romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: شرح آيه من قراءات القطمارس اليومية: " اذ كان البار .. وهو ساكن بينهم يعذب.. بالافعال الاثيمة." – الجزء الثانى الأحد يونيو 17, 2012 10:10 pm | |
| شرح آيه من القراءات اليومية
من قرأءات قداس السبت : 16 / 6 / 2012
الكاثوليكون:
" اذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة."
( 2 يط 2 : 7 )
======================
الشرح الكتابى:
2- يقول الحكيم بن سيراخ مسلسلا كيف تتمكن الخطية من تدمير الانسان مصليا الى الله ان ينجو منها: " ايها الرب الاب يا سيد حياتي ... من ياخذ افكاري بالسياط وقلبي بتاديب الحكمة ... لكي لا تتكاثر جهالاتي وتتوافر خطاياي .... لآ تدعني اطمح بعيني والهوى اصرفه عني. لا تملكني شهوة البطن ولا الزنى ولا تسلمني الى نفس وقحة." ( سي 23 : 1 - 6 ), وهذا ما حدث مع لوط تماما فقد بدأ من تركه الحكمة والقدوة والمعلم ممثلا فى ابراهيم الملتصق بالرب وطمح بعينيه ليسكن مع قوم معروفون بانهم اشرار لدى الله والناس: " فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ.فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا. فَاعْتَزَلَ الْوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ.أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ.وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا." ( تك 13 : 10 – 13 ), وعاش لوط مع هؤلاء القوم وزاوج بناته لهم فصاروا اصهارا له رغم ان الشر والنجاسة إنتشرا فيهم من الحدث الى الشيخ ( تك 19 : 4 ), حتى ان شفاعة ابراهيم امام الرب لم تجدى لعدم وجود ولو عشرة ابرار فيهم ( تك 18 : 30 ), وفى قصصهم لم يرتدعوا من العبودية والاسر وتحرير ابراهيم لهم ورد ممتلكاتهم ( تك 14 : 1 - 17 ), ولا من ضربة العمىونصح لوط لهم من التوقف عن طلب فعل الفحش مع رسولا الرب ( تك 19 ), فكان ان نعتوه بما فيه بانه غريب و نكره لا يجوز له ان يتحكم فيهم ( تك 19 : 9 ), ولما ذهب ليحذر اصهاره منهم ليخرجوا قبل تدمير المنطقة نعتوه بانه مهرج وكمازح فى اعينهم ( تك 19 : 14 ). فحق عليهم الغضب الالهى والعقاب: " في مجمع الخطاة تتقد النار وفي الامة الكافرة يضطرم الغضب لم يعف عن الجبابرة الاولين الذين تمردوا بقوتهم ولم يشفق على جيل لوط الذين مقتهم لكبريائهم ولم يرحم امة الهلاك المتعظمين بخطاياهم" ( سي 16 : 7 – 10 ), ولم ينسى الرب للوط انه لم يشارك مواطنيه شرهم ولم ينجرف الى فواحشهم العامة التى يتنفسونها لحياتهم ولا يستطيعون العيش دونها, فبلا شك ان الحياة فى طهارة وعفة فى وسط الفحش صعبإذ تؤثر الشهوة على العقل والإرادة فتفسدها، فالإنسان عندما يغلب من شهوته فإن عقله يصير وكأنه فى نوم عميق عاجز عن التفكير، فالخطية تذل أعتى العتاهوكما شرح بطرس الرسول: " اذ كان البار- لوط - بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة." ( 2 يط 2 : 7 )؛ فالشهوة هى خراب للنفس وفخ شهير ومنصوب بشكل مستمر، وخطية تتريّص لاسيما بالأبرار لأنها الخطية التى تستطيع كسر الإنسان وشل حركته وجعله بلا رصيد ولا مقاومة ولا قوة بالتالى فقد " طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء." ( أم 7 : 26 ), إن الجهاد هنا لا يقوم على الحكمة البشرية فقط وإنما يحتاج إلى قوة رئيسية من الله، حتى ولو اقتضى الأمر التأديب بالسياط، فأن يؤدبنا الله خير من العار أمام الآخرين هكذا قال داود النبى: " قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ، وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ " ( 1 أخ 21 : 13 ). وكان ان تدخل الرب لينفذ لوطا" فَانْقَذَ لُوطًا الْبَارَّ، مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ." ( 2 بط 2 : 7 )؛ وبشفاعة ابراهيم وحتى لا يهلك البار مع الاثمه ( تك 18 : 23 , 25), وكما يقول الحكيم: " انه كان مرضيا لله فاحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقلهخطفه لكي لا يغير الشر عقله ولا يطغي الغش نفسه, لان سحر الاباطيل يغشي الخير ودوار الشهوة يطيش العقل السليم. " ( حك 4 : 10 – 12 ).
3- ولنا هنا وقفة لنتامل فى سبب تذكير كلا الرسولين بطرس ويهوذا لنا بلوط وسدوم وعمورة فى رسالة كل منهما فى مجال حديثهما بالوحى الالهى عن الانبياء الكذبة والهراطقه المزعجين لكنيسة الله الوليدة والداعين للفجور واطلاق العنان للشهوات مهما كان نوعها طالما ان الخلاص قد تم بدم المسيح وبالتالى التحرر من كل وصايا وقيود الناموس الطبيعى والكتابى كفهم خاطئ للمعنى الصحيح لقول الوحى الالهى: " وَكلما كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا " ( رو 5 : 20 )؛ ولهذا كتب القديس بطرس عن فجور هؤلاء الهراطقة قائلا: " ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. وهم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس. .... واذ رمد مدينتي سدوم وعمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا. يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربةويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد. ... اما هؤلاء ... قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد. لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال. واعدين اياهم بالحرية وهم انفسهم عبيد الفساد لان ما انغلب منه احد فهو له مستعبد ايضا. لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. " ( 2 بط 2 ).
وكتب يهوذا الرسول لنفس السبب مطالبا المؤمنين بالثبلت على اسس وتعاليم الرب المسلمة لهم من الرسل فقال: " ايها الاحباء اذ كنت اصنع كل الجهد لاكتب اليكم عن الخلاص المشترك اضطررت ان اكتب اليكم واعظا ان تجتهدوا لاجل الايمان المسلم مرة للقديسين. لانه دخل خلسة اناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة فجار يحولون نعمة الهنا الى الدعارة وينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح. ... كما ان سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت على طريق مثلهما ومضت وراء جسد اخر جعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية. ولكن كذلك هؤلاء ايضا المحتلمون ينجسون الجسد ويتهاونون بالسيادة ويفترون على ذوي الامجاد.. وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد. "( يه ). وكلا الرسولين يوضحا لنا بعد أن عرفوا المسيح وآمنوا وتابوا وإعتمدوا وعرفوا الحياة الطاهرة، تصير خطيتهم أكبر بسبب معرفتهم، أما خطاياهم قبل الإيمان فكانت عن جهل. وقد يكون لهم عذر فيها لجهلهم، أما بعد إيمانهم فخطيتهم أصبحت تعدى. وهنا نذكر انه لم تمضى سنوات قليلة على كتابة رسائل الرسل الاطهار بطرس وبولس ويهوذا عن فجور هؤلاء الهراطقة واتباعهم اسلوب اهل سدوم وعمورة فى الممارسات الشاذة , الا وكانت يد الله المسيطرة على الطبيعة قد سمحت بتكرار ردم مدينتي بومبى وهركولانيوم المتجاورتان – قرب نابولى - بفعل الزلازل وبركان فيزوف عام 79 م – فى عهد نيرون الطاغية - واختفتا من الوجود تماما الى ان تم الكشف عن اثارهما فى القرن 18 التى وجدت فيها الجثث متحجرة من الغبار البركانى وحفظها كما هى وفى الاوضاع التى كانوا عليها قبل الكارثة منشغلون بعظم حضارتهم وملاعبهم وملاهيهم وفجورهم.!
5- وقد شرح لنا الرب عن يوم الدينونه الذى سياتى فجأة فذكر الرافضين والذين باعوا أنفسهم للخطية وحياة المجون أنه سيفاجئهم مجيء ابن الإنسان في يوم لا يعلمونه، تشرق الشمس ومعها الظلمة، وتمطر السماء ليس ماءً بل ناراً. فبقدر ما أن ابن الإنسان كله نعمة ومحبة وسلام، بقدر أن غضبه لا يُطاق بالنسبة للذين أهانوا محبته وداسوا دمه وازدروا بصليبه. يصف المسيح الأيام السابقة لمجيئه الثانى أنها مثل الأيام التى سبقت طوفان نوح، وأيام سدوم قبل حرقها فى زمن لوط، حيث كان الناس منشغلين بأعمالهم العالمية،و شهوات العالم واهتماماته الزائلة، فيحاسبهم ولا ينجو إلا أولاد الله الأبرار والتائبين عن خطاياهم ، فقال: " كَذلِكَ أَيْضًا كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.وَلكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِفِي ذلِكَ الْيَوْمِ ... وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ. اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ !مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا." ( لو 17 : 28 – 33 ). وإذ تنبه كلمات الرب كل مؤمن بان لا يتعلق بالامور الجسدانية والماديه وان يحيا فى الطهارة والقداسة دوما ودون تاخير فى التوبه والثبات فيه ضاربا المثل فى مجئ يوم الرب بإمرأة لوط التى هلكت لأجل تعلق قلبها بالماديات بنظرها إلى الوراء للحظة؟!.
6- لذلك هذه هى رسالة الرب اليك ولى فى كل زمان كما قالها الملاك للوط: " اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ," فالجبل هو جبل الله جبل اسمه حيث: " يَقُومُ اللهُ. يَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ.كَمَا يُذْرَى الدُّخَانُ تُذْرِيهِمْ. كَمَا يَذُوبُ الشَّمَعُ قُدَّامَ النَّارِ يَبِيدُ الأَشْرَارُ قُدَّامَ اللهِ." ( مز 67 : 15 , 1 , 2 ), أى كنيسته المقدسة , و: " اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ." ( 1 كو 6 : 18 ), " أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ." ( 2 تي 2 : 22 ), " ماِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ..لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا .... لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ.... بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، .... وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ ... . لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ! .... لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ ." ( عب 12 ).
ولربنا كل المجد. آمين | |
|