romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: شرح آيه من قراءات القطمارس اليومية: " إنسانية البرابره المتحضرون. " الخميس يونيو 14, 2012 1:53 am | |
| [center]شرح آيه من القراءات اليومية
من قرأءت قداس الاربعاء : 13 / 6 / 2012
من الابركسيس:
" إنسانية البرابره المتحضرون !The Humanity of the civilized Barbarous people "؛
وصنع لنا البرابرة في ذلك المكان إحسانًا عظيمًا .. وقبلوا جميعنا ... والذين بهم أمراض في الجزيرة،يأتون ويشفون... فأكرمنا هؤلاء إكرامات كثيرة ولما اقلعنا زودونا بما نحتاج اليه."
( أع 38 : 1 - 10 )
======================
الشرح الكتابى:
البرابرة اسم جنس ذو أصل لاتيني أطلقه الإغريق على كل من لا يتكلم الإغريقية: " برباروس "؛ ثم استعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب من القبائل سكان الصحراء فى شمال افريقيا والأوروبيين الخارجين عن سيادة الرومان, في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة العرب من بعد الرومان. ولا زال هذا المصطلح يطلق على سكان صحراء شمال أفريقيا من الأمازيغ والطوارق؛ وللتاريخ نذكر ان أديرتنا القبطية ورهبانها فى صحراء مصر عموما عانوا على مدار قرون طويلة من همجية هؤلاء البربر من تكرار تعرضهم للغزو والقتل والنهب والتدمير سواء من الوثنيين أو المسلمين من قبائلهم البربرية؟!.؛
+ وشاء الروح القدس ان تذكر قصة برابرة جزيرة مليطة = مالطه, بآخراصحاحات سفر اعمال الرسل الذى كتبه القديس لوقا الانجيلي الرسول الاممى الاصل ( كو 10: 10-14) والانطاكى المولد والروماني الجنسية واليوناني الثقافة واللسان والحضارة؛ بل وعايش تفاصيل هذه القصة بنفسه مرافقا لبولس الرسول فى رحلته الاخيرة للشهادة والاستشهاد فى روما ( تي 4: 11 )؛ لتشهد لسعى الله: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" ( 1 تى 2 : 4 ) ولكل الاجناس والمستويات وفقا لاى تفسيم بشرى ( كو 3 : 1 , غل 3 : 28 ).
+ لم يكن سكان مالطة بلا شك برابره اى متخلفون او جاهليون فى مفهوم لغتنا العربيه, ولكنهم كانوا فى قمة الانسانية والتحضر بكونهم - بشر– رغم انهم كانوا انذاك وثنيين وغير مفهومى اللسان وغير متحضرين بالمفهوم الامبراطورى الحاكم انذاك ولا من اهل البندر بمفهوم الجاهليون والمتدينون كذبا الذين نعيش بينهم نحن الان – لذلك ذكرهم القديس لوقا باحسانهم الذى قدموه باستضافتهم لجماعة يبلغ عددها 276 فردًا معظمهم من المسجونين المساكين الذين القت بهم الامواج الى شاطئ جزيرتهم وبلا متاع او ملابس حتى تقيهم البرد القارص بعد ان كادت سفينتهم ان تتحطم تماما. فأحسنوا للكل بلا تمييز فيما بينهم كبيرا كان أم صغيرا بحارا او ربانا قائد او حارسا او حتى سجين مغلول الايدي!.
ولذلك كتب القديس لوقا عن هذا الاحسان فوصفه بالعظيم!؛ موضحا ان هؤلاء البرابرة قدموا للكل بلا إستثناء إكرامات كثيره سواء عند انقاذهم او عند مغادرتهم وتوديعهم.!, لانهم اظهروا انسانيتهم وفطرة الرحمه التى غرسها الله فى قلوب البشر قبل ان يكسبهم عدو الخير الى حضارة الكذب والنفاق والمحاباة والاغتصاب والرفض والتسلط والقوة والتدميرالمتنوعه !.
+ لقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله: وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى .... كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.". ( تك 1 : 26 , 27 )؛ وفطر فيه كل صفاته من رحمة وبر وقداسة وعدل كما يقول الحكيم بن سيراخ: " يا اله الاباء يا رب الرحمة يا صانع الجميع بكلمتك. وفاطر الانسان بحكمتك لكي يسود على الخلائق التي كونتها. ويسوس العالم بالقداسة والبر ويجري الحكم باستقامة النفس. " ( حك 9 : 1 , 2 ). وقال المرنم ان رحمة الله لكل البشر بل لكل خليقته: " يَا رَبُّ، فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ. أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ. عَدْلُكَ مِثْلُ جِبَالِ اللهِ، وَأَحْكَامُكَ لُجَّةٌ عَظِيمَةٌ. النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ تُخَلِّصُ يَا رَبُّ. مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اَللهُ! فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ." ( مز 36 : 5 – 10 )؛ فالرحمة غريزة طبيعية فى الانسان؛ والرب نفسة وغرسها فيه واكد على هذه الحقيقة فى قوله الالهى: " فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ." ( لو 6 : 36 )؛ وايضا: " لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.( مت 5 : 45 – 48 )؛ " لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ." ( يع 2 : 13 )؛
+ كان أهل مالطة لهم ضمير صالح برغم انهم وثنيين آنذاك: " رجال رحمة وبرهم لا ينسى.... والرحمة تجمل في اوان الضيق كسحاب المطر في اوان القحط..... الاخوة والعون لساعة الضيق لكن نصرة الرحمة فوق كليهما." ( سي 44 : 10 , 35 , 36 , 40 : 24)؛ و كما قال بولس الرسول ان جميع البشر سواء من آمنوا او لم يؤمنوا يدركون الله فى خليقته ورحمته: " إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ،" ( رو 1 : 19 – 22 )؛ وحسنا قال الحكيم سليمان عن الانسان اى إنسان: " " اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْقَاسِي يُكَدِّرُ لَحْمَهُ." ( أم 11 : 17 )؛ أما عن الذين لايصنعون رحمة من المتدينين كذبا فيقول الروح القدس عنهم: " بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ. يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ." ( تي 1 : 15 , 16 )؛ ويتسائل مثلنا الحكيم عن مثل هؤلاء المدعين معرفة الله : " أيحقد انسان على انسان ثم يلتمس من الرب الشفاء؟!. ام لا يرحم انسانا مثله ثم يستغفر عن خطاياه؟!.... "( سي 28 : 3 , 4 ). لقد واجه بولس الرسول مثل هؤلاء المتدينيين من كهنة ورؤساء المجمع اليهودى اثناء محاكمتهم له فى أورشليم قبل ان يرفع دعواة الى قيصر ليسافر هذه الرحلة الاخيره قائلا لهم : " لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ. ... وإِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ للهِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ." ( أع 24 : 16 , 23 : 1)؛ إن هؤلاء المتدينون زورا وكذبا لايعرفون الله ولا رحمته وبلا ضميرهكذا ايضا كشفهم الروح القدس بكل وضوح انهم: " لا يتصرفون حسنا فى أى شئ. " ( عب 13 : 18 ).
+ لقد أوضح لنا الوحى الالهى فى هذه القصة بساطة هؤلاء البشر الرحماء الذين يتصرفون بضمير فطري وإشتياقهم الى معرفة الله الحقيقى فيقول:" أَوْقَدُوا نَاراً ... فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيراً مِنَ الْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى النَّارِ فَخَرَجَتْ مِنَ الْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ. فَلَمَّا رَأَى الْبَرَابِرَةُ الْوَحْشَ مُعَلَّقاً بِيَدِهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: - لاَ بُدَّ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ قَاتِلٌ لَمْ يَدَعْهُ الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ الْبَحْرِ. فَنَفَضَ هُوَ الْوَحْشَ إِلَى النَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً. فَإِذِ انْتَظَرُوا كَثِيراً وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: - هُوَ إِلَهٌ !- ". ( أع 28: 1- 6 ). لا حظوا معى هنا كيف تغير تفكيرهم – ذهنهم - من قولهم: ان بولس نجا من الغرق ولكن من المؤكد انه مجرم لذلك سلطت عليه الهتهم هذا الوحش الافعى السامّة لتقتله؛ الى قولهم ان بولس - هُوَ إِلَهٌ !- لأن الافعى لم تصبه يضرر. ولذلك كانت استجابتهم سريعة لكلمة الله وقبلوا الايمان بالمسيح على يد بولس الرسول شفيع جزيرتهم لليوم إذ رد لهم الجميل: " وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ" ( مت 10 : 42 )؛ و اظهر لهم قوة مسيحه الذى اعطاه نعمة الرسوليه ومواهبها (مت 18 : 18 , مر 16: 17, 18 , لو 10 : 17 - 21)؛ لينالوا بواسطته رحمة ابديه مقابل رحمتهم الفطرية.؛
وهنا نذكرياإخوتى وياأبنائي:؛
ان الله اظهر لهم ذاته ورحمته فى شفاء والد حاكم الجزيرة الميئوس من شفائه ثم تحويل الجزيرة بكاملها الى عيادة طبيب هو رسول الرب يسوع وباسمه فقط شفي على يديه جميع مرضى الجزيرة بلا دواء ولا عقار ما سوى وضع يده الرسوليه ( مر 3 : 15 , لو 9 : 1 , أع 4 : 30 ). ومنذ ذلك التاريخ ظل اهلها مؤمنون؛ نعم إستولى عليها العرب عام 870 م وظلت في أيديهم أكثر من قرنين من الزمان، حتى أخرجوا منها عام 1091م . لكن للآن مالطة للمسيح. والعقبى لنا يارب.!!!
ولربنا كل المجد. آمين [/center] | |
|