاهزه فى كل لحظة لاصطياد ابناء الله والتنكيل بهم, وسهام غدرهم وظلمهم مصوبه لسفك دم كل من يطل براسه منا خارج سور المدينه التى فيها: " إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ, وهُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ " (مز 48) فيقول:؛
"لا تَغَرْ من نَجاحِ (مجد), الخاطئ فإِنَّكَ لا تَعلَمُ كَيفَ يكون انقلابه (عاقِبَتُه)؛
ولا ترتض بمرضاة المنافقين (= لا تَرْضَ بِما يُرْضي الكافِرين)؛
واذكُرْ أَنَّهم الى الجحيم (حَتَّى مَثوى الأَمْواتِ), لا يُزَكَّون؛
تَباعَدْ عَمَّن لَه سُلطانٌ على القَتْل فلا تَشعُرَ بِمَخافَةِ المَوت؛
وان دنوت منه فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك؛
اعلم انك تتخطى بين الفخاخ وتتمشى على متارس المدن"؛
(سي 9 : 16 - 19)؛
(Envy not the glory of a sinner: for thou knowest not what shall be his end Delight not in the thing that the ungodly have pleasure in; but remember they shall not go unpunished unto their grave. Keep thee far from the man that hath power to kill; so shalt thou not doubt the fear of death: and if thou come unto him, make no fault, lest he take away thy life presently........)؛
ط – لذلك فالدول والممالك تظهر هويتها الحقيقيه من شخصية ملوكها وحكامها, فكما قال سليمان الحكيم: " إِنْ أَصْغَى الْحَاكِمُ إِلَى الأَكَاذِيبِ، يَكُونُ جَمِيعُ رِجَالِ حَاشِيَتِهِ أَشْرَاراً لأَنَّهُمْ يَتَمَلَّقُونَهُ" (أم29: 12), فهى الحقيقة التى يظهرها لنا الكتاب والتاريخ فى استشراء النفاق فى اى امة او شعب وفى اى زمان وموضع, وهكذا ايضا يؤكد بن سيراخ انه كما يكون الحاكم هكذا الشعب, وكما أنه بيد الحاكم سلام شعبه هكذا أيضاً يمكن لحاكم أن يدمر شعب بأكمله، وإذا كان الحاكم عادلا وحكيما فسيسعد شعبه ويعم فبها السلام والرخاء, اما إذا كان منافقا (فاقد التأديب = الحكمة والادب), فسيجعل كل من يمملكته كلها "أرضا للنفاق والتملق" تعمها المؤمرات والانقلابات والارهاب والفقر وعدم الامان, فيقول بن سيراخ أيضا:
" القاضي (الحاكِمُ), الحكيم يؤدب شعبه وتدبير العاقل يكون مرتبا(وسُلطَةُ العاقِلِ تَكون ثابِتَة).
كما يكون قاضي الشعب (حاكِمُ الشَّعبِ ), يكون الخادمون له (وُزَراؤُه ), وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها.
الملك الفاقد التاديب يدمر شعبه والمدينة تعمر بعقل ولاتها"
A wise judge will instruct his people; and the government of a prudent man is well ordered
As the judge of the people is himself, so are his officers;
and what manner of man the ruler of the city is, such are all they that dwell there
An unwise king destroyeth his people;
but through the prudence of them which are in authority the city shall be inhabited.
(سي10: 1 – 3)؛
ح - وكما قال الرب:
"لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب.... ولاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ"؛
(مت 7 : 6 , 15 : 16)؛
يحذر السفر ايضا من اعطاء خبز البنين للمنافقين الخطاة والمتكبرين, فالتحذير هنا ياتى من أن المنافق متكبر وناكر للحق سيستمر فى نفاقه ولن يرتدع بل سيزيد فى نباحه, كمن يعين شريرا فى الاستزادة فى شره ونفاقه, فيقول بن سيراخ ان الله يكره المنافقين واعد لهم مايستحقونه من عقاب فإجتنبوهم!:,
"اعط التقي (فتَنالَ جَزاءً إِن لم يَكُنْ مِن عِندِه فمِن عِندِ العَلِيّ),
ولا تمد الخاطئ فانه سينتقم من المنافقين والخطاة لكنه يحفظهم ليوم الانتقام؛
اعط الصالح ولا تؤاس الخاطئ؛
احسن الى المتواضع ولا تعط المنافق
امنع خبزك ولا تعطه له لئلا يتقوى به عليك؛
فتصادف من الشر اضعاف كل ما كنت تصنع اليه من المعروف؛
ان العلي يمقت الخطاة ويكافئ المنافقين بالانتقام (وُيكافئ الكافِرينَ بِالعِقاب)"
For the most High hateth sinners, and will repay vengeance unto the ungodly,
and keepeth them against the mighty day of their punishment.
(سي 12 : 4 – 7)؛
ي - فكما ان الغنى الروحى أى الحكمة ركيزة الفضائل الثابتة والنامية فى الاتقياء, هكذا الفقر الروحى والجهل ممقوت من الجميع لانه السبب الرئيسى لاضطراد الرياء والنفاق وكل الخطايا؛ اذ تصبح بسببه الماديات والمقتنيات والثروه هى الأساس للحكم والقانون, ويصف بن سيراخ حكم وعرف هؤلاء المنافقين كواقع نعيشه الان, في وسطهم المملوء بالرياء, فبينما يتشدقون بشريعة انفسهم ويتفاخرون بثروات وشهوات بطونهم, هاهم يستحلون بفتاويهم المنافية لكل فطرة وعقل وضمير: كل منكر وشر, ويبتعدون عن كل خير ومعروف, ويبيحون لانفسهم وبانفسهم الرشوة والإرهاب والغدر لكل صوت حق يناوئهم, فيقول عنهم بن سيراخ:
" يزل الغني فيعينه كثيرون يتكلم بالمنكرات فيبرئونه.
يزل المتواضع فيوبخونه ينطق بعقل فلا يجعلون لكلامه موضعا.
يتكلم الغني فينصت الجميع ويرفعون مقالته الى السحاب.
يتكلم الفقير فيقولون من هذا وان عثر يصرعونه.
الغنى يزيد (يَحسُنُ), بمن لا خطيئة له والفقر مستقبح في فم المنافق (الكافِر)"؛
When a rich man is fallen, he hath many helpers: he speaketh things not to be spoken, and yet men justify him: the poor man slipped, and yet they rebuked him too; he spake wisely, and could have no place.
When a rich man speaketh, every man holdeth his tongue, and, look, what he saith, they extol it to the clouds: but if the poor man speak, they say, What fellow is this? and if he stumble, they will help to overthrow him.
Riches are good unto him that hath no sin, and poverty is evil in the mouth of the ungodly
(سي 13 : 30 )؛
ك - والحكيم بن سيراخ اذ يشير الى الحرية التى جبل الله الانسان عليها والى اخر مدى اى فى إختيار مصيره وابديته بنفسه, يقول ان الله أعطى البشر وصاياه لتقوده في طريق التقوى والبر والحياة الأبدية, وحدد أمام الإنسان طريقين: طريق طاعة الوصية هو الحياة وطريق مخالفة الوصية هو الموت, فكما جاء فى الناموس:
" اُنْظُرْ! أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ اليَوْمَ بَرَكَةً وَلعْنَةً. البَرَكَةُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ. وَاللعْنَةُ إِذَا لمْ تَسْمَعُوا لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَزُغْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ" (تث11 : 26 - 28), وهن يمثلهما بن سيراخ بالنار والماء, وهما فى متناول يدى الإنسان: " هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. هَاَنَذَا أَجْعَلُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ الْحَيَاةِ وَطَرِيقَ الْمَوْتِ." وعليه أن يختار منهم, ما يرغب فيه، فيقول بن سيراخ انك بلا عذر ايها الانسان (رو1: 20, 2: 1) إذا إخترت ان تكون من بنى بليعال (لا خير فيهم) المنافقين الفاجرين الكفرة, فيقول:
" الحياة والموت امام الانسان فما اعجبه يعطى له.
ان حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة ويرى كل شيء.
وعيناه الى الذين يتقونه ويعلم كل اعمال الانسان.
لم يوص احدا ان ينافق (ان يصير كافِرًا), ولا اذن لاحد ان يخطئ
He hath commanded no man to do wickedly, neither hath he given any man licence to sin.
لانه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم."
(سي15: 18 – 22)؛
"فشريعة العلي والميثاق والقضاء لا يبرا المنافق"؛
Of the law of the most High, and his covenant; and of judgment to justify the ungodly
(سي 42 : 2),
ل- ويعود الحكيم بن سيراخ ليؤكد على حرية الانسان فى إختيار مصيره وابديته بنفسه مجددا, فان كل شىء يعود إلى أصله حتى الأشرار يرتدّ عليهم شرّهم ويمضون من شقاءهم فى الدنيا إلى عذاب الدينونة, ولكنه يقر بأن شر الإنسان لا يأتى عليه فقط وإنما يضر بذريته ويلحق بهم العار والخزى كذلك (قابل أم 14 : 26 , سي 40 : 15)، فالاب المنافق يتأثر اولاده ببيئة الفساد والافساد التى يحيون جميعا بسببه فيها, وهكذا ايضا من يعاشر المنافقين سيرث حب النفاق وممارسة الشرور والفجور, ويستحق الويل واللعنه والهلاك ككل بنو بليعال المرائين الرجسين التاركين شريعة الله الحق:؛
"بنو الخطاة بنو رجس وكذلك الذين يترددون إلى بيوت المنافقين؛
The children of sinners are abominable children, and they that are conversant in the dwelling of the ungodly
بنو الخطاة يهلك ميراثهم ويلازم ذريتهم العار؛
الأب المنافق يتشكى منه بنوه لأنهم بسببه يلحقهم العار؛
The children will complain of an ungodly father, because they shall be reproached for his sake.
ويل لكم أيها الرجال المنافقون النابذون لشريعة الإله العلي؛
Woe be unto you, ungodly men, which have forsaken the law of the most high God! for if ye increase,
it shall be to your destruction
فإنكم إذ ولدتم إنما ولدتم للعنة ومتى متم فاللعنة هي نصيبكم؛
And if ye be born, ye shall be born to a curse: and if ye die, a curse shall be your portion.
كل ما هو من الأرض يذهب إلى الأرض كذلك المنافقون يذهبون من اللعنة إلى الهلاك"؛
All that are of the earth shall turn to earth again: so the ungodly shall go from a curse to destruction.
(سي 41 :8 - 13),
م – واذ يؤكد الحكيم بان أن بنى الأشرار المنافقين ( بنى بليعال = الذين لا خير فيهم), يشبهون اغصانا لا أصل لها، أو جفت جذورها لعدم الإمتداد بسبب مقابلتها لصخر فى التربه (قابل مت 13 : 5 , مر4 : 5 , لو 8 : 6), فان ذريتهم لن يتقبلوا كلمة الله ونعمته بسهوله ولن تنبت ابناءا لله بسبب قساوة قلوبهم فيقول:؛
"اعقاب المنافقين لا ياتون بفروع كثيرة, والأصولُ النَّجِسَةُ هي على صَخرٍ صُلْب"؛
The children of the ungodly shall not bring forth many branches:
but are as unclean roots upon a hard rock.
(سي 40 : 15)؛ | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع السبت يناير 26, 2013 10:51 pm | |
| ن - لذلك يحذر بن سيراخ من الانسياق لتعاليم الذين من خارج كثيرو التوالد – الزواج المتكرر والمتعدد, ولا نتمثل بهم فولد واحد او حتى لا ولد لنا خير من يكون لنا ولد منافق لا خير فيه كاولادهم الكثر الذين لا يعرفون الله الحقيقى (قابل حك 3 : 10 – 12 , 4 : 3), فيقول بن سيراخ:؛
"لا تشته كثرة اولاد لا خير فيهم ولا تفرح بالبنين المنافقين ولا تسر بكثرتهم اذا لم تكن فيهم مخافة الرب؛
لا تثق بحياتهم ولا تلتفت الى مكانهم؛
ولد واحد يتقي الرب خير من الف منافقين؛
والموت بلا ولد خير من الاولاد المنافقين"؛
Desire not a multitude of unprofitable children, neither delight in ungodly sons
Though they multiply, rejoice not in them, except the fear of the Lord be with them.
Trust not thou in their life, neither respect their multitude:
for one that is just is better than a thousand;
and better it is to die without children,
than to have them that are ungodly.
( سي 16 : 1 – 4)؛
س – وكما قال داود النبى: " لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ. أَمَّا نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْر" (مز 115 : 17، 18), يقول بن سيراخ إن الاعتراف والتوبة والندم والاقلاع عن الخطية هو الطريق الوحيد الذى رسمه الله للنجاة من الغضب والموت الابدى, فالعزاء والرحمة والمغفرة للاحياء التائبين, لانه لا فائدة من إعتراف المنافقين الاموات ساكني القبور لانهم لن يرحمون:؛
" لكنه جعل للتائبين مرجعا وعزى ضعفاء الصبر ورسم لهم نصيب الحق؛
فتب الى الرب واقلع عن الخطايا؛
تضرع امام وجهه واقلل من العثرات؛
ارجع الى العلي واعرض عن الاثم وابغض الرجس؛
... لا تلبث في ضلال المنافقين اعترف قبل الموت فان الاعتراف يعدم من الميت اذ يعود كلا شيء؛
Who shall praise the most High in the grave, instead of them which live and give thanks?
Thanksgiving perisheth from the dead, as from one that is not:
انك ما دمت حيا معافى تحمد الرب وتفتخر بمراحمه؛
ما اعظم رحمة الرب وعفوه للذين يتوبون اليه."
(سي 17 : 20 – 28)؛
ش – وككل اسفار الكتاب ينعت سفر بن سيراخ المنافق بالغباء والحماقة والنجاسة والرجس والسفه, ويحذر من مخالطته ومن ثم التلوث بما فيه من دنس:؛
"اما الاحمق فحياته اشقى من موته؛
النوح على الميت سبعة ايام والنوح على الاحمق والمنافق جميع ايام حياته؛
لا تكثر الكلام مع الجاهل ولا تخالط الغبي؛
تحفظ منه لئلا يعنتك وينجسك برجسه؛
اعرض عنه فتجد راحة ولا يغمك سفهه"؛
but the life of the fool is worse than death.
Seven days do men mourn for him that is dead; but for a fool and an ungodly man all the days of his life.
Talk not much with a fool, and go not to him that hath no understanding:
beware of him, lest thou have trouble, and thou shalt never be defiled with his fooleries:
depart from him, and thou shalt find rest, and never be disquieted with madness.
(سي 22 : 12 - 16)؛
ش - فحماقة المنافق تظهر جليه بعدم قبوله التأديب فإنه يضيع كل فرصة يتيحها له الله للتوبه الحقيقية؛ وبدلا من الطاعة والتأدب فهو ينافق حتى فى وسائط الاعتراف بالخطية ذاتها ( قابل إش 11 : 1 , إر 6 : 20 , هو 8 : 13 , عا 5 : 22 ...الخ), بسوء معتقده انه بكثرة تقدماته يغفر له الله, فيقول:؛
"ليست مرضاة العلي بتقدمات المنافقين ولا بكثرة ذبائحهم يغفر خطاياهم." ( سي 34 : 23 )؛
ولذلك يحذر الحكيم من اتخاذ المنفق مرشدا فمن أين للخاطئ بمشورة صالحة, أو لظالم بالمحاماة عن الحق:؛
"لا تستشر المنافق في التقوى ولا الظالم في العدل"؛
Neither consult with…..; nor with an idle servant of much business: hearken not unto these in any matter of counsel.
(سي 37 : 12)؛
ص – ويقول بن سيراخ إن كل الخليقة كلها تطيع أمر الله وهي رهن إشارة الله وتنفذ إرادته في عقاب الأشرار المنافقين, وكل مكونات الطبيعة من مواد وحيوانات وقوى وضربات وحروب وغيرها, هى ادوات غضب الله المنصب لهلاك هؤلاء الفجار وفى تجمعاتهم وحسب ارادته وفى الاوقات التى يحددها الرب, ويجب على الاتقياء ان يدركوا حكمة الله ويمجدوه ويفرحوا بالحق وبوصاياه التى تحفظهم خارج نطاق غضبه:؛
"مِنَ الرياحِ رِياحٌ خُلِقَت لِلعِقاب وفي غَضَبِه يُشَدَدُ بَلاياهم وفي وَقتِ الاْنقِضاء َتَصُبُّ قوّتَها وتسُكِّنُ غَضَبَ صانِعِها؛
النَّارُ والبَرَدُ والجوعُ والمَوت هذه كلُها خُلِقَت لِلعِقاب؛
أَنْيابُ السِّباعِ والعَقارِبُ والأَفاعي والسَّيفُ تنتقم من المنافقين بإهلاكهم؛
هذه تفرح بوصيته وعلى الأرض تستعد لوقت الحاجة وفي أزمنتها لا تتعدى كلمته؛
فالآنَ أَنشِدوا بِكُلِّ قُلوبِكم وأَفْواهِكم وبارِكوا اْسمَ الرَب "؛
(سي 39 : 34 – 41)؛
رابعا - والمرائى خبيث ومكير وجبان دائما, لان الخُبثَ لغويا هو نفسه: الرياء، والمكر، والمداهنة؛ والمرائى لذلك يتصف بالجبن لان الخبث ينتج عنه الخوف والقلق والشك، ومتعب للضمير (أع 23 : 1), هذا اذا صحا هذا الضمير ان لم يكن قد توارى واندثر؟!- فربما قد يثور على المنافق الشرير ويدين أعماله وأقواله، ويسبب له آلاما نفسية فيتخيل المتاعب فى حجم أكبر من حجمها وتزيد من شعوره بالخوف والضياع، لكن الضمير الانسانى وهو الحكم الاخلاقى على الامور يتأثر بعوامل كثيرة أخرى اهمها فكر ومبادئ الجماعة التى ينتمى اليها فاذا كانت الجماعة تتخد من الرياء سبيلا فلا عجب ان تتخذ بسبب الخوف الدائم من النفاق والتقية والاتقاء عقيدة, وسنشرح ذلك فيما بعد- لذلك يقول الحكيم:؛
" لان الخبث ملازم للجبن فهو يقضي على نفسه بشهادته ولقلق الضمير لا يزال متخيلا الضربات؛
فان الخوف انما هو ترك المدد الذي من العقل؛
وانتظار المدد من الداخل اضعف ولذلك تحسب مجلبة العذاب المجهولة اشد"؛
( حك 17 : 11 – 13 )؛
فالخَوفُ يحرم الإنسان من التفكير المتعقل والمتروى والإتزان الانفعالى مما يجعله يتخبط فى افعاله واقواله وقراراته، انه واقع نلمسه من تصرفات وتصريحات الجماعات المنغلقة التى كانت كالخفافيش تنمو رعبا فى الظلام وما أن سمح لها بالظهور والتفاعل حتى كشفت عن صريح نفاقها وقتامة فكرها وبئس أعمالها المخالفة للضمير الاخلاقى؛
وللاسف فهم لا يتعظون!؛
==========================
نتابع ذلك فى الجزء الخامس بمعونة الرب
ولربنا كل المجد. آمين | |
| | | | الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء الرابع | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|