romany.w.nasralla نائب المدير
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 29/04/2012 العمر : 79
| موضوع: شرح آيه من قراءات القطمارس اليومية: " أن لإبن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. "- الجزء الثالث الجمعة يونيو 22, 2012 11:49 pm | |
| شرح آيه من القراءات اليومية
من قرأءت قداس الاحد : 16 / 6 / 2012
من ألإنجيل:
" أن لإبن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. "
( مت 1:9 – 8 )
======================
الشرح الكتابى:
- وهكذا اعترف هوشع النبى يكرر بانه لا شفاء من غضب الرب بالالتجاء للبشر: " وَرَأَى أَفْرَايِمُ مَرَضَهُ وَيَهُوذَا جُرْحَهُ، فَمَضَى أَفْرَايِمُ إِلَى أَشُّورَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكٍ عَدُوٍّ. وَلكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْفِيَكُمْ وَلاَ أَنْ يُزِيلَ مِنْكُمُ الْجُرْحَ. لأَنِّي لأَفْرَايِمَ كَالأَسَدِ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَشِبْلِ الأَسَدِ. فَإِنِّي أَنَا أَفْتَرِسُ وَأَمْضِي وَآخُذُ وَلاَ مُنْقِذٌ. أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ." ( هو 5 : 13 – 15 ), وإذ يستشهد هوشع بقول اشعياء عن الرب المتالم ( أش 53 ), يضيف الروح القدس على نبوته عن موت الرب وقيامته فى اليوم الثالث وبركات الروح القدس فى العهد الجديد عهد محبته فيقول: " هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ." ( هو 6 : 1 – 3 ), " أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ.... أنا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ. أَنَا كَسَرْوَةٍ خَضْرَاءَ. مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ. مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هذِهِ الأُمُورَ، وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا" ( هو 14 : 8 , 9 ), واوضح لنا ميخا النبي ذلك فى قوله: " مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ." ( مي 7 : 18 – 20 ), وعن رفض بنى اسرائيل لزيغانهم برغم طول اناة الله عليهم ومحاولاته لردعهم فيقول هوشع: " حِينَمَا كُنْتُ أَشْفِي إِسْرَائِيلَ،..... فَإِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا غِشًّا. ... كُلُّهُمْ فَاسِقُونَ... وَقَدْ أُذِلَّتْ عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ فِي وَجْهِهِ، وَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَلاَ يَطْلُبُونَهُ مَعَ كُلِّ هذَا. ..... وَأَنَا أَنْذَرْتُهُمْ وَشَدَّدْتُ أَذْرُعَهُمْ، وَهُمْ يُفَكِّرُونَ عَلَيَّ بِالشَّرِّ. .... يَرْجِعُونَ لَيْسَ إِلَى الْعَلِيِّ. قَدْ صَارُوا كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ. يَسْقُطُ رُؤَسَاؤُهُمْ بِالسَّيْفِ مِنْ أَجْلِ سَخَطِ أَلْسِنَتِهِمْ." ( هو 7 ).؛ وهكذا قال عاموس النبى أيضا: " فَقَالَ لِي الرَّبُّ: قَدْ أَتَتِ النِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ," ( عا 8 : 2 , 7 : 8 ).؛
ثالثا – وجاء الرب الله الكلمة ابن الانسان متجسدا فى ملء الزمان معلما وشافيا لامراض اجسادنا ونفوسنا وارواحنا كما تنبا الانبياء ( مت 11 :4 , 5 , 13 , لو 4: 18 ) وكما فى الكتب ( مت 21 : 42 ), فكان يجول يصنع خيرا ( أع 10 : 38) "وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا،وكل الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب.0 ( مت 4 : 23 , 9 : 35 ), فشفى امراض اجساد ونفوس كثيرين فى اليهوديه وفى السامرة والْعَشْرِ الْمُدُنِ وحتى سورية: "فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ."( مت 15 : 30 , 19 : 2 , 21 : 14 , وايضا لو 4 :40 و 9 : 11 , و كذلك مر 3 : 10 , 6 :5 .... ), " فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ، فَشَفَاهُمْ." (مت 4 : 24 ), كما " وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ." ( مت 21 : 14 ), " قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ، فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ، وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ." ( مت 8 : 16 ), وفى معظم هذه الايات كانت تتم خارج المدن وفى الطرق والمجامع وفى كل الاوقات. ولم تذكر الاناجيل الاربعه قصصا كثيره عن كثير من المعجزات او تفاصيل طويله عنها " وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ . وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.العميان الذين لا يحصون "( يو 20 : 30 , 31 ). وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ( يو 21 : 25 ), وركز الوحى الالهى فى الاناجيل على بعض نماذج من شفاء الرب لبعض المرضى جسديا بامراض مستعصية او مزمنه اوخلقيه بجانب المرضى روحيا " شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ." ( لو 7 : 21 ), وحتى فى معظم هذه المعجزات جاء سردها فى بضع ايات قليلة ولكل منها هدف ايمانى عام يجمعها جميعا اظهار مجد ابن الانسان بكونه الله الكلمة الخالق والديان والغافر الخطيه والشافى والمسيح الفادى المخلص مشتهى الاجيال والنبوات والمحرر للانسان من الخطية واثارها لكن الرب فى كل منها اعطى دروس تعليمية ايضاحيه متعددة تنسف المفهوم الحرفى للناموس وتفاسير معلمى اليهود من كتبه وكهنة وناموسيين الخاطئة له:
1- النظره العامة للمعوق والمريض بمرض وراثى والمجنون بانه خاطئ ونجس وغير مقرب من الله وخدمته (لا 21 ), ونسف الرب هذه النظرية الفجة بان دعاهم اخوته ومباركى ابيه فى قوله الالهى: " لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ..... فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، ... وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. ..... " ( مت 25 : 34 – 46 ), كما شرح ذلك بولس الرسول فى قوله: " لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً" ( عب 2 : 11 ), فالمرض اى كان نوعه وسببه ليس مدعاة للنبذ والوصم بالنجاسة بل يستوجب كما قال القديس يعقوب: " أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ." ( يع 5 : 14 ).؛
2- التعاليم والتفاسير التى نشرها الرابيين المتشددين التى ادت الى إتشار المعتقد اليهودي الذي تمسك به بعضهم فى توارث الابناء خطايا ابائهم وانها سببا للاعاقه كما جاء فى الناموس: " أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.(خر20 , تث 5 ), فبرغم ان الانبياء اعطوهم فكر الله الديان العادل الذى يدين الانسان عن عمله ولا وراثه لذنوب اباؤه واسلافه وذلك وضح ضمنيا فى استجابة الرب لصلاة سليمان بعد بناء الهيكل: " ف ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ.(1 مل 8 و 2 أخ 8 ), وفسر لهم إرميا ان الصفح عن الخطية مرتبط بصلاح الانسان ورحمة الله: " صَانِعُ الإِحْسَانِ لأُلُوفٍ، وَمُجَازِي ذَنْبِ الآبَاءِ فِي حِضْنِ بَنِيهِمْ بَعْدَهُمُ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ . " ( إر 32 : 18 ), ووضح ذلك جليا فى قول الرب لحزقيال النبى:" كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.... الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ .... كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً " ( حز 18 ), الا ان عمل الشيطان فى شطحات فكر هؤلاء المعلمين اليهود إتجه بهم الى الضلال مازجين افكارا شيطانية ووثنية على وراثة الخطية الجدية بغواية الشيطان ( تك 3 : 2 – 14 - قابل - رو 5 :12 – 18 ), ففي بعض تقاليدهم أن واحدًا سأل أحد الربين اليهود، من أي وقت يبدأ الشيطان عمله مع الإنسان، هل منذ لحظة تكوينه في بطن أمه، أو منذ ولادته، وقد أجابه الربي: منذ لحظة تكوينه، واعترض السائل قائلا: لو كان هذا حقًا لتضايق الجنين في بطن أمه، ويعتبر المكان سجنًا. ويبتديء برفس ويمزق أحشاء أمه، وربما يؤدي ذلك إلى موتها، وحاول الربي أن يجد دليلاً كتابياً، وزعم أن قول الله لقايين إن هناك خطية رابضة عند الباب ( تك 4 : 7 )، يمكن أن تشير إلى باب الرحم حيث تكمن الخطية، وتنتظر اللحظة التي يتكون فيها الإنسان، لتلازمه طيلة فترة الحمل!- وللاسف نقل هذا واصبح معتقدا لاخرين ايضا من الذين من خارج ونعيش بينهم واوسعوا ليبدأ من فراش الانجاب!.- ناسفا ايضا الفكر الوثنى والفلسفى عن الوجود السابق للروح، الذى كان كثير من اليهود في أيام المسيح، قد تأثروا به, على ما تصور أفلاطون ويؤمن به الهنود في مذهبهم الكارما الإنسان يعاقب عنها في تجسد لاحق، بحيث تحل روحه السابقة بعد موته في جسد آخر- اى جسد ينال فيه عقوبته على خطاياه في حياته السابقة، كلون من التطهير لروحه!!. وربما كان هيرودس مؤمنا بهذا الفكر ( مر 6 : 14 – 16 ), وقد اجاب الرب بصورة عملية فى خلق عينين للمولود اعمى انه لا توارث للخطايا الشخصية من الأباء أوالجدود ( يو 9 : 3 ),
3- كان اليهود ينتظرون مسيا زمنى ويملك ارضيا يخلصهم من اعدائهم لا من خطاياهم ولم يتخيل الكثير منهم انذاك ان الله يتجسد ويصير فى الهيئة كانسان فيضفى قداسته ويطهر من كل خطيه كل من يؤمن به: " ليبَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ." ( تي 2 : 14 ), ليرى كل مؤمن الله الاب في شخص يسوع و يلتصق به فيعيش حرا من مرض الخطية, لذلك دعا المسيح نفسه بابن الإنسان لأنه سينوب عن الإنسان في الفداء, وكما قال بلسانه الالهى: " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " (مت 18: 11), و " لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ." ( مت 1 : 21 ), ويقيم عهده الجديد بدمه: : " الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" ( مت 26 : 28 ), و" كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَاياَ " ( أع 10 : 43 ), ولذلك قال لفيلبس: " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ. " ( يو14 : 9 ), و للكتبة والفريسيين اليهودالعاندين: " لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا..... لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ." ( يو 8 : 19 , 24 ), وكانت معجزات شفاء هؤلاء المرضى ذوى العاهات والامراض المستعصيه يتبعها غفران الخطايا بفمه الالهى لكل مريض منهم مثبتا لهم كامل لاهوته كابن الانسان.؛ فان كانت معجزات الرب شهادة فى حق الوهيته الكاملة بالنظر اليها كفرادى او مجتمعة فهى كما قال بفمه الالهى: " فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" ( يو 10 : 38 ), و " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لإِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ....يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ, .... " ( يو 5 : 24 , 19 ), و" إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌ." ( يو 8 : 14 ), فهى شهادة حية للان كما يقول يوحنا الحبيب: " إِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" ( 1 يو 1 : 2 ).؛
4- ومعجزات الشفاء لذوى الاعاقة والعاهات لا يمكن النظر اليها الا بمنظور الكتاب المقدس فى ضوء ارتباط الخطيه بالمرض: فالاعاقة الجسدية تمثل رمزا واضحا لعمل الخطية الظاهر فى تشويه خلقة الانسان الذى على صورة الله ومثاله فى القداسة, وكما توضح لنا ذلك فى اسغار التوراة والانبياء والمزامير, وجاء الرب ليكشف لنا ان لا علاقة بين الاعاقة والخطية فالانسان المعاق والسوي جسديا كلاهما مدعو للخلاص والملكوت بغض النظر عن وضعه الجسدى على مدار غربته على الارض فى الجسد, ولذلك قال الرب : " اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا." ( يو 6 : 63 ), لان: " الْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." ( يو 3 : 6 ), وكما قال بولس الرسول: " لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. .... فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ. لِذلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ. لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا. " ( 2 كو 5 : 1 – 10 ), إلا ان الرب بهذه المعجزات اثبت انه الله الذى قصده الروح القدس فى النبوات حرفيا وروحيا بكونه الرب الشافى من عاهات وامراض الاجساد الذى قال من البدء: " إِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ ." ( خر 15 : 26 ), وانه كلمة الله: " التي تشفي الجميع." ( حك 16 : 12 ), ولذلك لا يمكن قهم شفاء المسيح لمشلول مقعد فاقد الحس مقعد بلا حركة, عن فعل الخطية الذى يفقد الحس وعن هدف الرب الذى اظهره فى هذة المعجزه وتعاليمه المرتبطه بها وكما يقول بولس عن الخطاة: " أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. اَلَّذِينَ إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا." ( أف 4: 17 – 19 ), او الاستمرار فى الاثم وعدم المقدرة على التغيير سواء عن استمراء الوضع او عدم القدرة على الحركة ولا معين فى التغيير كانى به يقول كما قال الحكيم عن هذا الخاطئ: " ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ! لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ! مَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ! " (أم 23: 35 ), او كما قال بولس الرسول: " لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ." ( غل 3 : 22 ), ولهذا شفى المسيح حيوية هذا المشلول واقامه ليتحرك لانه الله الذى تجسد : " لِكَيْ كل من يطْلُبُه و يَتَلَمَّسُهُ يَجِدُهُ، .... لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ... والآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ." ( أع 17 : 27 – 30 ).؛ لذلك كان الرب فى كل معجزاته يحول الحرف الميت والمميت الى فعل حي ومحيي للايمان والرجاء به وفيه الى " آخِرِ نَسَمَةٍ او فِي حَالِ الْمَوْتِ " ( مر 5 : 23 ؛ لو 8 : 42 ).؛
لذلك يا إخوتى وياأبنائي يجب علينا دراسة كل معجزة شفاء بعين الكتاب المقدس لنتعرف على مسيحنا " الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. " ( كو 2 : 3 ), ومحببته وتعاليمه المحييه فيها " مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِنا أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ، لِكَيْ نْمسِكُ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. " ( 1 تي 6 : 19 )؛
=================================
ولربنا كل المجد. آمين | |
|