من روائع أدب وبلاغـــة الوحى الالهــي
الإِنْسَـــان فى طريق المسيح: " واثــق الخطــوة, وواســـع الخطــا: يمشـــي ملكــــا"
الله وحده هو القائد والموجه للانسان ودون قيادة الله لحياتك تتوه وتنزلق الى غياهيب الظلمة والضلال فيقول الحكيم سليمان متسائلا:
َكَيْفَ للإِنْسَانُ أِنَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟
أليس مِنَ الرَّبِّ خَطَوَاتُ الرَّجُلِ،
(أم 20: 24)؛
يجاوب الروح بكل وضوح, نعم!:
قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ،
وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ.
(أم 16 : 9 )؛
ويقول داود مفسرا لنا معنى هداية الله لخطوات الانسان:
مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ
وَفِي طَرِيقِهِ يُسَيرُّ.
إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ،
لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ.
شَرِيعَةُ إِلهِهِ فِي قَلْبِهِ.
فلاَ تَتَقَلْقَلُ خَطَوَاتُهُ.
(مز37: 23 , 24 , 31)؛
وهداية الله لاولاده يشمل الحماية من مخاطر ومطبات ومنزلقات الحياة كلها, ودونها الهلاك والموت الابدي لكل من يبتعد عن الرب وكنيسته ويفقد نقاوة القلب:
إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ لإِسْرَائِيلَ، لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ.
أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ.
لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. ل
أَنَّهُ هُوَذَا الْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ.
تُهْلِكُ كُلَّ مَنْ يَزْنِي عَنْكَ.
أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي.
جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَإِي،
لأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ.
(مز73: 1, 2، 23، 24 )؛
فالخلاص والمجد والعدل والبر والحيويه والهداية لمن يسلك فى المسيح الطريق والحق والحياة، هكذا يقول الروح على لسان داود ايضا:
أَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيهِ،
لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا.
الحقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ،
وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ.
أيضًا الرَّبُّ يُعْطِي الْخَيْرَ،
وَأَرْضُنَا تُعْطِي غَلَّتَهَا.
الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ،
وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ.
(مز85: 9 – 13 )؛
فالله ترس وخلاص لكل خائفيه من جميع الاعداء الظاهرين والمختفين فيسير "واسع الخطا ويمشى ملكا " فلا يتزعزع الى الابد كداود:
تَجْعَلُ لِي تُرْسَ خَلاَصِكَ،
وَلُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي.
تُوَسِّعُ خَطَوَاتِي تَحْتِي،
فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ كَعْبَايَ.
أَلْحَقُ أَعْدَائِي فَأُهْلِكُهُمْ،
وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ.
(2صم22: 36 – 38 = مز18: 35 – 37 )؛
وهكذا يقول لك روح الحكمة واقنوم الحكمة انه الطريق المستقيم وحده لتمشى فيه واسع الخطا ملكا:
أَرَيْتُكَ طَرِيقَ الْحِكْمَةِ.
هَدَيْتُكَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ.
إِذَا سِرْتَ فَلاَ تَضِيقُ خَطَوَاتُكَ،
وَإِذَا سَعَيْتَ فَلاَ تَعْثُرُ.
(أم4: 12 )؛
لذلك قال أيوب البار فى أقدم اسفار الوحى الالهي: ِ
خَطَوَاتِهِ اسْتَمْسَكَتْ رِجْلِي.
حَفِظْتُ طَرِيقَهُ وَلَمْ أَحِدْ.
مِنْ وَصِيَّةِ شَفَتَيْهِ لَمْ أَبْرَحْ.
أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَتِي ذَخَرْتُ كَلاَمَ فِيهِ.
(أي23: 11, 12 )؛
ويؤكد لنا ايوب ان مصير من يحيد عن طريق الرب هو البوار والنكر (مت 10: 33 ),أوالجوع الروحي والاستئصال من شجرة الحياة:
أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ،
وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ؟
أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي،
وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي؟
إِنْ حَادَتْ خَطَوَاتِي عَنِ الطَّرِيقِ،
وَذَهَبَ قَلْبِي وَرَاءَ عَيْنَيَّ،
أَوْ لَصِقَ عَيْبٌ بِكَفِّي،
أَزْرَعْ وَغَيْرِي يَأْكُلْ،
وَفُرُوعِي تُسْتَأْصَلْ.
(أي31: 4 – 8 )؛
ويشرح لنا الروح ذلك على لسان بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ فيقول ان طريق الخطاة مليء الاشراك وفخاخ الشرير ولا منقذ لهم
تَقْصُرُ خَطَوَاتُ قُوَّتِهِ،
وَتَصْرَعُهُ مَشُورَتُهُ.
لأَنَّ رِجْلَيْهِ تَدْفَعَانِهِ فِي الْمِصْلاَةِ فَيَمْشِي إِلَى شَبَكَةٍ.
(أي18: 7 , 8 )؛
فى حين ان داود عن خبرة و تجربه طويله يترنم مفتخرا مع الله بصادق كلمته ومواعيده فى حمايته من مكائد الاشرار وحماية كنيسته من شعوب النفاق وامم البطل والمنكر والغدر والافساد فى الارض:
اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ.
عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ.
مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ؟
الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي.
عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.
يَجْتَمِعُونَ، يَخْتَفُونَ،
يُلاَحِظُونَ خُطُواتِي عِنْدَمَا تَرَصَّدُوا نَفْسِي.
عَلَى إِثْمِهِمْ جَازِهِمْ.
بِغَضَبٍ أَخْضِعِ الشُّعُوبَ يَا اَللهُ.
(مز56: 4 – 7 )؛
ففي كل حروب وإضطهادات المنافقين ومهما زادت سطوة بغيهم وحمت نشوة عداءهم ان لنا ربا قديرا سيقلب مكائدهم على رؤوسهم وسينجينا فى حينه من ؤامراتهم, ولذلك يقول الروح انه " جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ." (مرآ3: 26)؛ وهذا ماكان يفعله الملك داود الذى مشى مع الله وفى طريق الله فترنم قائلا كما ترنم معه كنيستنا المجاهدة الآن ودوما:
اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ،
فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي،
وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ،
مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ،
وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ.
ثَبَّتَ خُطُوَاتِي،
وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا.
كَثِيرُونَ يَرَوْنَ وَيَخَافُونَ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ.
(مز40: 1 – 3 )؛
فوعد الرب صادق وامين ان الاشرار المتربصين بشعبه سيسقطون هم حتما فى فخاخهم التى ينصبونها لنا فى طريق حياتنا فى المسيح يسوع هكذا يقول الروح مع داود الذى مشى ملكا مع الرب:
هَيَّأُوا شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي.
انْحَنَتْ نَفْسِي.
حَفَرُوا قُدَّامِي حُفْرَةً.
سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا.
(مز57: 6)؛
وإن كان علينا ان نسالم جميع الناس ولكن علينا ان نحذر من تملق ونفاق الاشرار المراءين فطريقنا غير طريقهم وكلامنا غير كلامهم ومن الغباء مسايرتهم فكرا وكلما وعملا لان:
اَلْغَبِيُّ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ،
وَالذَّكِيُّ يَنْتَبِهُ إِلَى خَطَوَاتِهِ.
(أم14: 15 )؛
فهاهو إرميا النبي يذكرنا بما اصاب شعب الله وبلاد الله من خراب ودمار عندما وثقوا فى أمة النفاق وابتعدوا عن طريق الله فيقول:
أَمَّا نَحْنُ فَقَدْ كَلَّتْ أَعْيُنُنَا مِنَ النَّظَرِ إِلَى عَوْنِنَا الْبَاطِلِ.
فِي بُرْجِنَا انْتَظَرْنَا أُمَّةً لاَ تُخَلِّصُ.
نصَبُوا فِخَاخًا لِخَطَوَاتِنَا حَتَّى لاَ نَمْشِيَ فِي سَاحَاتِنَا.
قَرُبَتْ نِهَايَتُنَا.
كَمُلَتْ أَيَّامُنَا لأَنَّ نِهَايَتَنَا قَدْ أَتَتْ.
(مرآ4 : 17, 18 )؛
بل إن الروح على لسان الملك يحذر من مصير المعرة والهزء والسخرة والعار لمن يقبلون نفاق هؤلاء الاشرار والجيران منهم على وجه الخصوص فيقول:
تَجْعَلُنَا عَارًا عِنْدَ جِيرَانِنَا،
هُزْأَةً وَسُخْرَةً لِلَّذِينَ حَوْلَنَا.
هذَا كُلُّهُ يجيء عَلَيْنَا، إن
نَسِينَاكَ وَ خُنَّا فِي عَهْدِكَ.
أو إرْتَدَّ قَلْبُنَا إِلَى وَرَاءٍ،
أو مَالَتْ خَطْوَتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ:
تسَحَقْنَا فِي مَكَانِ التَّنَانِينِ،
وَتغَطَّيْنَا بِظِلِّ الْمَوْتِ.
(مز44: 13 – 19 )؛
فالحقيقة الاولى كما اوضحها يسوع لنا انه: " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو16: 33 )؛ ولهذا يقول الروح على لسان القديس بطرس الرسول:
لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ.
فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا،
تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.
(1بط2: 21 )؛
والحقيقة الثانية ان على الانسان: " يَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ." (يع1: 27 )؛ ويثبت فى المسيح كلمة الله الازلى، ويلبسه طوال طريق حياته فينال بملازمته عونه ورحمته وخلاصه وهذه الحقيقة أسماها الوحى الالهى على لسان داود ب: " حق محبي اسم المسيح الله خلاصى" فى صلاته الجميلة:
الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي،
كَحَقِّ مُحِبِّي اسْمِك.
ثبِّتْ خُطُوَاتِي فِي كَلِمَتِكَ،
وَلاَ يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ.
(مز119: 132, 133 )؛
واحْفَظْنِي يَا رَبُّ مِنْ يَدَيِ الشِّرِّيرِ.
مِنْ رَجُلِ الظُّلْمِ أَنْقِذْنِي.
الَّذِينَ تَفَكَّرُوا فِي تَعْثِيرِ خُطُوَاتِي.
(مز140: 4 )؛
ولذلك كما يقول الروح على لسان القديس بولس ان علينا ان تثبت فى الكرمة الازلى ونسلك بالروح الواحد فى الطريق الواحد طريق الحكمة والحياة والبنيان بلا تذمر ولا دمدمة:
أَمَا سَلَكْنَا بِذَاتِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ؟
أَمَا بِذَاتِ الْخَطَوَاتِ الْوَاحِدَةِ؟
أَتَظُنُّونَ أَيْضًا أَنَّنَا نَحْتَجُّ لَكُمْ؟
أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ نَتَكَلَّمُ.
وَلكِنَّ الْكُلَّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لأَجْلِ بُنْيَانِكُمْ.
(2كو12: 18، 19)؛
فكما يقول الحكيم بن سيراخ, فإن النصيحة الاخيرة والخالدة منذ الدهر والى الابد التى تحكمك للخلاص هي ان تسير فى طريق الملك مع الملك،
لاَ تعْمَلِ الشَّرَّ، فَلاَ يَلْحَقَكَ الشَّرُّ.
تَبَاعَدْ عَنِ الأَثِيمِ، فَيَمِيلَ الأَثِيمُ عَنْكَ.
يَا بُنَيَّ، ل
اَ تَزْرَعْ فِي خُطُوطِ الإِثْمِ، لِئَلاَّ تَحْصُدَ مَا زَرَعْتَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ.
(سي7: 1 - 3 )؛
++++ ++++ ++++
ولربنا كل المجد. آمين
أورلاندو فى 26 / 11 / 2013