الـملكة ام النور منتدى الـملـكة ام النور يضم ترانيم ,افلام ,قداسات,صور دينية ,مواضيع روحية ,عظات ,تاملات قداسة البابا,الحان,اكلات صيامي,مسرحيات للاطفال |
المواضيع الأخيرة | » قطمارس الصوم الكبير - محاور الربط فى القراءات اليوميةالسبت مارس 19, 2016 6:55 pm من طرف romany.w.nasralla» ”اللي خلف مامتش“ - رؤية مسيحيهالأحد فبراير 28, 2016 6:21 am من طرف romany.w.nasralla» ما وصف بالأعظم جمالا أو بالأبدع حسنا أو بالأكثر حلاوة فى آيات العهد القديم؟!الأحد يونيو 28, 2015 11:26 pm من طرف romany.w.nasralla» 4 – من أجمل كلمات عريس النشيد: "مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ،...السبت يونيو 20, 2015 4:22 am من طرف romany.w.nasralla» مواطن القبح الحسي الجسدى، والجمال الكتابي الروحي في تشبيهات اعضاء جسم عروس النشيد الجمعة يونيو 12, 2015 11:40 pm من طرف romany.w.nasralla» طريقة عمل العيش الفينو بالصور والشرحالسبت مارس 28, 2015 1:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحان ترتيب اسبوع الالام كاملة للمرتل بولس ملاكالجمعة مارس 27, 2015 2:17 pm من طرف MELAD YOUSEF» انا :سامحنى ياربالخميس مارس 26, 2015 10:55 pm من طرف MELAD YOUSEF» الله ساهر هذه الليلة انه لا ينعس ولا ينامالخميس مارس 26, 2015 10:33 pm من طرف MELAD YOUSEF» الحصان قد يطيرالخميس مارس 26, 2015 10:04 pm من طرف MELAD YOUSEF» تأمل لا أُهملك ولا أتركك. تشددْ وتشجعالخميس مارس 26, 2015 9:51 pm من طرف MELAD YOUSEF» طبيب لـ ريهام سعيد غوري في داهيةالخميس مارس 26, 2015 7:02 pm من طرف MELAD YOUSEF» "يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ." (أم23: 25) الأحد مارس 22, 2015 5:31 pm من طرف romany.w.nasralla» تشبيهات الروح القدس فى الكتاب المقدس الجمعة نوفمبر 21, 2014 5:08 am من طرف romany.w.nasralla» الان حصريا سلسلة الكتاب العظيم(قصص من الكتاب المقدسالأحد سبتمبر 21, 2014 2:53 pm من طرف marie13 |
اتـصـل بـنـا |
اتـصـل بـنـا
Webmaster
مـيـلاد يـوسـف
Email
Ebn.el3adra22@yahoo.com
|
التبادل الاعلاني | ">
|
|
| الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء التاسع | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء التاسع الأحد أغسطس 26, 2012 10:05 pm | |
| الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس
3 - والرياء (Hypocrisy ), والعمى الروحى ( Spiritual blindness ), مترافقان, أوعمى البصيرة ( Blinding foresight ), والنفاق متلازمان , فالمرائى هو: أعمى قلب, شرير الحواس, ومعتم عقل, و مظلم الباطن, وبالتالى فهو فاقد للوضوح ( clarity, intelligibility, clearness ), والفطنة ( acumen, discernment, perspicacity ), والسهولة ( easiness, facility, freedom ), وحدة الذهن ( subtlety, sharpness ), والحكمة والتعقل والرجاحة ( wisdom, discretion, foresight, sapience ), التى تمكن الانسان من الحكم السليم على الامور, والنظر والتبصر (vision, foresight, discernment, sight, prevision, judgment ), فى عواقبها, لان المنافق كذتك: فاقد للطهارة والسَلِامَ والاذعان للحق والرفق والرحمة يرتاب ويخدع فى كل شئ؛ يسعى الى: الْمَجْدُ الباطل, وَتتملكه: الْعَظَمَةُ الخبيثة وَالتسُّلْطَ والتكبر الدنئ؛ لأنه: فاقد للْحِكْمَةُ؛ الَّتِي مِنْ: الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا؛ أبي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران؛ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ والمعرفة ( يع 3 : 17 ؛ يع 1 : 20 ؛ يه 1 : 25 ؛ كو 2 : 3 ),
أ- ففى الموعظة على الجبل – وبعد ان كشف الرب الرياء فى الممارسات التعبدية الصدقة والصلاة والصوم - اضاف الرب تعريفا رائعا وعميقا للمنافق والمرائى فى قوله الالهى: " سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة (: if therefore thine eye be single ), فجسدك كله يكون نيرا ( thy whole body shall be full of light ), وان كانت عينك شريرة ( But if thine eye be evil ), فجسدك كله يكون مظلما (thy whole body shall be full of darkness. ), فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون( If therefore the light that is in thee be darkness, how great is that darkness! )" ( مت 6 : 22 , 23 ), فالمرائى: ذو عين مركبه او معقدة (single, Complex Not ), لان العين البسيطة إنّما هي المميِّزة للحق والنور والتي لا تنظر في اتّجاهيّن، ولا يكون لها أهداف وغايات متضاربة (Machiavellian ), بل لها اتّجاه واحد وهدف واحد بلا لف او دوران, أما العين الشريرة فهي المركبة(Duplicity, Duality, ), او المنحرفة (cant), الخبيثة المداهنة (Oiliness ), المخادعة (Dissemblance Deception,), غير المميِّزة للنور والحق (falsity), وبالتالي تسوق الإنسان بكل كيانه في الاتجاه السلبي (Downside), لتحكمه الأفكار الشريرة والنزعات المعادية للحق والكارهة للخيِّر، فتسكنها العداوة والبغضة والحسد والنقمة واليأس والشك وعدم الاخلاص (insincerity) ...الخ, إذ تفقد روح الحكمة والتمييز(discrimination ), لأن:" اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ" ( جا 2 : 14 ), ومن هنا المرائى الشرير ذو العين المركبة مستحق الويل كقول الكتاب: " وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا. " ( إش 5 : 20 ), وهو ضد للمسيح البسيط: " النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ" ( يو 1 : 9), الذى: كل من يؤمن به " لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ " ( يو12 : 46 ), ومن ترحب به عينيه ( يو 3 : 21 ), يتزايد نوره: " فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" ( يو 8 : 12 ), فتتلألئ إستنارته (Enlightenment ), الروحية: " فكُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا " ( مت 6 : 22 )، وكل عين لا تقبله ( يو 3 : 20 ), فهى عين مركبة صاحبها منافق جبان, يرفع عنه النور: " تُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ، وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ دَائِمًا ( واْنحْنِاء – إرتجاف - ظُهورَهم في كُلِّ حين) " ( مز 69 : 23 ), ويصاب بعمى البصيرة: " كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا" ( مت 6 : 23 ), ونجاسة القلب ( Uncleanness heart ) ( مر 7 : 20 – 23 ), وتغشاه عتامة الجهل (Opacity of unprudent ) ( رو 1 : 22 ), وظلمة الذهن ( Darkness of the mind ): " لاَ يَعْرِفُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ لأَنَّهُ قَدْ طُمِسَتْ عُيُونُهُمْ عَنِ الإِبْصَارِ، وَقُلُوبُهُمْ عَنِ التَّعَقُّلِ." ( إش 44 : 18 ), ويَعْثُرُ ( أم 4 : 9 ), " لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيهِ " ( يو 11 : 10 ), و يَسِيرُ كالاعمى فِي الظَّلاَمِ " لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ " ( يو 12 : 35 ), ِ يَصْمُتُ ولا يَغْلِبُ ( 1 صم 2 : 9 ), فكل من لايؤمن بالنور الحقيقى او يستهين بابناء النور: " يَمْلِكْهُ الظَّلاَمُ وَظِلُّ الْمَوْتِ. ( أي 3 : 5 ), ويكون: " نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ - الْخَائِنِينَ - هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ " ( مت 24 : 51 , لو 12 : 46 )؛
ب – ولهذا ايضا ياإخوتى تأخذ كلمات الرب التالية والتى قالها بعد مقارنته الالهية عن الفرق بين العين البسيطة وتلك الشريرة مباشرة: " لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ, لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ" ( مت 6 : 24 , لو 16 : 13 ), بعدا اوسع ومفهوما اعمق من المعنى الحرفي لمحبة المال والغنى والثروة - وهو صحيح تماما كقول الكتاب: " لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ " ( 1 تي 6 : 10 )؛ و " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ ْرُكُكَ حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟" ( عب 13 : 5 , 6 ), لان المال هنا مترجمة عن كلمة "مامون"، الأرامية ومعناها: الثروة أو مايسعى له الانسان ويخدمه. وهو ماعناه الرب يسوع فى قوله: "لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (مامون)" (مت 6: 24، لو 16: 13)، لأنه متى امتلك المال قلب الإنسان، لم يعد هناك مكان لمحبة الله. وتكون نتيجته أن يصبح الإنسان عبداً للمال ( مت 6 : 21، لو 12 : 34 ), اى الباطل الزائل ( 1 يو 2 : 17 ), الذى يعطيه العالم والاشياء التى فى العالم: " شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ " ( 1 يو 2 : 15 , 16 ), [ عَالِمِينَ أَنَّ سَيِّدَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مُحَابَاةٌ (ولاَ يُرَاعِي مَقَامَاتِ النَّاسِ ), = your Master also is in heaven; neither is there respect of persons with him ] ( أف 6 : 9 )’ الذي أعد لتا: "مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا " ( عب 10 : 34 ), ويريد أن يكون كل قلب وعقل الإنسان خالصان له: " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" ( مت 22 : 37 ), محبة كاملة:" مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ ( 1 تى 1 : 5 ), أو بألمختصر: " مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ " ( رو 12 : 9 , 2 كو 6 : 6 , 1 بط 1 : 22), لانه يستحيل أن نخدم المال بأمانة لحساب العالم ونكون في ذات الوقت أمناء في خدمة المسيح بالروح والحق ( يو 4: 23 , 24 ), " وبلا فَلْسَفَةِ وَغُرُورِ الْبَاطِلِ، عَمَلاً بِتَقَالِيدِ النَّاسِ وَمَبَادِيءِ الْعَالَمِ؛ مِمَّا لاَ يُوَافِقُ الْمَسِيحَ" ( كو 2 : 8 ), فكما أن محبة المال تبعد الانسان عن طريق الرب, يعمل الرجاسات بأنواعها فى سبيل الاستزادة منه, فإن برر افعاله بنفسة لنفسه وحتى للناس فهو امام الله مكشوف بانه رجس وفاجر ومنافق لانه يخدم سيد اخر- تحت أى تسميه – دون الله, وهذا ما اوضحه الرب فى مثل لعازر والغنى ومثل مال الظلم, الذى اورد القديس لوقا فى نهايته ( لو 16 : 10 – 13 ), نفس كلمات الرب فى الموعظة عاليه ( مت 6 : 24 ), ولذلك اكمل القديس لوقا قائلا وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ المراؤون: " يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ" ( لو 16 : 14 , 15 ), فهنا يظهر لنا الرب ما يلى:
أ- أن سلاح المرائين ضد كلمة الله الكاشفة لخفايا القلوب هو الاستهزاء, فالمرائى بدلا من اعترافه بشره يتظاهر بالبروالطهارة, وبدلا من تفهم كلمة الله البسيطة النقية, يناقض الناموس الإلهى بالتدقيق في تنفيذ شرائع البطل الوضعية وفتاوى البشر وتفاليد الناس, ويتشدق يفلسفة الجهل وغرور السلطة والمجد الباطل، وفى كل مواجهة معه, تظهر حقيقة عمى بصيرته وظلمة عقيدته وفساد مبادئه, فيخفى سم نفاقه لله والناس بستار المكر والخداع والكبرياء والعجرفة والاستعلاء، وسريعا يشرع سلاح العداوة والبغضة والنقمة والتشكيك والاستهزاء؛
ب- وكأن يسوع المسيح إبن الانسان هنا يحاورهم – ومشيرهم الى مايعرفونه جيدا فى الناموس والانبياء - قائلا: انا هو السيد الوحيد: " نور العالم" ( يو 8 : 12 ), " خبز الحياة" ( يو 6 : 48 ), " الراعى الصالح" ( يو 10 : 11 ), " الكرمة الحقيقيه" ( يو 15 : 1 ), " الطريق والحق والحياة" ( يو 14: 6 ), " القيامة والحياة" ( يو 11: 25 ), " كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ " ( مت 11 : 27 , لو 10 : 22 , يو 3 : 36 , يو5 .... ), " فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ " ( إر 17 : 10 , رؤ 2 : 23 ), " الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي " ( يو 8 : 18 ), وانتم أيا من كان هو سيدكم و الهكم و المستعلى وألاكبر لديكم, ماهو إلا رجس وملعون امامى وبئس ماتعبدون: " لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ أَمَّامى, انا الرَّبُّ صَانَعَ السَّمَاوَاتِ, مَجْدٌ وَجَلاَلٌ قُدَّامَى, الْعِزُّ وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِى؛ .... أنَّكُم أنتُم كلا شيءٍ، وأنَّ أعمالَكُم كالعَدَمِ رِجْسٌ ومَلعونٌ هُوَ الَّذِي يَخْتَارُكُمْ " ( مز 96 : 5 , 6 ؛ إش 41 : 24 ),
ج - وبذلك ياإخوتى فإن كل المرائين المستهزئين الذين يدعون البر لانفسهم وبانفسهم هم ارجاس امام الله وبلسان ابن الله الحى نفسه وكما قال الرسول بولس: " لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَه, وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً, حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ" ( 1 كو 1 : 29 – 31 ), فالرجاسة لغويا تعنى قذارة ونجاسة ودنس العبادة والتعبد (خر 8: 26، تث 32: 16، 2 مل 23: 13، إش 44: 19), وتطلق على: " متشامخ القلب " ( ام 16: 5 ) و " طريق الشرير " ( ام 15: 9 )، و " افكار الشرير " ( ام 15: 26 ) و " مبرئ المذنب ومذنب البريء " (ام 17: 15), و " تقدمات الأشرار " و " صلوات المخادعين " (ام 15: 8، 21: 27، 28: 9), وعبادة الأوثان (تث 29: 17، إر 4: 1، 13: 27، حز 20: 7 و 8 هو 9: 10)، " وممارساتهم المحرمة " (إر 16: 18، حز 11: 18 – 21), والمرائى يتصف بكل هذه الرجاسات قلبا وفكرا وسلوكا وعبادة وفوقها السفه والافتراء والاستهزاء: " بكُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ" ( في 4 : 8 )؛
د - ولذلك يقول القديس بولس عن المرائي - الفريسي اليهودى - الرجس الصلف المستهزئ – او من على شاكلته من الذين من خارج وفى كل تعبد او معتقد آخر : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى، فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ، الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالافْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ، وَمُنَازَعَاتُ أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ. تَجَنَّبْ مِثْلَ هؤُلاَءِ, وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ, لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ." ( 1 تي 6 : 3 – 7 )؛
ه - انها بالحقيقة رسالة الفادى - فاحص القلوب والكلى - لكل اولاده الكاشفة زيف المرائين المتاجرين بالتقوى الباطلة المتباهين بالسلطة والثروة والفوة, بكونهم ارجاس مدنسين وينجسون: " يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ" ( تى 1 : 16 ), وكذلك اعمال حقدهم وسفاهتهم ضد الله واضطهادهم لاولاد الله فسيمضون معها الى العدم لانهم اصلا كلا شئ امام الله ( إش 41 : 24 )؛
و - ولكن علينا أن نحد من مناقشاتنا معهم وان لا ننجر الى بذائتهم وسفههم, فحسنا قال الحكيم بن سيراخ: " لا تكثر الكلام مع الجاهل ولا تخالط الغبي, تحفظ منه لئلا يعنتك وينجسك برجسه, اعرض عنه فتجد راحة ولا يغمك سفهه = Talk not much with a fool, and go not to him that hath no understanding: beware of him, lest thou have trouble, and thou shalt never be defiled with his fooleries: depart from him, and thou shalt find rest, and never be disquieted with madness " ( سي 22 : 14 – 16 ), وكما يقول الروح القدس على لسان بولس الرسول: " . لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشّر فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا، بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ. لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرًّا. " ( 1 بط 3 : 12 – 17 ),
4 – ولهذا خاطب المسيح قادة اليهود من الكتبة والفريسيين والكهنة المراؤون عندما صب عليهم ويلاته ( مت 23 : 13 – 26 , مر12 : 38 - 40 , لو20 : 45 – 47 ), كاشغا حمقهم وعمى بصيرتهم ب: " أيها القادة العميان = Ye blind guides " ( مت 23: 16 , 24 ), و " ايها الجهال – الحمقى غير الحكماء - والعميان = Ye fools and blind " ( مت 23 : 17 , 19 ), لانهم حولوا الشعب كله الى مرائين, وهكذا على مر التاريخ يتضح لنا انه: اذا استحكم العمى الروحى فى رعاة وقادة اى أمة, وتغلغل الرياء فى تكتلات قضاتها ومعلميها وفلاسفتها وساستها تتحول الامة كلها الى مجامع للشر والظلمة فتعلم وتحكم بما يخالف وصايا وشرائع الله الحق والنور, قيصير الشعب كله الى أمة منافقة مرفوضة من الله ولذلك قال الرب لتلاميذه انه لا امل فى الكل لان عمى البصيرة تمكن من الجميع قادة وبسطاء: " اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ" ( مت 15 : 14 ), موضحا ذلك فى قوله: " حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاس, لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ" ( مر 7 : 6 – 8 )؛
==========================
بقية الجزء التاسع بتعليقنا ادتاه | |
| | | romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: رد: الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء التاسع الأحد أغسطس 26, 2012 10:08 pm | |
| أ - ولهذا يخبرنا انجيل يوحنا انه بعد ان فتح الرب عيني المولود اعمى وطرد الفريسيين لهذا المسكين الذى اعلن جهارا ايمانه بالرب, جاء حديث الرب عن نفسه كراعي صالح، مظهرا الفارق بين الراعي الامين المهتم بخرافه, والذي يشتاق إلى خلاصهم, وهؤلاء القادة المراؤون والمعلمون الكذبة, الذين يهمتمون بكرامتهم الذاتية وسلطانهم ومكاسبهم, والذين يدَّعون لأنفسهم البصر والبصيرة والعلم والمعرفة، فقاوموا ورفضوا الإيمان لأن غلظة قلوبهم أعمت بصائرهم واصروا على رياءهم وكبريائهم وبعناد شديد غير معترفين بالعمى الروحى ولا الظلام المتمكن فى باطنهم فحق عليهم قول الرب إتركوهم فخطيتهم باقية والعقاب مهيأ ومعد سلفا: " لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ, فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ."( يو 9 : 39 – 41 ), وحتى بعد ان اقام الرب لعازر من الاموات – بعد ان أنتن - يقول يوحنا الانجيلي: " وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الَذي قَالَه......: قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. قَالَ إِشَعْيَاءُ هذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللهِ." ( يو12: 35 - 50 ), فحق فيهم قول الروح القدس المسبق على لسان إرميا النبى: " اِسْمَعْ هذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ. أَإِيَّايَ لاَ تَخْشَوْنَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَرْتَعِدُونَ مِنْ وَجْهِي؟ أَنَا .... وَصَارَ لِهذَا الشَّعْبِ قَلْبٌ عَاصٍ وَمُتَمَرِّدٌ. عَصَوْا وَمَضَوْا. وَلَمْ يَقُولُوا بِقُلُوبِهِمْ... آثَامُكُمْ عَكَسَتْ هذِهِ، وَخَطَايَاكُمْ مَنَعَتِ الْخَيْرَ عَنْكُمْ. لأَنَّهُ وُجِدَ فِي شَعْبِي أَشْرَارٌ يَرْصُدُونَ كَمُنْحَنٍ مِنَ الْقَانِصِينَ، يَنْصِبُونَ أَشْرَاكًا يُمْسِكُونَ النَّاسَ. مِثْلَ قَفَصٍ مَلآنٍ طُيُورًا هكَذَا بُيُوتُهُمْ مَلآنَةٌ مَكْرًا. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ عَظُمُوا وَاسْتَغْنَوْا. سَمِنُوا. لَمَعُوا. أَيْضًا تَجَاوَزُوا فِي أُمُورِ الشَّرِّ. لَمْ يَقْضُوا فِي الدَّعْوَى، دَعْوَى الْيَتِيمِ. وَقَدْ نَجَحُوا. وَبِحَقِّ الْمَسَاكِينِ لَمْ يَقْضُوا. أَفَلأَجْلِ هذِهِ لاَ أُعَاقِبُ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَنْتَقِمُ نَفْسِي مِنْ أُمَّةٍ كَهذِهِ؟ صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَة. اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ، وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ، وَشَعْبِي هكَذَا أَحَبَّ. وَمَاذَا تَعْمَلُونَ فِي آخِرَتِهَا؟ " ( إر 5 : 21 – 31 ), ولخص الرسول بولس كل ذلك فى قوله: " أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ." ( 2 كو 3 : 14 )؛
ب- فقد جلس هؤلاء الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ المراؤون فى مجمع الله يعلمون ويقضون, وبسبب نفاقهم واغراضهم الشخصية فقدوا استنارتهم وما عادوا يرون إرشاد الله الذي يعطيه للقضاة والمعلمين من ابناء الله فصاروا يدققون فى الوصية التى تحقق هدفهم المادى وجشعهم ويتهاونون فى الوصية التى تمس علاقتهم مع الله وحياتهم الروحية وصار تقليدهم هو القانون والحكم بعيدا عن ناموس الله - الذى اعطاه لموسى النبى القاضى الامين - وكانهم نصبوا انفسهم الهة بدلا من الله فتحققت فيهم نبوة داود النبى – عنهم - القائلة: " الله قائم في مجمع الله في وسط الالهة يقضي. حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الاشرار. ..... لا يعلمون ولا يفهمون في الظلمة يتمشون تتزعزع كل اسس الارض. انا قلت انكم الهة وبنو العلي كلكم. لكن مثل الناس تموتون وكاحد الرؤساء تسقطون. قم يا الله دن الارض لانك انت تمتلك كل الامم." ( مز 82 ), ولذلك: " خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.... وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ" ( مت 23 : 1 – 3 ) فالتعليم بغير عمل يُحسب كنقض للناموس، وبدون أن يكون المعلم قدوة صالحة - فكرا وعملا يفقد التدين فاعليته، ويصبح رياءا ونفاقا, لذلك قال الرب فى الموعظة على الجبل: " واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات. فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات. ( مت 5 : 19 , 20 )؛
ج - وعلى الجانب الاخر فان التدين لغويا هو: ما تلتزم به من افعال واقوال امام خالقك ومعاملة الناس, وهو ما استفر فى قلبك وايقنت به من افكار تخرج على هيئة افعال واقوال, وبالتالى فهو كل ما تدين به نفسك من جهة معاملاتك مع الله والناس, ولذلك ان لم ينتج التدين سموا وارتقاء فى ممارسات البشر روحيا واجتماعيا فما فائدته تحت اى تسميه؟ لان: " غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ. الأُمُورُ الَّتِي إِذْ زَاغَ قَوْمٌ عَنْهَا، انْحَرَفُوا إِلَى كَلاَمٍ بَاطِل. يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي النَّامُوسِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ، وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَهُ. وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا. عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ" ( 1 تى 1 : 5 – 11 ), ومن هنا أخذ الفريسيون والكتبه موقفًا معاديًا للمسيح، على أساس أنهم المعلمون ورعاة مجمع الله والامناء على ناموس موسى، وأن الرب يسوع جاء ليحطم هيبتهم وسطوة تعاليمهم وتقاليدهم المناقضة للناموس بينهم، مطالبين الشعب ألا يلتصقوا به، مشككين فى كل اقواله ومعجزاته, وفسر لنا بولس الرسول العمى الروحى يانه عدم قبول الانسان لروح الله الفدوس, فلم يتجدد قلبياً وذهنياً, او لم تعمل فيه نعمة الروح القدس فيعيش فقط لحياته الجسدية وشهواته ومثل هذا الإنسان تكون كل مقاييسه مادية ولا يفهم الروحيات. لا يقبل التعاليم الروحية التي يعلم بها روح الله، بل تبدو أمامه كما لو كانت غير منطقية أو كأنها جهالات ( 1 كو 1 : 23 ). :" وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا, وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَد" ( 1 كو 2 : 14 , 15 ), ولذلك ركز السيد المسيح على ايضاح انه واهب النور والنعمة: " ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة, لان كل من يعمل السيئات يبغض النور ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله, واما من يفعل الحق فيقبل الى النور لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة." ( يو 3 : 19 – 21 ),
د – لذلك قال رب الناموس ومكمله عن هؤلاء المرائين العميان: " من اجل هذا اكلمهم بامثال.لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون" ( مت 13 : 13 ), وهذا ما اكده لنيقوديموس الفريسي وعضو مجمع السنهدريم، وواحداً من رؤوساء اليهود, والذى جاء اليه متخفيا في الليل ليتعلم منه امر الولادة الثانية الروحية: " ان كنت قلت لكم الارضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون ان قلت لكم السماويات" ( يو 3 : 12 ),.....
==========================
نتابع ذلك فى الجزء العاشر بمعونة الرب
ولربنا كل المجد. آمين | |
| | | | الرياء والنفاق فى الكتاب المقدس - الجزء التاسع | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|