romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: شرح آيه من قراءات القطمارس اليومية: " أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. "- الجزء الثاني الخميس يونيو 21, 2012 7:12 pm | |
| [center]شرح آيه من القراءات اليومية
من قرأءت قداس الاحد : 16 / 6 / 2012
من ألإنجيل:
" أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. "
( مت 1:9 - 8 )
======================
الشرح الكتابى:
7 – اما الحكيم يشوع بن سيراخ فقد اشار لضرورة الالتجاء الى الاطباء والادويه لان ذلك موهبة للمعالج والصيدلي ومنحة من الله وبسماح منه لعلاج امراض الانسان الا انه يجب ان يصاحب العلاج ماهو اهم إلا وهو الصلاة والتقدمات والتوبه عن الذنوب فيقول: " اعط الطبيب كرامته لاجل فوائده فان الرب خلقه لان الطب ات من عند العلي وقد افرغت عليه جوائز الملوك علم الطبيب يعلي راسه فيعجب به عند العظماء الرب خلق الادوية من الارض والرجل الفطن لا يكرهها اليس بعود تحول الماء عذبا حتى تعرف قوته ان العلي الهم الناس العلم لكي يمجد في عجائبه بتلك يشفي ويزيل الاوجاع ومنها يصنع العطار امزجة وصنعته لا نهاية لها فيحل السلام من الرب على وجه الارض يا بني اذا مرضت فلا تتهاون بل صل الى الرب فهو يشفيك اقلع عن ذنوبك وقوم اعمالك ونق قلبك من كل خطيئة قرب رائحة مرضية وتذكار السميذ واستسمن التقدمة كانك لست بكائن ان للاطباء وقتا فيه النجاح على ايديهم لانهم يتضرعون الى الرب ان ينجح عنايتهم بالراحة والشفاء لاسترجاع العافية. من خطئ امام صانعه فليقع في يدي الطبيب ." ( سي 38 : 1 – 15 )؛ ولخص لنا كل ذلك فى قوله: " قبل المرض استطب وقبل القضاء افحص نفسك فتنال العفو ساعة الافتقاد. قبل المرض كن متواضعا وعند ارتكاب الخطايا إظهر توبتك." ( سي 18 : 20 , 21 ), وهاهو يحذر من الامراض المزمنة فيعترف بان الموت افضل منها ويقر بانها عقاب شديد على الخطايا: " فقير ذو عافية وصحيح البنية خير من غني منهوك بالاسقام. العافية وصحة البنية خير من كل الذهب وقوة الجسم افضل من جواهر لا تحصى. لا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب. الموت افضل من الحياة المرة او السقم الملازم. الخيرات المسكوبة على فم مغلق كالاطعمة الموضوعة على قبر. اي منفعة للصنم بالقربان فانه لا ياكل ولا يشم. هكذا من يرهقه الرب ويجازيه على اثامه." ( سي 30 : 14 – 20 ), لذلك يحذرمن الغضب الالهى وإن تاخر العقاب فانه سياتى فجأة لا محالة: " لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك ولا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة ولا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي فان عنده الرحمة والغضب وسخطه يحل على الخطاة لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطا من يوم الى يوم فان غضب الرب ينزل بغتة ويستاصل في يوم الانتقام" ( سي 5 : 2 – 9 ).؛ " يا بني ان خطئت فلا تزد بل استغفر عما سلف من الخطايا. إهرب من الخطيئة هربك من الحية فانها ان دنوت منها لدغتك انيابها انياب اسد تقتل نفوس الناس كل اثم كسيف ذي حدين ليس من جرحه شفاء" ( سي 21 : 1 – 4 ).؛
ثانيا – وفى كتب الانبياء واسفارهم لم يختلف الامر بالنسبة لمفاهيم وارتبلطات الخطية والمرض والمغفرة والشفاء وان زادت وضوحا وعمومية فى ضوء الانقسام والانهيار الدينى والاخلاقى للمملكتين وتتالى الاحتلال لمصر واشور وبابل وفارس, الا ان النبوات جاءت اكثر وضوحا عن الرب المخلص الشافى الذى سياتى فى ملء الزمان ليشفى كل مرض وضعف فى شعبه واهبا خلاصا وغفرانا بدمه لكل من يؤمن به:
1- فإشعياء النبى: هو اكثر الانبياء الذين وضع الروح القدس عل لسانهم نبوات عن المسيح المخلص الشافى والغافر للخطايا لشعبه – كنيسته:
- فقد راى اشعياء المسيح ومَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ ( يو 12 : 41 ), وطهر فمه ملاك " فَانْتُزِعَ إِثْمُه، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِه." ثُمَّ ارسله الرب الى بنى اسرائيل قائلا له: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلاَ تَعْرِفُوا. غَلِّظْ قَلْبَ هذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ، لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمَ بِقَلْبِهِ، وَيَرْجعَ فَيُشْفَى." ( أش 6 : 9 , 10 قابل مت 13 : 13 ), وهنا يعلن الله غضبه عليهم فيحسبهم غير أهل للانتساب إليه بسبب خطاياهم المستمرة: لغلاظة قلوبهم ( العنف والقسوة ), وثقل آذانهم ( العصيان والتمرد )وعمى أعينهم،( فقدان البصيرة والجهل الروحي), وهاهو الرب يعلن انهم لن يرجعوا و يتوبوا حتى يشفوا ( يتخلصوا مما سينزل عليهم من ضربات عقابية), اى الخراب والسبى والتشتت سواء على يد سنحاريب الاشورى فى زمن اشعياء او يد تيطس الرومانى بعد رفضهم الايمان بالرب ) فيكرر ايضا: " فَأَعْلَنَ فِي أُذُنَيَّ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ يُغْفَرَنَّ لَكُمْ هذَا الإِثْمُ حَتَّى تَمُوتُوا، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ. ( إش 22 : 4 ).؛
.
- وعلى العكس راى اشعياء المسيح رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فقال: " فَتَرْتَعِدُ وَتَرْجُفُ مِنْ هَزَّةِ يَدِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّتِي يَهُزُّهَا عَلَيْهَا. وَتَكُونُ أَرْضُ يَهُوذَا رُعْبًا لِمِصْرَ. كُلُّ مَنْ تَذَكَّرَهَا يَرْتَعِبُ مِنْ أَمَامِ قَضَاءِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّذِي يَقْضِي بِهِ عَلَيْهَا.... فِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِبًا فَشَافِيًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ." ( إش 19 : 16 – 21 ), وهنا يظهر لنا يوضح لنا الوحى الالهى ان الله يسمح بالضربات لكي نكتشف ذواتنا وتدرك حاجتنا إلى المخلص، فنرجع إليه لنجده الطبيب القادر وحده أن يشفي جراحات النفوس ويرد لها سلامها... فقد جاء مسيحنا طبيبًا ودواءً في نفس الوقت وبدونه لا شفاء, ولكن وللاسف حتى هذه النبوة فسروها تفسيرا زمنيا فى مسيا يملك ارضيا يوقف الضربات الحربية والاطماع الارضية لمصر الفرعونية واشور الغاشمة انذاك.
- لذلك كانت نبوات اشعياء محذرة لبنواسرائيل من أن مشورتهم البشرية بطلب المعونة من فرعون مصر ليزيدوا خطيئة على خطيئة، ستؤول إلى خزيهم فينهاروا، ويصيرون عبرة لكل الأجيال, وان عليهم بالصبر لان الله منتظرً الفرصة ليعلن رحمته فيشفى كساح شعبه ويمنحهم العتق من ضربات غضبه فيقول: " لذلك ينتظر الرب ليتراءف عليكم و لذلك يقوم ليرحمكم لان الرب اله حق طوبى لجميع منتظريه ..... و نور الشمس يكون سبعة أضعاف كنور سبعة أيام في يوم يُجبر الرب كسر شعبه ويشفي رض ضربه." ( إش 30 : 18 , 26 ),
- ويعود اشعياء فيتنبأ عن مجئ الرب وتاسيس كنيسته جسده الطاهر والمتنعمة بشفائه أى المغفور لها اثامها فيقول: " «اَلآنَ أَقُومُ، يَقُولُ الرَّبُّ. الآنَ أَصْعَدُ. الآنَ أَرْتَفِعُ.... اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَعِيدُون مَا صَنَعْتُ، وَاعْرِفُوا أَيُّهَا الْقَرِيبُونَ بَطْشِي. ارْتَعَبَ فِي صِهْيَوْنَ الْخُطَاةُ. أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ: «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟. السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاسْتِقَامَةِ، الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ، النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ، الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ، وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ,...... اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً. الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى. الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ، الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ. اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ..... فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا. ..... حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلَبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْبًا. وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: أَنَا مَرِضْتُ الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ."( إش 33 ).؛ وتظهر الاية الاخيرة هنا ( إش 33 : 24 ) محور الكتاب كله فى ان المرض قرين الاثم, ولا مرض لاى عضو فى كنيسة المسيح جسده الطاهر وكل من ينضم اليه فهو مغفور الخطايا منه ولاجل نفسه كما قال الرب: " أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا." ( إش 43 : 25 ).؛
- وإذ يصل بنا الوحى الالهى لاوضح النبوات عن صلب وقيامة الفادى : " محتقر و مخذول من الناس رجل اوجاع و مختبر الحزن و كمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به, لكن أحزاننا ( = عاهاتِنا - الترجمة العربية المشتركة = أَمْرَاضَنَا - الكتاب الشريف ) حملها و أوجاعنا تحملها و نحن حسبناه مصابا مضروبا من الله و مذلولا ( = مَنكوبًا - الترجمة العربية المشتركة). و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه و بحبره ( = بِجراحِهِ - الترجمة الكاثوليكية و الترجمة العربية المشتركة ) شفينا.كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه و الرب وضع عليه إثم جميعنا." ( إش 53 : 4 – 6 ), فهو قد حمل خطايانا وأثارها من امراض وعاهات وآهات وأحتمل نيابة عنا التأديبات والضربات المستحقه عليها فى كل جسده ليشفينا نحن بجراحه. لان الله وضع الرب عليه إثم كل البشر جمبعا فى جسده وليعطينا فى هذا الجسد سلامه الذي يفوق كل عقل.
- واذ يرى إشعياء بعينى النبوة الرب الشافى قادما ليحقق الخلاص والشفاء للروح والجسد ولليهود القريبين والامم البعيدين وليسكن قلوب المتواضعين فيقول: " أعِدُّوا، أَعِدُّوا. هَيِّئُوا الطَّرِيقَ. ارْفَعُوا الْمَعْثَرَةَ مِنْ طَرِيقِ شَعْبِي لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ. لأَنِّي لاَ أُخَاصِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ أَغْضَبُ إِلَى الدَّهْرِ. لأَنَّ الرُّوحَ يُغْشَى عَلَيْهَا أَمَامِي، وَالنَّسَمَاتُ الَّتِي صَنَعْتُهَا. مِنْ أَجْلِ إِثْمِ مَكْسَبِهِ غَضِبْتُ وَضَرَبْتُهُ. اَسْتَتَرْتُ وَغَضِبْتُ، فَذَهَبَ عَاصِيًا فِي طَرِيقِ قَلْبِهِ. رَأَيْتُ طُرُقَهُ وَسَأَشْفِيهِ وَأَقُودُهُ، وَأَرُدُّ تَعْزِيَاتٍ لَهُ وَلِنَائِحِيهِ خَالِقًا ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. سَلاَمٌ سَلاَمٌ لِلْبَعِيدِ وَلِلْقَرِيبِ، قَالَ الرَّبُّ، وَسَأَشْفِيهِ."( إش 57 : 14 – 19 ).؛
2- وإرميا النبى الباكي على خطايا شعبه وبما حل وسيحل عليه من ضربات وويلات من جراءها فينوح ايضا مظهرا ضعف البشر و حاجتهم الى المخلص الشافى ليجدد خليقته:
- فها هو يصف الشعب بانهم ان أصبحوا نبعاً تنبثق منه الخطايا بوفرة وبإستمرار واذ يدعوهم للتوبة حتى يوقفوا الخراب المستمر والقادم اكثر شدة بلا شك فيقول: " كما تنبع العين مياهها هكذا تنبع هي شرها ظلم و خطف يسمع فيها امامي دائما مرض و ضرب. تادبي يا اورشليم لئلا تجفوك نفسي لئلا اجعلك خرابا ارضا غير مسكونة." ( إر 6 : 7 , 8 ), وان هذا لن يتم الا بايمانهم بالرب الشافى فيقول: " ارجعوا ايها البنون العصاة فاشفي عصيانكم ها قد اتينا اليك لانك انت الرب الهنا. ... حقا بالرب الهنا خلاص اسرائيل. و قد اكل الخزي تعب ابائنا منذ صبانا غنمهم و بقرهم بنيهم و بناتهم. نضطجع في خزينا و يغطينا خجلنا لاننا الى الرب الهنا اخطانا نحن و اباؤنا منذ صبانا الى هذا اليوم و لم نسمع لصوت الرب الهنا." ( إر 3 : 20 – 25 ), ولذلك يقول الرب: " طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا، وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا، هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَانًا أَوْ يُوجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا؟" ( إر 5 : 1 ), " صَغَيْتُ وَسَمِعْتُ. بِغَيْرِ الْمُسْتَقِيمِ يَتَكَلَّمُونَ. لَيْسَ أَحَدٌ يَتُوبُ عَنْ شَرِّهِ قَائِلاً: مَاذَا عَمِلْتُ؟ كُلُّ وَاحِدٍ رَجَعَ إِلَى مَسْرَاهُ كَفَرَسٍ ثَائِرٍ فِي الْحَرْبِ." ( إر 8 : 6 ).؛
- و كتب النبى رابطا بين ضربة القحط العظيم لندرة الأمطار فى نهاية حكم يوشيا وإستمر فى عهد يهوياقيم منوها ان هذه الضربة الطويلة ماهى الا مقدمة لضربات اشد قسوة اذا لم يتب الشعب قائلا: " إِذَا خَرَجْتُ إِلَى الْحَقْلِ، فَإِذَا الْقَتْلَى بِالسَّيْفِ. وَإِذَا دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا الْمَرْضَى بِالْجُوعِ، ... لِمَاذَا ضَرَبْتَنَا وَلاَ شِفَاءَ لَنَا؟ انْتَظَرْنَا السَّلاَمَ فَلَمْ يَكُنْ خَيْرٌ، وَزَمَانَ الشِّفَاءِ فَإِذَا رُعْبٌ. قَدْ عَرَفْنَا يَا رَبُّ شَرَّنَا، إِثْمَ آبَائِنَا، لأَنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ." ( إر 14 : 18 – 20 ), ولكن هيهات فهاهو يشكى للرب من فشله فى خدمته وضيق نفسه مجروحا لانه لا أحد يسمع لنداء التوبة الذى ينادى به يل زاد شرهم تجاهه بان ضربوه وسجنوه ومزقوا كتاب نبواته وحرقوه فيقول: " لماذا كان وجعي دائما و جرحي عديم الشفاء يابى ان يشفى" ( إر 15 : 8 ), فيقول له الرب واعدا له خاصة بفدائه المرتقب بمجئ المسيا: " لا يقدرون عليك لاني معك لاخلصك و انقذك يقول الرب. فانقذك من يد الاشرار و افديك من كف العتاة." ( إر 15 : 20 , 21 ), وهاهو أرميا يصلى طالبا الخلاص فيقول: " ايها الرب رجاء اسرائيل كل الذين يتركونك يخزون الحائدون عني في التراب يكتبون لانهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية. اشفني يا رب فاشفى خلصني فاخلص لانك انت تسبيحتي." ( إر 17 : 13 , 14 ).؛
- ومع هذا لم تحتمل مشاعر النبى الرقيقة الدمار والخراب الذى حل بأورشليم والشعب، فرثى الكل مؤمنا بان هذه الضربات هى استحقاق الخطايا كما سبق وان حذر الرب: " بِمَاذَا أُنْذِرُكِ؟ بِمَاذَا أُحَذِّرُكِ؟ بِمَاذَا أُشَبِّهُكِ يَا ابْنَةَ أُورُشَلِيمَ؟ بِمَاذَا أُقَايِسُكِ فَأُعَزِّيكِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ بِنْتَ صِهْيَوْنَ؟ لأَنَّ سَحْقَكِ عَظِيمٌ كَالْبَحْرِ. مَنْ يَشْفِيكِ؟ .... فَعَلَ الرَّبُّ مَا قَصَدَ. تَمَّمَ قَوْلَهُ الَّذِي أَوْعَدَ بِهِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. قَدْ هَدَمَ وَلَمْ يَشْفِقْ وَأَشْمَتَ بِكِ الْعَدُوَّ. نَصَبَ قَرْنَ أَعْدَائِكِ. ..... نَحْنُ أَذْنَبْنَا وَعَصَيْنَا. أَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ " ( مراثى 2 : 13 ؛ 3 : 42 ), واذ يتبا ارميا بالعودة للمسبيين من السبى بعد 70 عاما وهذا قد حدث الا ان نبوته عن العهد الجديد عهد الخلاص التام والشفاء النهائى لم تتحقق الا بفداء الرب فهكذا اوضح الروح القدس آنذاك فى قول النبى : " لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُخَلِّصَكَ. وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ، فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ، بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ، وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: كَسْرُكِ عَدِيمُ الْجَبْرِ وَجُرْحُكِ عُضَالٌ. لَيْسَ مَنْ يَقْضِي حَاجَتَكِ لِلْعَصْرِ. لَيْسَ لَكِ عَقَاقِيرُ رِفَادَةٍ. قَدْ نَسِيَكِ كُلُّ مُحِبِّيكِ. إِيَّاكِ لَمْ يَطْلُبُوا. لأَنِّي ضَرَبْتُكِ ضِرْبَةَ عَدُوٍّ، تَأْدِيبَ قَاسٍ، لأَنَّ إِثْمَكِ قَدْ كَثُرَ، وَخَطَايَاكِ تَعَاظَمَتْ..... لأَنِّي أَرْفُدُكِ وَأَشْفِيكِ مِنْ جُرُوحِكِ، ... وَأُكَثِّرُهُمْ وَلاَ يَقِلُّونَ، وَأُعَظِّمُهُمْ وَلاَ يَصْغُرُونَ. وَيَكُونُ بَنُوهُمْ كَمَا فِي الْقَدِيمِ، وَجَمَاعَتُهُمْ تَثْبُتُ أَمَامِي، وَأُعَاقِبُ كُلَّ مُضَايِقِيهِمْ. وَيَكُونُ حَاكِمُهُمْ مِنْهُمْ، وَيَخْرُجُ وَالِيهِمْ مِنْ وَسْطِهِمْ، وَأُقَرِّبُهُ فَيَدْنُو إِلَيَّ، لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الَّذِي أَرْهَنَ قَلْبَهُ لِيَدْنُوَ إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. هُوَذَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ تَخْرُجُ بِغَضَبٍ، نَوْءٌ جَارِفٌ. عَلَى رَأْسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ. لاَ يَرْتَدُّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَفْعَلَ، وَحَتَّى يُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَهَا."( إر 30 : 11 – 24 ), ووضح ان الرب سيقيم عهدا جديدا للعلاج والشفاء و للمعرفة والمغفرة والخير والسلام والفرح فيقول الرب: " اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ." ( إر 31 : 34 ), " هأَنَذَا أَضَعُ عَلَيْهَا رِفَادَةً وَعِلاَجًا، وَأَشْفِيهِمْ وَأُعْلِنُ لَهُمْ كَثْرَةَ السَّلاَمِ وَالأَمَانَةِ. وَأَرُدُّ سَبْيَ يَهُوذَا وَسَبْيَ إِسْرَائِيلَ وَأَبْنِيهِمْ كَالأَوَّلِ. وَأُطَهِّرُهُمْ مِنْ كُلِّ إِثْمِهِمِ الَّذِي أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيَّ، وَأَغْفِرُ كُلَّ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا إِلَيَّ، وَالَّتِي عَصَوْا بِهَا عَلَيَّ. فَتَكُونُ لِيَ اسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ، الَّذِينَ يَسْمَعُونَ بِكُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَصْنَعُهُ مَعَهُمْ، فَيَخَافُونَ وَيَرْتَعِدُونَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ الْخَيْرِ وَمِنْ أَجْلِ كُلِّ السَّلاَمِ الَّذِي أَصْنَعُهُ لَهَا. " ( إر 33 : 6 – 9 ).؛
3- وحزقيال النبى الكاهن والرقيب الذى تنبا فى السبى متزامنا مع إرميا ودانيال النبيين اخذت نبواته منحى آخروى بفقدان بنى اسرائيل كينونتهم كشعب الله بزناهم الروحى كمرض مزمن لا رجاء فى شفائهم منه ولذلك فلا مغفرة للصالحين منهم الا عندما يقيم الرب عهدا جديدا ابديا وعن ذلك قال النبى: " و اكثرت زناك. و زنيت مع جيرانك ..... و كثرت زناك ... و بهذا ايضا لم تشبعي. ما امرض قلبك يقول السيد الرب اذ فعلت كل هذا بل انت تعطين اجرة و لا اجرة تعطى لك فصرت بالعكس. ...... و لكني اذكر عهدي معك في ايام صباك و اقيم لك عهدا ابديا. .... و انا اقيم عهدي معك فتعلمين اني انا الرب. لكي تتذكري فتخزي و لا تفتحي فاك بعد بسبب خزيك حين اغفر لك كل ما فعلت يقول السيد الرب " ( حز 16 : 26 – 34 , 60 – 63 ), لذلك جاءت نبوته عن الكنيسة جسد المسيح والروح القدس الذى سيشفى بمياة المعمودية كل مرض فى ابنائها وتطهرهم من كل خطاياهم فيقول: " و قال لي هذه المياه خارجة الى الدائرة الشرقية و تنزل الى العربة و تذهب الى البحر الى البحر هي خارجة فتشفى المياه. و يكون ان كل نفس حية تدب حيثما ياتي النهران تحيا و يكون السمك كثيرا جدا لان هذه المياه تاتي الى هناك فتشفى و يحيا كل ما ياتي النهر اليه..." ( حز 47 : 8 – 11 ).؛
4- ودانيال جاءت نبواته عن المسيح ابن الانسان حجر الزاويه الذى قطع من جبل بلا يدين ( دا 2 , 7 ), فهاهو يصلى معترفا بخطية شعبه: " يَا سَيِّدُ اسْمَعْ. يَا سَيِّدُ اغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَاصْنَعْ. لاَ تُؤَخِّرْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِكَ يَا إِلهِي، لأَنَّ اسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ." ( دا 9 : 19 ).؛
5- وهكذا اعترف هوشع النبى يكرر بانه لا شفاء من غضب الرب بالالتجاء للبشر: " وَرَأَى أَفْرَايِمُ مَرَضَهُ وَيَهُوذَا جُرْحَهُ، فَمَضَى أَفْرَايِمُ إِلَى أَشُّورَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكٍ عَدُوٍّ. وَلكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْفِيَكُمْ وَلاَ أَنْ يُزِيلَ مِنْكُمُ الْجُرْحَ. لأَنِّي لأَفْرَايِمَ كَالأَسَدِ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَشِبْلِ الأَسَدِ. فَإِنِّي أَنَا أَفْتَرِسُ وَأَمْضِي وَآخُذُ وَلاَ مُنْقِذٌ. أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ." ( هو 5 : 13 – 15 ), وإذ يستشهد هوشع بقول اشعياء عن الرب المتالم ( أش 53 ), يضيف الروح القدس على نبوته عن موت الرب وقيامته فى اليوم الثالث وبركات الروح القدس فى العهد الجديد عهد محبته فيقول: " هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ." ( هو 6 : 1 – 3 ), " أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ.... أنا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ. أَنَا كَسَرْوَةٍ خَضْرَاءَ. مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ. مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هذِهِ الأُمُورَ، وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا" ( هو 14 : 8 , 9 ), واوضح لنا ميخا النبي ذلك فى قوله: " مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ." ( مي 7 : 18 – 20 ), وعن رفض بنى اسرائيل لزيغانهم برغم طول اناة الله عليهم ومحاولاته لردعهم فيقول هوشع: " حِينَمَا كُنْتُ أَش | |
|